الجمهور يتسلق أكشاك بيع البطاقات والاتحاد يوفر نصف مليون دينار

شهدت انطلاقة موسم كرة القدم الحالي حضورا جماهيريا كبيرا، بدءا من مباراة كأس الكؤوس بين فريقي الفيصلي والجزيرة، التي توزع دخلها على الفريقين المتباريين، ومرورا بمباريات الدور الأول من بطولة الدرع، ووصولا الى الجولة الأولى من دوري المناصير للمحترفين، ما يشير الى أن المباريات المقبلة خصوصا مباراتي الدور قبل النهائي والمباراة النهائية للدرع، بالإضافة للمباريات المقبلة من الدوري وعلى رأسها "مباراة الديربي" بين الفيصلي والوحدات، ستشهد حضورا كثيفا من الجماهير، وهو الأمر الذي سيزيد من مداخيل الأندية، بالإضافة الى ما تحصل عليه من بدل حقوق البث التلفزيونية ورعاية المناصير، والجوائز المالية المخصصة لألقاب البطولات الأربع والمراكز الستة الأولى على صعيد الدوري.
ويؤكد أمين عام اتحاد كرة القدم سيزار صوبر، أن مباريات الدور الأول من بطولة الدرع "18 مباراة" والمباريات الست الأولى من الدوري، جلبت دخلا ماليا يقارب 135 ألف دينار، علما أنه تبقى 3 مباريات من عمر الدرع، و126 مباراة من الدوري و15 مباراة من كأس الأردن، في الوقت الذي تم فيه بيع كامل مباريات الموسم الماضي "والكلام لصوبر" بمبلغ لا يزيد على 350 ألف دينار.
ومن البديهي أن الحضور الجماهيري يتفاوت بشكل ملحوظ بين المباريات، فثمة فرق مثل الوحدات والفيصلي والرمثا تملك قواعد جماهيرية كبيرة، ويرتبط ذلك الحضور بنتائج الفرق في المنافسات، بحيث يزيد الحضور أو يقل لاعتبارات عدة أهمها قوة المنافسة ومركز الفريق وتوقيت المباراة والظروف المناخية، في حين تملك فرق أخرى قواعد جماهيرية متوسطة أو قليلة، ولذلك فإن مدخولات بعض المباريات قد تزيد على 30 ألف دينار، بينما ربما لا تحقق مباريات أخرى دخلا يزيد على 30 ألف دينار، ولذلك ترى الفرق الأخرى أن مبارياتها مع الفرق الجماهيرية تشكل فرصة للحصول على دخل مالي كبير، بحيث تفرط أحيانا بقاعدة "75 % مقابل 25 %" وتقبل بقاعدة "50 % لكل فريق من حيث الحضور الجماهيري"، بما أنها ستحصل على حقها كاملا من الريع.
ويرى صوبر، أن تولي الاتحاد مهمة بيع بطاقات الدخول الكترونيا سيوفر على الأندية خلال الموسم الحالي نحو نصف مليون دينار؛ حيث إن تلك المبالغ كانت تذهب للمتعهدين الذين "يشترون" مباريات الفرق بثمن قليل لا يتناسب مع حجم الدخل.
ويقوم اتحاد كرة القدم بدفع مستحقات الأندية بشكل دوري، وحسب مصادر مؤكدة فإن الاتحاد دفع كامل حقوق الأندية من ريع مباريات الدور الأول للدرع، وسيقوم مع نهاية الأسبوع الحالي بدفع حصصها من مباريات الجولة الأولى من مباريات الدوري.
وترك الاتحاد للأندية حق تحديد الحدين الأعلى والأدنى لسعر بيع بطاقات الدخول الى المباريات، ويقوم بالإعلان عنها قبل كل مباراة، بحيث تبيع أندية بطاقات المباراة بـ5 و4 دنانير وأخرى بـ4 و3 دنانير، وأخرى بـ3 دنانير ودينارين.
وإذا كانت الجماهير قد اشتكت في أوقات كثيرة من ظاهرة "السوق السوداء" في بعض المباريات الجماهيرية، بحيث كانت البطاقات تباع بأعلى كثيرا من سعرها الحقيقي، بالإضافة الى تفشي ظاهرة أخرى "تزوير البطاقات"، فإن الآلية الجديدة تبدو مختلفة ولا تسمح بتفشي الظاهرتين كما كان يحدث سابقا، وإن كانت الطوابير الطويلة على أكشاك البيع، قد تجعل البعض "يشتري راحته" ويدفع ثمنا أكبر لبطاقة الدخول التي يشتريها من متفرج آخر.
وتتم عملية البيع اليوم بشكل الكتروني بحيث تحمل كل بطاقة رقما إلكترونيا "بار كود"، يمكن المنظمين من معرفة عدد بطاقات الدخول المباعة، والسعة المتبقية من مدرجات الملعب الفارغة، لكن جماهير اشتكت خلال لقاء الوحدات وذات راس بالدوري السبت الماضي، من شراء بطاقات دخول لم تمكن أصحابها من الدخول الى الملعب إلا بعد انتهاء الشوط الأول أو عدم الدخول بالمطلق، وهو الأمر الذي نفاه أمين عام الاتحاد، وقال إن عملية البيع تتوقف بعد امتلاء المدرجات المخصصة لكل جمهور.
لكن شهود عيان يؤكدون بطء عملية البيع، بحيث تقف جماهير كثيرة في طوابير طويلة لساعات عدة تحت أشعة الشمس، بحيث تحدث مشاجرات، أو يقوم متفرجون بطرق ملتوية لشراء البطاقات، منها على سبيل المثال تسلق أكشاك البيع ورمي أجسادهم للأسفل لشراء البطاقات معرضين حياتهم للخطر، وإمكانية حدوث مشاحنات مع الجماهير التي تنتظر دورها.
وتبدو قوة المنافسة على ألقاب المسابقات الكبرى مرشحة لزيادة الحضور الجماهيري، لكن الجمهور ما يزال بحاجة الى مزيد من أدوات التطوير لكي يلامس التجربة الأوروبية، من خلال عملية شراء البطاقات والدخول الى الملعب عبر بوابات الكترونية وتفتيش لائق، وإمكانية الحصول على وجبات طعام وماء عبر مطاعم مخصصة خارج أسوار الملعب.