يوسف شاكير : لست مشعوذا.. وثوار ليبيا اغتصبوا 600 ليبية حرة
أول سؤال يتبادر إلى الذهن، هو أين أنت، ولماذا توقفت عن تقديم البرامج؟
أنا موجود دائما على شبكة الانترنت، ولم أتوقف يوما عن مخاطبة الليبيين، لكن لدي صعوبات في الظهور على الفضائيات، وقد حاولت ذلك في سوريا بعد خروجي من ليبيا ،وظهرت عدة مرات، وتم توقيفي من النايلسات، لذلك أنا لا أظهر حاليا على الفضائيات
لماذا أوقفت على النايلسات؟
النفوذ الفرنسي قوي، وفرنسا هي التي ضغطت من أجل منع ظهوري، حيث أن اسمي تحديدا ممنوع من المرور عبر قمر النايلسات .
كيف تمكنت من الخروج من ليبيا بعد سقوط نظام القذافي؟
القصة طويلة، لكنني سأحاول أن أختصرها لك، أنا خرجت من ليبيا يوم 20 أوت بعد أن تم إطلاق الرصاص على الفندق الذي أتواجد به، وآخر حلقة لي في الاستديو كانت يوم 19 أوت، حيث خرجت في البداية إلى بني وليد، وطلب مني المسؤولون تقديم برنامج في قناة أخرى، لكنني لم أجد هذه القناة، ولم أستطع الاتصال بسرت لتمكيني من الظهور على الجماهيرية التي كانت ولازالت تبث برامجها، وقمت بتقديم بعض البرامج في إذاعة بني وليد، وقدمت مداخلات كذلك على قناة الرأي، ومن بني وليد توجهت مباشرة إلى الحدود الجزائرية.
إذا أنت حاولت دخول الجزائر؟
نعم، حاولت الدخول، ومنعت من الدخول، وتركوني أنتظر أربعة أيام على مستوى المعبر الحدودي بالدبداب، غير أنهم لم يسمحوا لي بالدخول في النهاية، ولا أدري إن كان ذلك قرارا سياسيا، أم قرارا أمنيا، حيث منعت وعائلتي من الدخول في وقت سمح للكثير من الليبيين بالدخول.
وهل قدمت السلطات الجزائرية مبررات لقرارها برفض دخولك؟
طلبوا منا الابتعاد عن المنطقة الحيادية، لكنهم لم يقدموا لنا المبررات، وأعتقد أن القرار كان على مستوى الحدود ولم يكن مركزيا، ومع ذلك أقول أن موقف الجزائر من القضية الليبية كان موقف أحرار، وكنت في برامجي دائما أشيد بهذا الموقف التاريخي، وكنت أحذر الجزائر من المؤامرة .
نحن نعرف موقفك من الجزائر، وأنت حر في انتقاد من تشاء؟
أنا لا أنتقد أحدا، وأنا أعتقد أن قرار منعي من الدخول كان على مستوى الحدود وليس على مستوى الرئاسة أو الحكومة، ومنعي من الدخول لا يمنعني من الاستمرار في تقدير الجزائر والاعتزاز بمواقفها وشهدائها
والآن في أي بلد أنت موجود؟
أنا خرجت إلى سوريا وبقيت هناك ستة أشهر، وشاركت ببرامج في قناة الرأي، وشاركت عدة مرات على الفضائيات السورية، بعد ذلك انتقلت إلى أمريكا اللاتينية، ثم إلى أماكن أخرى من العالم وأنا حاليا أتنقل بين عدة مناطق.
يعني أنت لا تريد الإفصاح عن المكان الذي أنت موجود فيه، وهذا من حقك .
هو كذلك .
يسجل عليك الملاحظون أنك كنت مدافعا شرسا عن القذافي في أيامه الأخيرة، لكنك سكت عن كل التجاوزات التي ارتكبها نظامه، كيف ترد؟
أنا لم ألتق القذافي في حياتي ولو مرة واحدة، وكل علاقتي بالشهيد القذافي تتمثل في ثلاث مكالمات لا أكثر، وقد اتصلت به من أجل تحذيره من الخيانة الموجودة في الاستخبارات العسكرية، وذكرت له التفاصيل، وقلت له إن الصحفيين الأجانب يقومون بالتجسس، وهم الناتو على الأرض، حيث كانوا متمركزين في فندق ريكوس، وكان هذا المكان أكبر بؤرة للاستخبارات وإرسال المعلومات، حيث كان هناك صحفيون إيطاليون وبريطانيون وإرلنديون، يقدمون المعلومات للناتو ليقوم بأعمال القصف، ولما فضحتهم اعتبروني الشطان الكبير، لأني حذرت المسؤول عن الإعلام، وحذرت كل السلطات اللليبية حينها بعد أن رأيت أشياء تجسسية على الأرض، لقد كانوا يرسلون المعلومات للناتو بالأقمار الصناعية، وكانوا يقومون بأعمال تفتيش في الأماكن التي يزورونها، ولما واجهتهم بهذا، قال لي أحد الصحفيين: أنت يفترض أن يأتيك صاروخ من الناتو يفجر رأسك، لقد التقيت بعدها بصحفي غربي في سوريا، وهذا الصحفي قال للمسؤولين السوريين إن رأس شاكير كان مطلوبا من قبل الناتو في ليبيا .
وبالنسبة لسؤالك، فأنا كنت معارضا للنظام الليبي السابق، لكنني دافعت عن الوطن عندما علمت بأنه يتعرض لمؤامرة كبرى، وكل الكلام الذي قلت على الجماهيرية تحقق الآن، والآن كل الليبيين في مختلف المناطق الليبية يقرون بهذا، ويقولون أن كل توقعات شاكير تحققت، أنا لا أتنبأ بالمستقبل، ولكني قارئ جيد للاستراتيجيا، وكان لدي وثائق، وكنت أرصد المؤامرة ضد ليبيا منذ عام 2005 .
لكن لماذ سكت عن التجاوزات التي ارتكبتها كتائب القذافي في حق الليبيين، من اغتصاب وتوظيف للمرتزقة الإفريقيين؟
أنت صحفي وبإمكانك اكتشاف الحقيقة، هذه المؤامرة بنيت على كذبة كبيرة إسمها القذافي يقتل شعبه، الشهيد معمر القذافي لم يقتل شعبه، لقد وجدوا أسلحة في ليبيا تكفي لمسح كل المدن الليبية، وهؤلاء المسؤولين الذين يحكمون ليبيا اليوم في إطار "العورة" وليس الثورة، كلهم كانوا في السجون، فلماذا لم يقتلهم القذافي، والمرتزقة كانت كذلك كذبة كبيرة، وكذلك كذبة العدد الكبير من القتلى في الأيام الأولى، أنا كنت أكشف هذه المؤامرة، على ليبيا وكنت أحذر المصريين والجزائريين، لأن المؤامرة تستهدفهم جميعا.
لكن هناك حوادث تؤكد وجود هذه التجاوزات وحادثة إيمان العبيدي التي تعرضت للاغتصاب تؤكد هذه التجاوزات؟
لدي شريط سأرسله لك إن أردت، هذا الشريط للصحفي الذي قام بتلك اللعبة أمام الإعلام العالمي، يحكي فيه كيف أوتي بإيمان العبيدي، وكيف قاموا بالمسرحية، وبعد ذلك لاحقها هذا الصحفي في قطر، وصور معها، وقد أعجبت إبن حاكم قطر، فطردوها من قطر لهذا السبب، وقد انقلب عليها الشمام وشتمها على المباشر .
تعتبر الإعلامية هالة المصراتي واحدة من أهم الوجوه التي دافعت عن القذافي، هل صحيح أنها تعرضت لسوء معاملة من قبل الثوار؟
أنا على اتصال دائم بهالة المصراتي، وهي فعلا تعرضت لمآس هي وغيرها، وحاليا بلغ عدد الفتيات الحاملات "حمل سفاح" حوالي 600 فتاة، وهؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالثوار يطلبون حقنا وأدوية لإجهاضهن، في ليبيا هناك مأساة حقيقية، وأنا من منبر الشروق أتوجه بنداء للمنظمات الإنسانية، وصحفيين بلا حدود، وغيرها من المنظمات غير الحكومية، أن تقوم بتحقيقات حول الذي يحدث في ليبيا، السجون مكتظة، وهناك قوانين مجحفة تجرم من يمجد القذافي وغيرها من التجاوزات .
هل تؤكد أن المصراتي كذلك تعرضت لعمليات اغتصاب؟
هي تعرضت لكل أصناف التعذيب، وأنا لا أريد أن أتحدث على لسانها، لكنها بالفعل تعرضت لعذاب كبير. أنا لا أدافع عن القذافي، فهو له نظرية طرحها على الناس، لكن ليبيا في عهده كانت تعيش الأمان، أما الآن فأنتم تشاهدون ماذا يحدث. وأنا لا أقول أن ليبيا كانت دولة أفلاطونية، لكن كانت فيها مشاكل، وكانت هناك محاولات للإصلاح، لما دخلت ليبيا تكلمت في الإعلام عن كل الاختراقات التي كانت تحدث ولم يحدث لي شيء، أما الآن فوحدة ليبيا في خطر، وبرقة ستعلن نفسها إقليما مستقلا، وهذه مؤامرة قديمة جديدة.
هناك من يصفك بأنك مشعوذ القذافي ويستدل على ذلك بشريط فيديو منتشر على نطاق واسع في الانترنت، وأنت تحمل السبحة وتستغيث بعشائر الجن من المشرق والمغرب ليغيثوا ليبيا ويدمروا أعداءها ... كيف ترد؟
(يضحك) سأذيع سرا لأول مرة، أنا لا صلة لي بالسحر ولا صلة لي بالشعوذة، ولكن كان ذلك في إطار الحرب النفسية، وقد تفاهمت مع المخرج وهو على قيد الحياة، وقلت له ركز الكاميرا على السبحة في يدي، وأثناء الحلقة بدأت يدي ترتعش وفعلت ذلك عمدا، وبدأت أقول كلاما غريبا وغامضا يقوله المصريون في مسرحياتهم، ثم رميت السبحة، وبعد ذلك حصلت مجموعة من الحوادث والزلازل في العالم، فربط الناس واعتقدوا أني أستعين بالجن حتى لا تسقط طرابلس، إذ الذين استعانوا بالسحر الأسود والشعوذة هم أهل مصراتة، ولدي في ذلك وقائع موثقة. يجب عدم قذف الناس بتهم مجانية لا أساس لها من الصحة.. أنا مسلم، سني صوفي، من أحفاد عبد القادر الجيلاني، وأنا بعيد عن كل هذه المهاترات، لقد توليت عدة مهام إستراتيجية في واشنطن ومصر، ومهنيتي كانت تسبقني دائما وسمعتي والحمد لله جد طيبة.
هناك لقاءات تمت في القاهرة بين موالين للقذافي والشيخ الصلابي لتحقيق المصالحة، هل أنت مع هذا التوجه للمصالحة؟
علي الصلابي معروف على انه مفكر إسلامي، وأنا أوجه له سؤالا واحدا: "أنت أخرجت 450 عنصر من القاعدة من السجون، واستخدمت التقية لإخراجهم، وهذه خيانة، واليوم يريد المصالحة، أليس حريا بالصلابي أن يذهب إلى الداخل ويجري مصالحة في الداخل. إذا كان صادقا في نواياه فهو قادر على إيقاف حالات القتل والسجن والتعذيب وسرقة الغنائم وكل ما يرتكب اليوم من تجاوزات لا يقبلها الدين الإسلامي ولا أي دين آخر، ومن بينها القوانين الجائرة... تصور أن آخر قانون صدر يعطي الحق في الاستيلاء على ممتلكات الليبيين.
علي الصلابي يريد أن يمكن الإخوان المسلمين من حكم ليبيا، وهو يريد الاستثمار في ذلك مع من سرقة أموال الشعب الليبي، وعلى فكرة أنا ضد الذين كانوا في البلاد وأخذوا أموالا وهربوا بها إلى الخارج، لأنها أموال الشعب الليبي.
هل تقصد قذاف الدم؟
أنا لا أشير بالإسم، قذاف الدم أخ وصديق رغم أنه انسحب منذ اليوم الأول، وكان مطلعا على أهم الأشياء والأسرار، وحتى استقالته صنعت ضجة. كان الإبن المدلل للقذافي قبل أن يكبر أبناء العقيد، ولكنه ترك ابن عمه وحده وانسحب فارا بجلده، والآن ظهر ليتحدث عن الصلح، أنا أكن له الاحترام ولي معه حوارات قوية منذ 20 سنة، وساعدني في الكثير من المواقف. وأنا لا أتوقع النجاح لتلك اللقاءات التي حدثت بينه وبين الصلابي، ولا أعتقد أن الداخل سيقبل بالمذكرة التي أصدروها، لن يقبلوا إلا بنقطة أو نقطتين من المذكرة، المصالحة لها قواعد، والصلح له قواعد، وهذا صلح بين غالب ومغلوب وليس مصالحة .
كيف تنظر الآن إلى موقف السلطات الجزائرية الرافض لتسليم عائلة القذافي إلى ليبيا؟
الجزائر بلد ثورة وبلد الشهداء ولم يكن بينها وبين ليبيا إلا الخير، والجزائر لن تسمح لها كرامتها بإهانة عائلة القذافي، وأنا أحيي رجال الجزائر الأحرار، وأحيي موقف الجزائر، وكما قال بلخادم "على من يتحدث عن الجزائر أن يتوضأ أولا". ليبيا والجزائر دولتان شقيقتان، وأنا اعشق الجزائر، بل إن أمي مستغانمية، وتحية للجزائر ولكل المنابر الحرة التي لا تزيف الحقيقة . ونحن على استعداد دائم لإعطاء كل الحقائق والتفاصيل لتكون شهادة للتاريخ .