لو لم يكن العرب موجودين في اسرائيل لوجدت الحكومة الاسرائيلية الفلاشا او الروس

جراءة نيوز - انتقد الكاتب العربي عودة بشارات في صحيفة الهارتس اليوم حالة التحشيد التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية ضد العرب وكتب ساخرا ان الحكومة الاسرائيلية وعلى راسها نتنياهو لو لم يجدوا العرب لحشدوا ضد يهود الفلاشا او اليهود الروس فبحسبه ورغم حاجة الحكومات الاسرائيلية للعرب كمشجب يعلقون عليه فسادهم فهم لهم القابلية للتحشيد ضد اي اقلية موجودة في المجتمع الصهيوني كتب في مقالته...    لو كان الحظ ضحك لبنيامين نتنياهو لكان الصراع الذي يوتر الأعصاب بين الولايات المتحدة وايران، وليس بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، عندها كانت ستغرق الامور الهامشية مثل السيجار والغواصات والشمبانيا في البحر. عند الحديث عن الحياة نفسها، كما يقول نتنياهو، لن يطلب أحد الحصول على الامور الممتعة في هذه الحياة.

كيف حدث أن الحظ لم يبتسم لنتنياهو. في هذه المرة ابتسم للمواطنين العرب في اسرائيل، قال لي صديق: "في خطاب نتنياهو الاخير في مظاهرة التأييد له من قبل الليكود، الذي عبر عن التحريض ضد كل من لا يتفق معه، غاب العرب. ولكنني قلت له بأنني شعرت بالاهانة. فاذا لم يتذكرنا في ذروة أزمته نحن العرب، ليس كتهديد ديمغرافي وليس كمن يتدفقون الى صناديق الاقتراع، فمتى سيتذكرنا؟ لقد تحدث فقط عن اليسار ووسائل الاعلام وأدار الظهر لنا. وكما يقول المثل العربي "من شاف حبايبه نسي اصحابه”.

صديقي رد قائلا: "ألا يكفي أن نتنياهو هاجم اخوتنا في السلطة الفلسطينية؟”، فأجبته: بالتأكيد لا، فنحن معرفين في قاموس اسرائيل كـ "عرب اسرائيل”، أي أننا نعتبر شيئا ثمينا بالنسبة للدولة، ومن الجدير استخدام هذا الشيء أولا، وقبل استخدام اخوتنا في المناطق المحتلة. فالبروتوكول يلزم بذلك.

 اضطر صديقي على الموافقة على المنطق في اقوالي: بفضلنا هو اليوم رئيس حكومة. تخيل ماذا كان سيحدث لو أنه قال إن المغاربة يتدفقون في الحافلات الى صناديق الاقتراع. عندها كان سيودع رئاسة الحكومة ورئاسة الليكود. أما نحن العرب فنعتبر الكنز الذي يقدرون أهميته.

لكن صديقي هدأني وقال لي إنه لا يجب أن أقلق: اليمين سيحتاج الينا، ويبدو أن نتنياهو يحتفظ بنا لاوقات الضائقة. وسألت: متى؟ فأجاب: مثلا اذا تم تقديم لائحة اتهام ضده. ومن شدة السعادة قلت: اذا لم يكن في ملف 1000 فسيكون في ملف 2000. واذا لم يكن في ملف 2000 فهناك المزيد من الآلاف. فنتنياهو لن يتركنا لمصيرنا أبدا.

وقال صديقي بثقة إنهم سيحتاجون الينا دائما. انظر الى افيغدور ليبرمان، فبدون العرب لم يكن يستطيع الحصول حتى على رِجل كرسي في الكنيست. وبفضلنا هو الآن وزير الدفاع. ولكن ليبرمان يريد منا المغادرة من هنا، قلت في اشارة على عدم توافقي مع اقواله. فقال: اذا غادرنا فسيغادر هو ايضا كرسيه. هل تدرك ذلك؟ قلت: نعم، وخضعت أمام منطق هذا الصديق.

يبدو أننا هامون جدا للدولة، قلت بفخر. نعم، نحن الكوابح، أضاف صديقي، الكوابح الطائفية والقومية والاجتماعية. فبدون العرب سيهاجمون الاثيوبيين أو المهاجرين من روسيا، ولا تنسى المغاربة ايضا.

عندما بقيت وحدي فكرت في الماضي. فقد وصف اهود باراك في حينه الدولة مثل فيلا في الغابة، وكان قصده الدول العربية المحيطة بنا. وفكرت بيني وبين نفسي أنه من المهم أن أقول لباراك في هذه المناسبة إن الغابة اصبحت هنا، مع كل الفساد الملتصق الآن باسم نتنياهو.

صحيح أن الرئيس في الدول العربية هو الملك، وهو يستطيع أن يأخذ من كنوز الدولة ما يريد، لكن هناك الشعب يقوم بالانتفاض على الاقل. أما هنا في الغابة الزرقاء – البيضاء فيكفي قول كلمة تحريض واحدة ضد الفلسطينيين، أو رفع علم الخداع ضد السلاح النووي الايراني، فيقف الشعب متأهبا ومستعدا لتنفيذ كل مهمة تُطلب منه، حتى لو كان الحديث يدور عن مغامرة عسكرية مشكوك فيها يقوم الزعيم بافتعالها.