تداعيات الحرب العالمية الثالثة

هل ستشتعل الحرب العالمية الثالثة على اثر خلافات كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية ؟! ، وهل ستكون جزيرة غوام هي التي سوف تشعل فتيل هذه الحرب ؟!
أسئلة تتمحور حول أزمة عالمية قد تتخذ جانبا عسكريا منقطع النظير وغير مسبوق البتة ، كيف لا والتهديد قائم بين دولتين عظميين تمتلكان الأسلحة النووية المتطورة ، والصواريخ البالستية المعقدة والذكية .
يبدو أن السلام البارد الحذر جدا بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية لم يعد مجديا لسير العلاقات ، وخاصة بعد الإدارة الأمريكية الجديدة ، حيث أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صاحب التصريحات النارية والمثير للجدل كعادته ، امتلك شخصية تختلف عن شخصيات الرؤساء الذين سبقوه في دفة الحكم الأمريكي ، وعلى الرغم من أنه عبقري في الاقتصاد ، إلا أنه في السياسة تفتقر شخصيته للغة الدبلوماسية الدقيقة ، وعلى الجانب الأخير وتحديدا في كوريا الشمالية شخصية لا تقل غموضا وطيشا وجنونا عن شخصية ترامب ؛ ألا وهي شخصية الرئيس كيم جونغ الذي مازال يحظى بفضول إعلامي كبير للتعرف عليه عن كثب كيف لا وهو يقيم في دولته المنغلقة عن العالم ، حيث تعد الدولة الأكثر انعزالية على الإطلاق ، وهي دولة شيوعية يقودها هذا الرجل الذي يتصرف دوما بطريقة خارج النص وبعيدا عن لباقة الرؤساء وكياسة السياسيين ، فلا تخلو تصريحاته من لغة الكراهية ، ولا تنم تصرفاته إلا عن الصبيانية والتخبط .
ورغم هذا وذاك فإن كوريا تتمتع بأكبر قدر ممكن من الاستعدادات العسكرية حيث تمتلك أكبر مجموعة قوات خاصة ، بالاضافة إلى التكنولوجيا المتطورة التي نتيجة العزلة وعدم وجود الاعلام الأجنبي داخل الدولة وعدم الانفتاح ، فإن أبعاد ما تمتلكه كوريا مغيب تماما عن العالم ؛ إلا انه ومما لا شك فيه ونتيجة لمحاولاتها في القنبلة الهيدروجينية والصواريخ التي تطلقها في المحيط الهادئ فإنها لابد وأنها تمتلك شيئا خطيرا.
وفي الآونة الأخيرة هدد كيم جونغ بضرب جزيرة غوام والتي تعتبر تحت الحماية الأمريكية حيث تقبع في المحيط الهادئ وفيها من أكبر القواعد الأمريكية العسكرية ، وفي المقابل فإن ترامب لم يتردد بالرد على كيم ، لكن وإن نظرنا لفكرة اشتعال حرب نووية بين هاتين الدولتين ، فإن شرارة الحرب وبكل تأكيد لن تنطلق من الجانب الأمريكي ومهما بدى ترامب طائشا أو أهوجا فهو لن يخرج عن إطار الكونجرس الموجود لكبح جماح الرئيس وللتأكيد على سير الخطة الأمريكية العليا الضامنة لمصلحة البلاد والمبعدة إياها عن المخاطر.
وعليه فإننا نجد أن الطيش ينطلق من جهة كوريا الشمالية التي تفتقر لدوائر سياسية تشير على الرئيس بالتأني والتريث والتعامل مع العالم بلغة سياسية ذكية ومتفاعلة لا مستفزة .
وفي الختام فإن هذه الحرب لو تمت بالفعل وعلى الرغم من ضآلة احتمال حدوثها ، فإنها ستكون كارثية على الأرض بأكملها بل وستفني معها أجيال وملايين ومنظومة حياة متكاملة ، الأمر الذي يؤكد أن مثل هذه الحرب لن تندلع - على الأقل في الوقت الحالي - حتى تكتمل مشاريع الدول العظمى التي ترعاها ناسا من بناء مستعمرات للبشرية خارج الأرض وبشكل انتقائي حرصا على الجنس البشري من الإفناء ، فلن تتخذ مثل تلك الحروب قبل أن تكون تلك الدول مستعدة لذلك .