هؤلاء هم أطفال الأردن .. عطاؤهم فاق أعمارهم وهذا ما فعلوا
منطقة أم أذينة ، أطفال أعمارهم تتراوح من 9 الى 14 عاما ، ما بين معدّ " للفوشار " والذرة ، وبائع للزبائن ، ومنظف للمكان ، ومرتّب للبضاعة ، يعملون فريقا واحدا ، غايتهم فقط دعم أطفال مرضى السرطان .
منذ 4 سنوات وعون العدوان وأشقاؤه يقفون بهذا المكان منذ ساعات الصباح الباكر يوميا عدا الجمعة ، وكلما جمعوا مبلغ " 50 دينارا " يبادرون بالاتصال مع مركز الحسين للسرطان ، وتقديم هذا المبلغ لهم كتبرع لمرضى أطفال السرطان .
الطفل عون وبكل براءة تحدّث عن أهداف هذا المشروع و دوافعهم فقال :" العلاج والحياة حق لكل طفل ، ونحن نوقن أن هناك الكثيرين من الأطفال حرموا بفعل المرض من السعادة والتمتع بالحياة ، وبالتالي فلا بد من دعمهم ".
رغم صغر سنهم إلا أن عطاءهم فاق أعمارهم بكثير ، ولاحظنا خلال وقفتنا معهم أن مشروعهم قائم بإمكانيات بسيطة ، من طاولات ومعدات ، وأن أسعارهم رمزية بتناول الجميع ، فالغاية ليست التجارة ولا الربح ، وانما مدّ يد العون للمرضى الأطفال .
ولاحظنا أيضا أن المعدات بسيطة ، وأنهم بحاجة لدعم جميع الخيّرين من القطاع الحكومي والخاص ، فعلى سبيل المثال الطاولات قديمة ، وأرجلها محطمة نوعا ما ، وبحاجة للاستبدال بطاولات جديدة .
كما ولأنهم أطفال يقفون لساعات طويلة ليل نهار فهم بحاجة لدعم خاص من قبل مديرية الأمن العام ، لتوفير الحماية الآمنة لهم ، رغم قرب منزلهم من المكان ، ولكن لا أقل من توفير الأمن لهم .
أطفال عددهم لا يتجاوز الستة ، وأعمارهم بالحد الأعلى 14 عاما ، بإرادتهم نظروا بعين الرأفة للأطفال المرضى غير المؤمنين ، في الوقت الذي لا يزال يصرّ فيه رئيس الوزراء هاني الملقي على حرمان مرضى السرطان عامة والأطفال خاصة غير المؤمنين من التمتع بحق الإعفاء في العلاج ، فأي حكومة هذه ضميرها ميت ، استيقظ ضمير الأطفال ، ومات ضميرها .
هذه رسالة نطلقها لسيد البلاد الملك المفدى ، الذي حتما سيرى رسالة هؤلاء الأطفال ، عله يشمل مرضى السرطان عامة ، والأطفال خاصة ، فينعم عليهم بكرم الهاشميين المعهود ، ويعيد لهم الفرحة بأمل العلاج ، ويتفضل جلالته بالغاء ما قرره الملقي من ظلم بحق هؤلاء .