حكومة بطعم الفيصلي!
جراءة نيوز - علي أحمد الدباس يكتب ..
أجمل ما في مشاركة الفيصلي في البطولة العربية أنها أسقطت الشرعية عن حكومة الغارق في غيبوبته السياسية دولة الرئيس هاني الملقي ! نعم لقد استطاع الفيصلي خلال مشاركته في البطولة ان يفعل ما عجزت عنه حكومتنا الغير رشيدة عن فعله ... وعليه نطالب اليوم بحكومة وطنية تحمل روح و مضامين و معاني مشاركة الفيصلي في البطولة العربية!
كان للفيصلي و مشاركته طعماً مختلفاً هذه المرة ؛ فقد غادر الفريق في غمرة الاحباط الشعبي من جراء الاحداث المتتالية التي غابت عنها الحكومة تماما ؛ واستطاع الفيصلي ان يسرق الاضواء و ان يعيد لنا طعم الفرح ولو لأيام و ان ينسينا خيبات الحكومة المتتالية !
نعم استطاع الفيصلي ان يفعل ما عجزت عنه حكومة الملقي .... وقف الاردنيون كلهم من الرمثا للعقبة خلف الفيصلي في مشاركته العربية بعكس الحكومة التي جعلت موقفها في واد غير ذي زرع بالنسبة للموقف الشعبي من كل الازمات.
نعم استطاع الفيصلي ان يحشد خلفه الوحداتي و الرمثاوي و مشجعي البقعة و جمهور الاهلي و شباب الحسين و مشجعي المنشية و ذات راس تحت راية الفيصلي ولو ليوم واحد ... وقاتل نجوم الفيصلي حتى النهاية و لم يمارسوا سياسة الانبطاح التي مارستها الحكومة حين تعرضت للازمات و لم يمارس فروسية النعامة التي مارستها الحكومة حين ضغطتها مجريات المباراة - عفوا المجريات المحلية على الساحة الاردنية -!
حتى حين فلت عقال الفيصلي و ادارييه و لاعبيه و استطاعوا الاطباق على حكم المباراة منتفضبن ضد الظلم التحكيمي و الانحياز الواضح ؛ فقد لقوا بذلك اعجابا شعبيا على مواقع للتواصل ومن يقرأ التعليقات يعجب ان المعلقين وصفوا ذلك بعبارات مثل ( ايوه عشان كرامتنا ) ... ( اضربوه اللي قهرنا ) ... ( يسعد راسك ) ... وهي عبارات تابعنا عكسها تماما على مواقع التواصل في التعليق على تصرفات الحكومة ( ضاعت كرامتنا ) ... ( مرمغوا هيبتنا ) .... ( وطوا حيطنا و وطوا راسنا ) !
نجح الفيصلي في اعادة الهيبة للرياضة الاردنية في الساحة العربية تماما بعكس غياب الحكومة عن الاحداث السياسية المثيرة في تطورها على الساحة العربية و الاقليمية .... والتي ستؤدي بسلبيتها الى فقدان الدور الاردني الهام الذي ربّينا على نغمته كل الاجيال!
حتى ان الفيصلي نجح في استحقاق تغريدة شكر من سيدنا قال فيها ( جهود الفيصلي تستحق التقدير ... يعطيكم العافية ) ... فيما لم تستطع الحكومة نيل كلمة ثناء واحدة على تصرفاتها من جلالته وكان غضب جلالته من أدائها واضحا على معالمه خلال الاسبوعين الأخيرين!
الفيصلي لم يستسلم بالمباراة النهائية ؛ واستخدم كل اسلحته فاستخق من الناس وسام الشجاعة لأنه لم يلقِ أسلحته حين تأخر بهدفين وبعد الخسارة تسلق شباب جمهور الفيصلي مظلة الستاد و رفعوا العلم الاردني عليه عاليا خفاقا مسقطين كل الاعراف الرياضية من حساباتهم.... لكن الحكومة وعلى رأي صديقة مثقفة كان لها من اسم رئيسها الملقي نصيب؛ فقامت بإلقاء كل اسلحتها واستسلمت .... حتى انها الوحيدة التي غابت عن مباراة الفيصلي بعد ان حضرها نواب و شباب و مغتربين ! ولم تهتم حتى برفع علم الكبرياء وهي تتذرع بالاعراف الديبلوماسية التي لا يعترف بها الطرف الآخر!
ما فعله الفيصلي هو انه أظهر ما يريده الناس: هدف يلتفون حوله ؛ مشروع يهتفون من أجله ؛ هوية وطنية جامعة تعزز الانتصارات ؛ وحكومة تبذل الجهد حتى اخر قطرة ؛ و كرامة للجميع في وطن يتسع للجميع .... هل هذا بكثير على الاردنيين؟
هل نطالب بالكثير اذا طالبنا بحكومة بطعم الفيصلي تنجح في توحيد الجهود خلف برنامج اصلاحي شامل يؤمن الناس بقدرته على النجاح فيضعون الحكومة فوق رؤوسهم و يهتفون لها ؟
حكومة بطعم الفيصلي ؛ هذا كل ما نحتاجه كي نشكر الحكومة كما نشكر اليوم الفيصلي!