معلقة على ابواب القدس
يا قدسُ لا تترقبي ..
إنسينا
قدّي ثيابكِ فوقنا ..
وابكينا
نوحي علينا والطمي ..
لا تستغيثي، لا ، ولا تنخينا
نحنُ الخيانةُ عينها ..
دُقّت خوازيقاً فينا
نحنُ الهزيمةُ
والنميمةُ ..
والعمى يعمينا
بعنا كرامتنا ..
ما ظلّ ماءٌ في الوجوه يقينا
صرنا أمام الكون مهزلة ..
لا الغربُ يقبلنا
ولا في الشرق ِ لو ظلٌ ليأوينا
عربٌ ولا فخرٌ بهذا الوصفِ أو شرفٌ
وقد فضّت بكارتنا
وقد صرنا نَساوينا
سقطت جميع قلاعنا
اغتصبت نساء بلادنا
والمعتصمون تخنثوا فينا
ولنحنُ ملطشة ..
فلا عمرٌ ولا زيدٌ يواسينا
ولا خيلً مؤصلةٌ
ولا فرسان تحمينا
ونظلُ نزعمُ أننا "جبلٌ" ..
وشوك الوردِ يُدمينا
يا عيبها من أمةٍ .. جبنت
وصارَ السبعُ فيها .. أرنبًا
واذا بالعثِّ .. تنينا
وغدا عزيز القوم .. مذلولاً
وإذا الذليلُ يصيرُ .. والينا
وترى الأعاربَ بأسهم ما بينهم
وعلى الأعادي صاغرينَ وراكعينا
عربٌ ولا فخرٌ بهذا الوصفِ أو شرفٌ
إذا ما ظلّ هذا الظلُّ عامينا
فاستر على شرفِ العروبةِ إن زَنَت
واقعد فأنتَ الطاعمُ الكاسينا
واسمع فضائحَ أمةٍ قد دجِّنَت
نخو الدجاج أعزّ من حامينا
عارٌ على وسخ ِ المزابل ِ عارنا
ونَدى الجبين ..جبينهُ يندى
على من سلموا جبنًا فلسطينا
عربٌ ولا فخرٌ
بهذا الوصفِ أو شرفٌ
وهذي القدسُ تندبنا .. وترثينا
ونظلّ نبكي جُرحها كذبًا ..
وصافحنا أعادينا !
إن الذين نَظنهم قد سالموا
ما توهَتهم قدرما قد تَوهوها سينا
قد حرّفوا التوراة
هل "اوسلو" ..
كتابٌ منزلٌ أو دينا ؟
فاذا ظننتَ الحربَ محض فصاحة
وخطابة
وشجونا
فاركُن الى حرب ِ الكلام فانها وهمٌ
وبعدُ هزيمةٍ ..
بَعد الهزيمةِ بالسلاح ِ يقينا !
* * * * * *
تشكو القصيدة أحرفاً لأصابعي
خطّت على الورق ِالنقي عفونا !
فَسل الحروفَ لو انها نَطقت لهم
ما أسمعت ميتاً .. ولا صاحينا
فانهي حروفي .. فالمدادُ نزيفنا
والعُربُ في أوراقنا سكينا
واقفل "بيوتي" في وجوهِ قبائلٍ
توحي بأنا لا حياة فينا
سئمَ الكلامُ كلامنا ودواتنا
إن البنادقَ وحدها تُحيينا
فهي اللسانُ لِمن أراد فصاحة
وهي السبيلُ لِمن أراد ثمينا !