مهرجان جرش و "العرس" عند الجيران

من الأول ومن الآخر أنا مع مهرجان جرش.

وكما أن الناس لا يمكن ان يتخيلوني بعينين « خضراوين» أو « زرقاوين» ، لا يمكن أن اكون ضد مهرجان جرش.

ول اااااااااااكن

نظرة شاملة لبرنامج المهرجان هذا العام وبعد ان اكتمل «نِصاب» المهرجان وعرفنا «مين اللي جاي ومين اللي مش جاي»، بات مطلوبا منا طرح سؤال بسيط وأظنه يمثّل الرأي «الثالث» في الوجدان الاردني والعربي بل والعالمي: أين مهرجان جرش مما يجري حولنا، من فعاليات لها «صلة» بالربيع والحراك العربي؟

ولا فعالية واتحدى.

هناك من يطالب بـ «إلغاء» دورة المهرجان لهذا العام بسبب ما يحدث حولنا في «الشمال» وأعني في «الشام»، مع ان الواقع العربي ليس في أحسن حال، لا في مصر ولا في العراق ولا في فلسطين وحتى عندنا، الناس غير سعداء بإقامة «فرح» وهم يرون المجازر كل يوم في سوريا.

كنتُ أمس الأول في المسجد أُصلي «الجمعة»، وشعرتُ وكأن «خطيب/ الجمعة « يقصدني بالكلام حين «شنّ حملة» عنيفة على مهرجان جرش، وبخاصة وان إقامته ونهايته تسبق وخلال حلول شهر رمضان المبارك.

لم أستطع رغم أنني لستُ مسؤولا عن «مهرجان جرش»،بل مجرد «محب» له، ان أهرب من الإحساس بالألم لكلام «الشيخ» الذي لا أعرفه ولا يعرفني. وهو يعبر عن مشاعر واراء كثيرين في الاردن. واذا ما أضفنا اليهم الرأي الثاني الذي يطالب بإلغاء المهرجان بسبب الأوضاع المادية و»سياسة الترشيد» و»شدّ الحِزام» التي تُطالبنا بها الحكومة، كي تسير الامور بأقل الخسائر.

سؤالي: أين الفعاليات والمطربون الذين يحملون «رسالة» مثل مارسيل خليفة وجوليا بطرس وسميح شقير، وحتى الكبيرة فيروز، بحيث يكون ثمة «إرتقاء» بالحسّ العام وبما يقترب أو يساوي الحدث الذي تعانيه الأُمّة.

وإذا كانت جوليا تسأل «وين الملايين»، بينما إدارة « جرش» تشكو من نقص «الملايين» و» الممولين»، فمن باب أولى ان يعاد النظر بنوعية الفعاليات. رغم معرفتي ان أحدا لن يسمعني، لسبب بسيط « إني معيش مصاري».