هاجس البطالة

وهي معضلة قديمة جديدة ، يعاني منها الأردن منذ سنوات ، حتى أنها ازدادت بالتزامن مع القضايا التي تشهدها المنطقة من صراعات ، وغلاء للمعيشة وارتفاع للأسعار ، وتداعيات اللجوء ، وضعف الايرادات ، وشح الموارد بل وندرتها ، وضعف العلاقات الاقتصادية العربية البينية ،جميعها مسببات رفعت من مؤشرات الفقر والبطالة وخلقت عجزا مجتمعيا واقتصاديا أثقل كاهل الأسرة الأردنية الواحدة ، عشرات الآلاف من حملة الشهادات العلمية بشقيها الأكاديمي والمهني ينتظرون الدور في عالم الوظائف ، أسر تنتظر بصيص أمل يدنيهم من إمكانية حصول أحد أبناءها على وظيفة ، مهما كانت المعيقات والتحديات لابد دوما من وجود خطة تنموية شاملة ، واستراتيجات تشغيل على مستوى عال يغطي جميع مناطق المملكة بما فيها من بؤر فقر وحرمان رغم قسوة الظروف وضنك الحياة إلا أنها احتوت على أعلى الشهادات والكفاءات التي مازالت تنتظر ، شبابنا الآن أمام باب الضياع والفساد المفتوح على مصراعيه ، نحن المسؤولون عن انقاذهم وانتشالهم من وحل الضلال ، وهذا ما لا يتم إلا بإسناد الأدوار والأعمال التي تملأ وقتهم وتعزز من احترامهم لذاتهم بل وتعميق أسس الإنتماء في دواخلهم حين يصبحون أفرادا منتجين ، يجب على المسؤولين أصحاب الطبقة المخملية وظيفيا من أبناء الوزراء وغيرهم أن يفسحوا المجال لأبناء الشعب بتسلم الوظائف التي درسوا وجدوا واجتهدوا من أجلها وأن تنتهي فجوة التفرقة بين ابن الذوات وابن الفلاح ليتسنى لابن الفلاح العيش بكرامة بعيدا عن العنصرية ..