ليس سهلا ان تكون الملك عبدالله الثاني

جراءة نيوز - لقمان إسكندر -


ليست مهنة سهلة أن تكون ملكا في هذا العصر. يملك أحدنا مؤسسة من خمسة موظفين، فلا يكاد ينام الليل تعبا من إدارتها. فكيف هي حال إدارة ملفات بحجم المسجد الاقصى، وما أدراك ما المسجد الأقصى. ونار الشمال، وغموض الجنوب، وتيه الشرق.

ليست مهمة سهلة ان تكون ملكا في هذا العصر. وحتى الامساك بمنتصف العصا ستصبح مهمة صعبة.

إن ملفات تتلظى، لا يكاد يترك لك الاحتلال فيها مورد ماء، ومن خلفه عالم بأسره تسيطر على معظمه الولايات المتحدة الامريكية. والولايات لعبة بيد الاحتلال.

ليس سهلا أن تهاتف كائنا على هيئة رئيس وزراء الاحتلال، وتدير أزمة بحجم محاولة السطو الصهيوني على المسجد الاقصى في وضح النهار، وأمام أعين الناس، ثم لا تجد غيرك وغير شعبك يدين ذلك أو يستنكره.

هنا، سيرتفع الدخان من رأس الاحتلال، فالمطلوب أن تقوم بما يقوم به الكل. والكل لا يقومون في الحقيقة بأي شيء. حتى السلطة الفلسطينية ستدين العملية وسترى ما فعله الأبطال في الحرم القدسي إرهابا.

إن المراد أن يتموضع الموقف السياسي لك بركن يشيح نظره عما يجري في المسجد الاقصى. لكن أنّى ذلك؟ وصاحب الموقف أردني، والقيادة فيه هاشمية.

طالما سيكون الموقف الاردني واضحا، من هنا جاءت الرسالة: 'فتح الحرم القدسي الشريف أمام المصلين فورا، واستمرار إغلاق الحرم الشريف مرفوض'. لكن ماذا عن العرب؟

العرب مشغولون بأزماتهم هذا يقتل هذا، وذاك يكيد لأخيه، وثالث يقلع شوك يده، ويقول: دع الاقصى يقلع شوكه هو الاخر.

إن المطلوب أن يرى العرب ما يراه الاحتلال فقط. وما يراه الاحتلال هو: لا شيء يحدث في الأقصى، سوى شيء من احتلال وبعض القتل للناس هناك يمكن ان تعالج بالمفاوضات.

لهذا قيل للأردن: 'عليك ألا تؤجج الأرواح'. وهل هناك أكثر تأجيجا من الاحتلال نفسه؟ مجرد طرح هذا السؤال حرام، وخارج عن سياق ما يجري في المنطقة. 'عليك ان لا تكترث لما يجري غرب النهر كما يفعل اشقاؤك العرب'. هذا ما يقال للأردن.

حقا. ليس سهلا ان تكون الملك عبد الله الثاني.