فحص الحافلات بعد موت العشرات
عندما قال الملك الحسين الباني : " الانسان أغلى مانملك " ؛ كان قد وضع قاعدة أساسية في أصول التعامل وترتيب الأولويات ، بحيث أن حياة الانسان هي الأثمن على الإطلاق ، وهذا ما تعجز على تطبيقه حكوماتنا الواحدة تلو الأخرى ، فخلال يومين فقط 4 من أصل 41 حافلة اجتازت الفحص الفني لتتمكن من القيام برحلاتها إلى الحج والعمرة ، وهذا عقب القرار الجديد المتأخر الذي أوصت به وزارة الأوقاف ، حيث تشير هذه النتيجة أن حافلات الحج والعمرة تخلو تماما من الجاهزية المطلوبة لاتمام رحلاتها بأمان ، وهنا نجد أن قرارات وزارة الأوقاف تأتي إما قابضة كمسألة خادم المسجد الذي جاء قرار مجحف بحقه ليخير ما بين الراتب والمسكن ، أو قرارات متأخرة كقرار فحص الحافلات الناقلة للحجاج والمعتمرين لبيت الله الحرام ، بعد أن حدثت كوارث كثيرة أودت بحياة من انتظرتهم أسرهم بفارغ الصبر ، وعلى ذكر القرارات المتأخرة فقد عملت وزارة الأوقاف على رفع معونة صندوق الزكاة من 30د إلى 50د وهذا التدرج المتزايد البطيء جدا لن يسمن ولن يغني من جوع ، ولن يحدث فرقا في تحسين معيشة من ضاق به الحال ، وجميع هذه التغييرات المتأخرة أو الخجولة تؤكد في قناعاتنا أن حكومة الملقي قد فشلت فشلا ذريعا حتى على الجانب المتعلق بالأوقاف والتي كوزارة لابد لها أن تحظى بخصوصية عالية وبمبادرات تحفظ حياة الانسان وبتوزيع حقيقي وعادل لمخارج الزكاة دون أن تقتر أو تقنن وضمن إطار اللامعقول ..فمن وزارة لأخرى وحكومة الملقي غارقة في الإخفاقات الإدارية والإصلاحية فلا السياحة نجحت بالوزيرة التي دافعت عن المثليين ولا الأوقاف نجحت بعد تخفيض النفقات على حساب خادم بيت الله ، فقد حققت هذه الحكومة ضربة مميتة في جسد الأمل الذي يمتلكه الشعب ، ولم يعد يتأمل شيئا أو يتطلع لإحداث فرق في المجتمع ..