وفاة أب و أم غرقاً امام أعين طفلتيهما .. صور

اصطحب زوجته وابنتيه الصغيرتين 'كرمة صاحبة العامين، وحبيبة بنت التسع سنوات' لقضاء إجازة صغيرة على شاطئ البحر، ولم يتوقع أن نهايته ستكتب مع زوجته فى لحظة واحدة داخل جوف البحر، أمام أعين الطفلتين الصغيرة اللتين شاهدتا المياه تبتلع والديهما دون رحمة، وتجبرهما على العودة بدونهما ليكملا حياتهما وحيدتين، وسط صرخات الجدة التى وقفت محتضنة الأطفال تشاهد لحظات الغرق ولا تتمكن من تحريك ساكن.


ويحكى محمد جمال، شقيق المتوفى أحداث الواقعة الأليمة لـ'اليوم السابع'، قائلًا: 'إن شقيقه الدكتور كريم جمال وزوجته الدكتورة شرين طه ذهبا إلى إحدى قرى الساحل الشمالى بهدف قضاء إجازتهما، وعند نزول البحر فى الثالثة والنصف عصر أمس السبت، لم يتم منعه أو تحذيره على الإطلاق من قبل المسئولين عن إدارة الشاطئ، الذين لم يرفعوا أيضًا الراية السوداء أمام المصطافين، فى ظل ارتفاع الأمواج بشكل كبير فى ذلك الوقت.


وأضاف شقيق المتوفى أن معظم القرى السياحية بالساحل الشمالى منعت أى شخص من النزول للمياه بسبب الأمواج العالية، فى الوقت الذى قرر شقيقه وزوجته نزول البحر، مشيرا إلى أن والدته كانت على الشاطئ وقت حدوث الواقعة الأليمة برفقة الطفلتين، وعندما شعرت بالخطر الذى رأته أمام عينها أخذت تصرخ بصوت عالٍ، من أجل إغاثتهما من قبل الغطاسين التابعين للقرية، ولكن لم يستطع أحد إنقاذهما لنقص الخبرة.


وأوضح أن شخصين من رواد الشاطئ حاولا النزول للمياه لإنقاذ شقيقه وزوجته من الغرق، ولكن فشلا وكانا على وشك الغرق، وأصيبا وذهب أحدهما للمستشفى لتلقى العلاج، أما الآخر فتم عمل إسعافات أولية له على الشاطئ، وتابع قائلًا: 'أما بالنسبة للسادة اللى المفروض يحافظوا على أرواح الناس كانوا عديمى الخبرة، واكتشفت ذلك فى تحقيقات النيابة والشرطة، حيث إنهم حديثى التعيين وتم تعينهم من أسبوعين فقط بالقرية'.


وأكد أن القرية لا يوجد بها أى أدوات إنقاذ على الإطلاق، مضيفا: 'مفيش لا عوامة ولا حبل ولا لايف جاكت ولا قارب صغير، وطلبوا من والدتى اللى على الشاطئ حبل، وواحد قالها معاكى حبل يا حاجة، وذهبوا إلى القرية المجاورة، قرية الرواد، لإحضار أدوات إنقاذ وهى تبعد عن مكان الحادثة فى حدود 5 كيلومتر'.


وأشار إلى أن الغطاسين التابعين للقرية اعترفوا بعدم وجود أدوات إنقاذ بالقرية فى تحقيقات النيابة، وأنهم طلبوا من إدارة القرية بضرورة توافر تلك المعدات أكثر من مرة، لكن لم تتم الاستجابة لهما على الإطلاق، فى حين أنكر مدير القرية ذلك تماما خلال التحقيقات التى جرت معه، بعد تحرير محضر رسمى بالواقعة بقسم شرطة الحمام.

وكشف شقيق المتوفى عن أن قوات حرس الحدود بالمنطقة، ساعدت فى عملية استخراج جثتى شقيقه وزوجته بعد الاستعانة بها، مطالبا بضرورة محاسبة المقصرين والمتسببين فى غرق شقيقه وزوجته بالقرية، كذلك حتى لا تسقط ضحايا أخرى بسبب الإهمال والتسيب.