أسعار النفط ترتفع مدعومة بالطلب الصيني
ارتفعت أسعار النفط أمس لتتجه صوب مكاسب أسبوعية قوية إثر مؤشرات إيجابية للطلب ومشاكل إنتاج بنيجيريا وتراجع في المخزونات، فيما قاد النمو الباهت للطلب على البنزين، خاصة في الولايات المتحدة، المصافي في حوض الأطلسي إلى تغيير مزيج إنتاجها لصالح التقطير عبر معالجة النفط الثقيل. كما شجعت الأرباح القوية لزيت الوقود المصافي على معالجة الخامات عالية الكبريت.
وأمس ارتفعت عقود خام القياس العالمي برنت 43 سنتا إلى 48.85 دولار للبرميل. وسجلت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 46.45 دولار للبرميل بزيادة 37 سنتا.
وأعلنت شل حالة القوة القاهرة في صادرات خام بوني الخفيف النيجيري بسبب إغلاق أحد خطي أنابيب تصدير تابعين لها مما عزز أسعار الخامين القياسيين.
وكان العقدان متداولين بالفعل على ارتفاع نحو 5 % فوق أدنى مستوياتهما للأسبوع بدعم تقرير من وكالة الطاقة الدولية بأن نمو الطلب يتسارع ومن الصين بأن واردات الخام نمت نموا كبيرا ومن إدارة معلومات الطاقة الأميركية بأن مخزونات النفط الخام تراجعت.
وقال تاماس فارجا المحلل لدى بي.في.ام أويل أسوسيتس "أولئك الذين أرادوا تأكيدا بشأن الطلب العالمي على النفط قد حصلوا عليه" في أرقام الواردات الصينية. وأضاف أن صعود أسواق الأسهم عزز "مشاعر التفاؤل" إزاء النفط.
من جهة أخرى، ومنذ بدأت التخفيضات التي نسقتها أوبك في خفض الإمدادات نحو 1.8 مليون برميل يوميا من (يناير) كانون الثاني، كلها تقريبا نفط متوسط وثقيل، فإن الخامات التي يطلق عليها "ثقيلة" أو "عالية الكبريت" قد أصبحت الأكثر طلبا.
وفي العادة، فإن مصافي النفط تسارع إلى شراء الخامات الخفيفة الأسهل في المعالجة قبل حلول الصيف حين تستهدف معالجة الخام الغني بالبنزين كي تستطيع بيع الوقود إلى سائقي السيارات خلال موسم الرحلات. لكن في الوقت الحالي، منتصف يوليو تموز، فإن الخامات العالية الكبريت لا تزال مطلوبة بشدة بعد أن بلغت فروق الأسعار أعلى مستوى في عدة سنوات.
وقال متعامل في النفط "الخامات عالية الكبريت مثل تبر الذهب في الوقت الحالي... هناك حاجة إلى شحن المزيد من الخامات عالية الكبريت إلى الولايات المتحدة وهناك طلب ضخم في الشرق".
ويجرى تداول فروق أسعار خام الأورال، وهو درجة عالية الكبريت يجري تصديرها من البلطيق والبحر الأسود، عند أعلى مستوياتها مقابل خام برنت المؤرخ في عامين، في الوقت الذي تبلغ فيه الخامات الخفيفة القريبة مثل مزيج سي.بي.سي والخام الأذري عند أدنى مستوى في عامين.
ويجرى تداول خام ايكوفيسك المستخرج من بحر الشمال، وهو خام خفيف يحظى بالإقبال لنواتجه الكبيرة من البنزين، عند أكبر خصم إلى خام فورتيس العالي الكبريت في عامين، وكذلك فروق أسعار خام كابيندا الأنجولي. ورغم تباطؤ تحميلات النفط في الصيف إلى الصين، وهي مشتر رئيسي للنفط الأنجولي، فإن التحميلات إلى الولايات المتحدة والهند ترتفع إلى أعلى مستوياتها في نحو عام بحسب رصد لرويترز.
وقال إحسان الحق، مدير النفط الخام والمنتجات المكررة لدى ريسورس ايكونوميست "إنها سوق متخمة بالنفط منخفض الكبريت، لكنها تعاني من شح في النفط المتوسط والثقيل عالي الكبريت".
ومعظم فائض المعروض من الخام الخفيف بما في ذلك ملايين البرميل من ليبيا ونيجيريا، المعفيتين من تخفيضات إنتاج أوبك، وإنتاج النفط الصخري الأميركي.
في الوقت ذاته فإن المصافي الجديدة والمتطورة في الهند والصين، والمصممة لمعالجة الخامات الغنية بالكبريت، تعزز الإنتاج. واشترت شركة النفط الهندية أول شحنة من النفط الخام العالي الكبريت من الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وأضاف إحسان الحق أنه نظرا لأن المصافي تستعد للبدء في إنتاج زيت التدفئة من أجل الطلب في الشتاء، فإنها قد تتطلع إلى المزيد من الخامات عالية الكبريت مما يهدد بمزيد من شح المعروض.
لكنه قال أيضا إن علاوات الخام عالي الكبريت هي مبعث ارتياح محدود فحسب لمن يبيعون النفط بما في ذلك السعودية وفنزويلا وأنجولا.
وقال: "يجب أن يكون السعوديون سعداء عن النيجيريين لكن سعرا دون 60 دولارا للبرميل ما زال يمثل مشكلة"