قطر تغير خط استهلاكها

لم تتردد الدولة القطرية في البحث عن البدائل التي تنقذ أسواقها بعد أن قاطعتها دول الجوار في ازمة لا بد وأنها ستتخذ بعدا زمنيا طويلا ، فقطر التي تعتمد بمقدار ثلث وارداتها الغذائية والاستهلاكية على السعودية والإمارات ماقبل الأزمة ، استطاعت بذكاء أن تتكيف مع ازمتها وتخلق خطا استهلاكيا جديدا لم يعرفه مواطنيها من قبل ، فبعد حادثة نفوق الإبل جراء المقاطعة ، واجه السوق القطري نقصا حادا في منتجات الألبان ، وعلى الفور فتحت الأسواق العالمية ذراعيها للدولة القطرية ، حيث استوردت الأبقار من كل من هنغاريا واستراليا وهولندا والولايات المتحدة وألمانيا بل وجاءت بها بالطائرات وحلت على أرضها بكل سهولة معلنة عن عصر جديد في طريق الاكتفاء من الخارج ، فكان الأجدر بهذه الأزمة ان تحل - كما أكتب في كل مرة - داخليا وأن يتم الاحتواء بشكل اكثر ودية ، والأموال التي تدر الآن جراء هذه الصفقات على الدول الغربية ، الدول العربية أولى بها ، فأواصر الثقة والروابط بينها وبين قطر أعلى وأكبر مما هي مع الدول الغربية ، فيكفي عامل العروبة والإسلام والجوار واتحاد مجلس التعاون الخليجي أن تكون جميعها عوامل إعادة حساب الموقف بشكل مغلق بعيدا عن الأطراف الخارجية ، فها هي بريطانيا الاستعمارية تريد ان تطلق 200سيارة لتجوب شوارع لندن لمدة اسبوعين مكتوب عليها مطالبات ودعوات فك الحصار ، أليس العرب أقرب لقطر من بريطانيا ؟!.. وا أسفي ..