ماذا فعل الفقر بأهالي الأغوار ؟
جراءة نيوز - عمان : اظهرت دراسة ميدانية سريعة نفذها عدد من أعضاء الجمعيات الخيرية والتعاونية في غور الصافي بلواء الأغوار الجنوبية وشمل عددا من الاحياء السكنية في منطقة غور الصافي ان متعاطي المخدرات في المنطقة هم من أسر تعاني الفقر الشديد.
ووفق الدراسة التي جاءت ضمن برنامج تدريبي ينفذه الصندوق الأردني الهاشمي حول البحث السريع في المشاركة بدعم من وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وضمن برنامج تمكين مناطق جيوب الفقر، فان مشكلة البطالة وتعاطي المخدرات بين فئات الشباب العاطلين عن العمل تشكل اولوية لهم.
كما اظهرت الدراسة التي تنفذها الوزارة على 32 جيب فقر بكلفة تصل إلى 25 مليون دينار ان بعض الأسر في المنطقة والتي يصل عدد افرادها الى 10 افراد يسكنون في غرفة واحدة لا تتجاوز مساحتها 4 امتار، نتيجة عدم مقدرتهم على بناء غرف اضافية في ظل ان اغلبهم يتقاضون رواتب من صندوق المعونة الوطنية لا تكفيهم وفق وصفهم لتوفير ابسط المتطلبات الأساسية للحياة اليومية.
واكد عدد من الشباب خلال البحث ان السكن مع العائلة أصبح الحل الوحيد للهرب من شبح الطلاق نتيجة عدم استطاعتهم توفير منزل، نتيجة تدني الدخل لأبناء اللواء، الذي يعد من جيوب الفقر العشرين في المملكة، اذ لا يتعدى دخل الفرد فيه 200 دينار.
وتعد المنطقة وفق سجلات المحكمة الشرعية من اعلى مناطق المملكة ارتفاعا في نسب الطلاق بين حديثي الزواج، فيما سجلت حالات الطلاق للفتيات دون سن الثامنة عشرة ما نسبته 75 % من إجمالي حالات الطلاق بواقع 30 حالة من أصل 42 حالة خلال الـ 8 أشهر الماضية، وفق مصادر في محكمة غور الصافي الشرعية.
وأبدت عدد من الأمهات تخوفهن من ازدياد ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة والمشروبات الروحية، لا سيما بين أوساط ممن هم تحت سن الخامسة عشر.
وأشرن الى ان ظاهرة انتشار المخدرات والمشروبات الروحية جاءت نتيجة سهولة الحصول عليه من مروجين يبيعونها في مناطق أصبحت معروفة، مشيرات الى ضرورة توفير برامج توعوية وتفعيل العمل التطوعي لدى الشباب من قبل مؤسسات المجتمع المدني والأندية الشبابية في المنطقة في ظل غياب أماكن للتسلية.
من جهته أكد متصرف لواء الأغوار الجنوبية محمد الزيدانيين بان هناك تنسيقا بين كافة الأجهزة الرسمية والأهلية لتشكيل لجان من المجتمع المحلي والمؤسسات الشبابية والجمعيات الخيرية لتنظيم ورشات عمل وبرامج لتعريف الشباب باخطار المخدرات والوقاية منها، لافتا إلى ان مديرية الأوقاف ووزارة التربية والتعليم وهيئة شباب كلنا الأردن والأندية الشبابية وعدد من مؤسسات المجتمع المحلي ستعد خطة لاستهداف أكبر شريحة ممكنة من الشباب الذين يشكلون 70 % من إجمالي سكان اللواء.
واشار إلى خطورة انتشار ظاهرة التعاطي داخل مجتمعاتنا التي لم تتعود على هذه الظاهرة، مؤكدا على دور الأندية والمراكز الشبابية ودور العبادة في استهداف الشباب من خلال إشراكهم في الأنشطة الفاعلة التي تنمي مواهبهم.
وبين مصدر أمني في الأغوار الجنوبية فضل عدم ذكر اسمه ان الأجهزة الأمنية تتخذ كافة التدابير الأمنية للقبض على مروجي الحبوب المخدرة والمشروبات الروحية، داعيا المواطنين الى التعاون مع الجهات الأمنية من خلال التبليغ عن أي شخص يحاول بيع أو الترويج للحبوب المخدرة في المنطقة.