‘‘داعش‘‘ يتقهقر ويخسر بالكامل مناطق سيطرته في حلب

انسحب تنظيم داعش بالكامل أمس من محافظة حلب في شمال سورية مع تقدم القوات السورية في المنطقة الواقعة في جنوب شرق المحافظة، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويشكل انسحاب التنظيم من هذه المحافظة التي كان يعد القوة الرئيسية فيها قبل نحو ثلاث سنوات ضربة جديدة للتيارات الإسلامية المتطرفة الذين تتقلص مناطق سيطرتهم تدريجيا وتتضاءل مواردهم المالية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية "انسحب تنظيم داعش من 17 قرية وبلدة في جنوب شرق حلب، ليصبح بذلك خارج المحافظة بعد أربعة أعوام على تواجده فيها".
وجاء انسحاب مقاتلي داعش وفق المرصد، بعد تقدم القوات السورية الخميس على جبهتين من جهة حماة (وسط) والرقة (شمال) والتقائها على طريق استراتيجي يربط المحافظتين مروراً عبر حلب.
وأكد مصدر عسكري سوري في ريف حلب ان "تنظيم داعش انسحب من ريف حلب باتجاه أرياف حماة والرقة" لافتا الى ان "العملية العسكرية مستمرة والجيش السوري يعمل على تنظيف الأمتار الأخيرة".
وفي وقت لاحق، أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" نقلا عن مصدر عسكري أن الجيش أحكم سيطرته "على كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف حماة الشرقي"، مشيرا الى استعداد وحدات الجيش لدخول ريف حلب الجنوبي الشرقي "بعد فرار الارهابيين منها".
وقال عبد الرحمن ان انسحاب الإسلاميين من حلب "يشكل هزيمة جديدة للتنظيم من شأنها أن تقلص نفوذه وتؤشر لقرب انهياره كتنظيم يتولى ادارة اراض جغرافية مترامية، ليتحول بعدها الى مجموعات تخوض حرب عصابات".
وأظهرت دراسة نشرتها مؤسسة "اي اتش اس ماركت" البريطانية للمعلومات الخميس، تزامناً مع مرور ثلاث سنوات على اعلان التنظيم في 29 حزيران(يونيو) 2014 قيام "الخلافة الاسلامية" في مناطق سيطرته في سورية والعراق المجاور، خسارة داعش 60 % من المناطق التي كانت تحت سيطرتهم و80 % من عائداتهم المالية.
الى ذلك استعاد تنظيم داعش امس السيطرة على حي الصناعة الواقع في شرق مدينة الرقة والمحاذي للمدينة القديمة، غداة شنه هجوماً معاكساً على مواقع مقاتلين عرب تدعمهم واشنطن، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "استعاد تنظيم داعش الجمعة السيطرة على حي الصناعة بشكل كامل غداة شنه هجوماً معاكساً مستخدماً الانتحاريين وطائرات مُسيَّرة والأنفاق".
ويحظى حي الصناعة الذي خسره التنظيم في 12 حزيران (يونيو)بأهمية "استراتيجية" بحسب عبدالرحمن لكونه "على تماس مباشر مع المدينة القديمة" التي يتحصن فيها مقاتلوه.
وتمكن التنظيم الخميس من السيطرة على ستة مواقع على الأقل في حيي الصناعة والمشلب، بعد تسلل نحو اربعين جهادياً متنكرين بزي قوات سورية الديموقراطية، وخاضوا مواجهات مع "قوات النخبة السورية"، وهم مجموعة من المقاتلين العرب تدعمهم واشنطن ويقاتلون بالتنسيق مع قوات سورية الديموقراطية في الرقة.
ومع خسارتها حي الصناعة، باتت تسيطر الآن على ثلاثة أحياء بالكامل هي المشلب من جهة الشرق والرومانية والسباهية من جهة الغرب. كما تسيطر على أجزاء من احياء أخرى بينها حطين والقادسية (غرب) والبريد (شمال غرب) وبتاني (شرق).
وأفاد المرصد عن اشتباكات تدور على مختلف الجبهات في المدينة الجمعة تترافق مع تنفيذ طائرات التحالف غارات على مناطق الاشتباك.
على صعيد آخر أعلنت الخارجية الروسية أمس ان تقرير خبراء المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية الذي أكد استخدام غاز السارين في هجوم خان شيخون في سورية في 4 نيسان (ابريل )استند إلى "بيانات مشكوك بأمرها".
وأضافت الخارجية الروسية في بيان ان التقرير "يدفع بشكل غير مباشر كل قارئ يجهل بالكامل ظروف القضية إلى الاستنتاج بأن القوات الحكومية السورية مسؤولة".
وفي المقابل، أشادت الدبلوماسية الفرنسية بتقرير "يخلص من دون شك" الى استخدام "السارين وهو غاز سام يستخدم في الحروب".
وأفاد تقرير نشرته بعثة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية أمس ان "اشخاصا تعرضوا للسارين، وهو سلاح كيميائي".
وقال المدير العام للمنظمة احمد اوزومجو "ادين بشدة هذه الفظائع التي تنافي تماما معايير المعاهدة حول الاسلحة الكيميائية" داعيا الى "ملاحقة" منفذي "الهجوم الرهيب".
وستشكل نتيجة التقرير الآن اساسا للجنة مشتركة من الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية، ستحدد ما اذا كانت قوات النظام السوري مسؤولة عن الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون في الرابع من نيسان (ابريل) الفائت.
وأكدت الخارجية الروسية "يجب ان نشير إلى أن خلاصات (التقرير) ما زالت تستند إلى بيانات مشكوك بأمرها"، مضيفة ان "ليس مفاجئا ان يأتي مضمون التقرير.. منحازا من نواح كثيرة، ما يوحي بوجود دافع سياسي ضمن أنشطة هذه المنظمة".
وأعربت موسكو عن الأمل في ان تبدي اللجنة المشتركة "مهنية رفيعة وعدم انحياز سياسي للكشف عن المسؤولين الحقيقيين عن هذه الجريمة" بحسب البيان.
من جهتها، اشادت الدبلوماسية الفرنسية في بيان بالتقرير الذي "يخلص من دون شك ان السارين، وهو غاز سام يستخدم في الحروب، قد استخدم خلال الهجوم".
وقالت الخارجية الفرنسية ان "خلاصات التقرير لا شك فيها، وكذلك مهنية الوسائل واستقلال التحليل وحياد اعضاء بعثة تحديد الوقائع"، مؤكدة ان هذه الخلاصات "تستند الى عينات بيولوجية وبيئية عدة قامت بتحليلها مختبرات تعترف بها منظمة حظر الاسلحة الكيميائية".
إلى ذلك أعلن الجيش الاسرائيلي ان طائراته قصفت أمس موقعا للجيش السوري بعد ساعات من سقوط صاروخ أطلق من سورية وسقط في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وأضاف في بيان "ردا على صاروخ أطلق في وقت سابق على إسرائيل من سورية، استهدفت طائرة للجيش موقعا للجيش السوري انطلق منه" الصاروخ.
وكان الجيش اعلن في وقت سابق أمس ان صاروخا "اطلق من سورية سقط في منطقة غير مأهولة في مرتفعات الجولان الشمالي" دون وقوع أضرار أو إصابات مشيرا الى ان الصاروخ ناجم عن "الاقتتال الداخلي في سورية".
وهي المرة الرابعة خلال أسبوع التي تسقط فيها صواريخ وقذائف في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل التي ترد في كل مرة مستهدفة مواقع للجيش السوري.
وتسقط صواريخ أو قذائف من سورية في هذه المنطقة اثر اشتباكات بين قوات الرئيس بشار الأسد والجماعات المعارضة.
وفي خطاب ألقاه الأربعاء، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان "كل من يهاجمنا، سوف نهاجمه. هذه هي سياستنا وسنواصلها".