نشاط متفاوت للأسواق التجارية في محافظات المملكة عشية العيد
انعكس اقتراب العيد وتسلم الموظفين الحكوميين رواتبهم على نشاط القطاع التجاري في محافظات المملكة، ففي إربد شهدت أسواقها نشاطا "ملحوظا" خلال العشر الاواخر من الشهر الفضيل، فيما خيم الركود على اسواق الرمثا، وعادت الحياة إلى أسواق الطفيلة ولكن بصورة "بطيئة ومتواضعة"، كما تجري الاستعدادات على قدم وساق في كافة ارجاء العقبة لاستقبال ضيوفها وزوارها في عطلة العيد ضمن ترحال اعتادت عليه آلاف الأسر الأردنية منذ سنين عديدة.
وكان حال الأسواق التجارية في العاصمة عمان نشطا مع بدء العد التنازلي للعيد، وفقا لعاملين في القطاع.
وبينوا أن الحركة التجارية تتركز حاليا على محال بيع الالبسة والاحذية اضافة الى مستلزمات انتاج المعمول من مادة السميد والطحين وجوز القلب والفستدق الحلبي وعجوة التمر المطحونة.
وخلال جولة محدودة بدأت المراكز التجارية تخصص مساحة في الواجهات الامامية تعرض فيها مستلزمات العيد من الشوكولاتة والعصائر اضافة الى مدخلات انتاج المعول.
وكان ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الاردن رائد حمادة أكد وجود نشاط تجاري ملحوظ على المراكز التجارية منذ نحو يومين خصوصا على شراء مسلتزمات العيد.
وقال "رغم وجود نشاط تجاري على شراء مستلزمات العيد الا ان الحركة ما تزال اقل مع المعدلات التي حققتها خلال نفس الفترة من الاعوام الماضية" مرجعا ذلك الى انشغال المواطنين بشراء المستلزمات الاخرى خصوصا الالبسة وعدم تسلم أغلب موظفي القطاع الخاص لرواتبهم.
وقال ممثل قطاع الألبسة والاحذية والمجوهرات في غرفة تجارة الاردن اسعد القواسمي أن "محال الالبسة تشهد حركة تجارية نشطة منذ نحو يومين تزامنا مع بدء صرف رواتب العاملين".
نشاط باربد وركود بالرمثا
ففي إربد، قال المتسوق معاذ هزايمة ان الأسعار كانت في متناول الجميع، ولا يوجد هناك اي ارتفاعات مقارنة بالسنوات الماضية، لافتا الى ان ازمة العيد هذا العام فيما يتعلق بالمتسوقين قليلة مقارنة بالسنوات الماضية التي شهدت حركة تسوق نشطة.
واوضح الهزايمة انه وبالرغم من وجود حركة نشطة في السوق الا ان غالبية المواطنين يذهب الى السوق لقضاء اوقات الفراغ دون ان يقوم بالشراء، مشيرا الى ان الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطن يحول دون شراء ملابس جديدة. وقدر صاحب محل تجاري محمد عرفات تراجع المبيعات مقارنة بالعام الماضي 30 %، لافتا الى ان الاوضاع الاقتصادية للمواطن وثبات الراتب خلال السنوات الماضية دفع المواطن لشراء الاحتياجات الاساسية والابتعاد عن الكماليات.
وأشار الى ان الأسواق شهدت حالة ركود غير طبيعية منذ بداية العام الحالي، لافتا الى ان الحركة تحسنت خلال العشر الاواخر من رمضان وأصبح هناك اقبال من المواطنين لشراء ملابس العيد والحلويات وغيرها.
من جانبه، قال صاحب محل تجاري في الرمثا احمد الزعبي ان الحركة التجارية في الرمثا تراجعت منذ بداية الازمة السورية ولا يوجد هناك اي اقبال من المواطنين، الامر الذي الحق بهم خسائر فادحة دفع بعضهم الى اغلاق محاله.
واشار الى ان سوق البحارة كان يشهد حركة نشطة على مدار العام وخصوصا في المناسبات والاعياد جراء رخص الاسعار وجودة السلع، لافتا الى ان سوق الرمثا كان يعتمد على استيراد السلع من سورية، الا انه وبعد الأزمة السورية بات استيراد التجار من الصين.
وأشار المواطن محمد الشبول الى ان اسواق في مدينة الرمثا تعاني من اوضاع تجارية صعبة جراء الاوضاع الامنية في سورية القريبة من الرمثا، الامر الذي يضطر المواطنين في الرمثا الى الذهاب الى مدينة الرمثا لشراء احتياجاتهم من مستلزمات العديد.
وأكد ان اسواق الرمثا كانت محجا للمواطنين من جميع انحاء المملكة نظرا لرخص اسعار وجودة بضائعها المستوردة من سورية، الا ان ومنذ الازمة السورية اصحبت معظم البضائع التي تباع في سوق الرمثا من الصين.
ويرى رئيس غرفة تجارة اربد محمد الشوحة ان الحركة التجارية في الاسواق جيدة مقارنة بالاشهر الماضية، الا انها لا تلبي الحاجة في ظل وجود التزمات كبيرة على التاجر وحركة الركود التي شهدتها الاسواق طيلة الاشهر الماضية.
تواضع في حركة الطفيلة التجارية
وفي الطفيلة، بدأ النشاط التجاري يعود إلى الأسواق ولكن بشكل بطيئ ومتواضع، فبعد تسلم الموظفين والعاملين رواتبهم صارت حركة الشراء تسير بوتيرة متصاعدة، خصوصا في قطاع المواد الغذائية.
ويصف مواطنون الحركة الشرائية بـ"المتواضعة والبسيطة"، إلا أنهم يرون أنها تراجعت مقارنة بالأعوام الماضية، بين 30 % -40 %.
وتتشارك شكاوى التجار والمواطنين من أوضاع البيع والحركة التجارية الذين قالوا أنها "متدنية"، بالرغم من توفر المعروض واستقرار الأسعار لأغلب السلع سواء غذائية كانت أو ملابس.
ويشير تاجر الملابس محمد الرواشدة إلى أن الأيام الحالية باتت تشهد ارتفاعا في وتيرة البيع استعدادا للعيد، إلا أنها حركة "غير نشطة" بالمعنى الحقيقي كما كانت في الأعوام الماضية.
وقال الرواشدة إن نسبة نشاط الحركة التجارية بشكل عام لا ترقى إلى أكثر من 30 % مقارنة بالأيام العادية، واصفا إياها بـ"المتواضعة ولا يمكن أن تغطي النفقات الإجمالية لأصحاب محلات بيع الملابس كفواتير الكهرباء ورسوم المسقفات وغيرها.
وأشار المواطن حسام الخوالدة إلى أن السوق بشكل عام عانى طيلة شهر رمضان من شبه ركود، بسبب تواضع دخول المواطنين وتآكلها المستمر، بالرغم من استقرار الأسعار على أغلب السلع الغذائية.
وبين الخوالدة أن تركيز المستهلكين انصب على المواد الغذائية والسلع الرمضانية التي يزداد الاستهلاك فيها عادة، بحيث تتركز غالبية المصاريف على تأمين الاحتياجات الغذائية خلال شهر رمضان، ومنها اللحوم الحمراء التي لا يمكن لشريحة واسعة الاقتراب منها، فيما تعتمد شريحة واسعة على اللحوم البيضاء خصوصا الدواجن، التي شهدت هي الأخرى ارتفاعا على أسعارها بشكل لافت وبواقع 35- 40 قرشا للكيل.
من جانبه، وصف نائب رئيس الغرفة التجارية أحمد الحجاج أوضاع السوق بشكل عام بـ"جيدة وتسير بنشاط متوسط وهي اقل منها في الأعوام السابقة".
ولفت الحجاج إلى أن الحركة التجارية تنشط بشكل طبيعي في مواسم الأعياد، التي تتزايد فيها الأسعار عادة إلا أنها حاليا لم تشهد تلك الارتفاعات والفروق الكبيرة لتبقى ضمن مستوياتها المعقولة.
وأكد الحجاج أن قطاع تجارة الملابس شهد ارتفاعا بسيطا خصوصا في ملابس الأطفال والأحذية.
ولفت إلى أن مواسم النشاط التجاري ترتبط في محافظة الطفيلة بتسلم الرواتب التي تسلم عادة بعد الخامس والعشرين من كل شهر، باستثناء الشهر الحالي الذي سلم قبيل عيد الفطر بشكل مبكر بأربعة أيام.
وأضاف: "أسعار اللحوم والدجاج ضمن الحدود المعقولة، في ظل وجود العديد من البدائل خصوصا في اللحوم الحمراء، وبإمكان المواطنين من ذوي الدخول المختلفة شراءها وفق الأسعار المختلفة، فيما حددت الحكومة سقف أسعار كيلو الدواجن بسعر لا يزيد على 150 قرشا، فيما يبيع تجار الكيلو بأقل من ذلك".
وأشار إلى أن المنافسة بين التجار وفتح محلات جديدة واستخدام العروض التجارية في عمليات البيع ساهم كل ذلك في تخفيض أسعار السلع إن لم تسهم في استقرارها، بما انعكس ايجابا على المواطن.
وبين أنه هناك مراقبة كثيفة للسوق للاطلاع على واقعه بشكل يومي، وهي مراقبة تشير إلى نشاط "متثاقل".
حجوزات مبشرة في العقبة
في العقبة، تجري على قدم وساق الاستعدادات في كافة ارجائها لاستقبال ضيوفها وزوارها في عطلة العيد التي من المتوقع ان يؤمها آلاف من الزوار. واعتبر الناطق الرسمي باسم السلطة الدكتور عبدالمهدي القطامين ان الحجوزات لعطلة العيد "مبشرة"، مؤكداً ان نسبة الحجوزات خلال هذه الايام وصلت إلى 70 % في مختلف تصنيفات الفنادق، مشيراً الى ان السلطة أعدت برنامجا حافلا لاستقبال الزوار على مدار العطلة، كما رفعت من جاهزية كافة كوادرها لتقديم افضل الخدمات للزوار.
وأوضح ان السلطة افتتحت غرفة عمليات في مركز خدمات المدينة تعمل على مدار الساعة لتقديم ما يحتاجه الزوار من خدمات، وبالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها محافظة العقبة التي اعدت ايضا خطة شاملة لفترة العيد كاملة.
ونوه القطامين الى ان كوادر الرقابة الصحية في السلطة ستعمل على مدار الساعة للمحافظة على غذاء المواطن ومراقبة كافة المنشاءات التي تتعامل مع المواد الغذائية وعدم السماح بالبيع لاي مادة غذائية في غير الاماكن المخصصة لها داعيا المواطنين الى عدم التعامل مع اي من الباعة المتجولين الذين قد يبيعون بعض العصائر والمواد الغذائية التي لا تكون ضمن المواصفات المطلوبة مع التأكيد على ان الرقابة ستتلف اي مادة تصادفها معروضة بشكل مخالف لتعلميات التعامل مع الاغذية.
وأشار مسؤول الحجوزات في أحد فنادق العقبة إلى أن نسبة الحجوزات التي تمت عبر مكاتب السياحة وصلت لغاية الآن الى 73 %، مبينا أن المواطنين حجزوا عن طريق المكاتب التي تقدم لهم برنامجا سياحيا، يشمل زيارة العقبة ووادي رم.