زكاة الفطر
جراءة نيوز - خاص - محاسن الإسلام أكثر من أن تحصى ومن ذلك ، أن لكل عبادة توطئة وتمهيدا وخاتمة ، وهذا شبيه بحياتنا ، فينتقل العبد من طاعة إلى طاعة .
ومن ذلك : (ركن الصيام) وهو يأتي بين هلالين ويختم بصلاة العيد شكرا على تمامه ، وما بين انتهاء الصيام والشكر عليه ، هناك (زكاة الفطر) . وهذه العبادة واجبة على كل مسلم صام أو أفطر لعذر أو لغيره.
وزكاة الفطر جاءت الشريعة في ييانها وتحديدها بأنها صاع من تمر أو شعير ... ، ضمن أصناف عديدة جاءت بالنص ، ويجمعها جميعها صفة القوت . فمن أراد أن يخرجها
مما ينطبق عليه صفة القوت قياسا على ما جاء في الأحاديث الشريفة فله ذلك. والصاع المدني 2040 غرام.
وإخراجها من القوت هو السنة لنص الأخاديث على ذلك . وأما من أراد إخراجها نقودا بناء على رأي الأحناف أو على فتوى بلده فلا نكلفه إعادة إخراجها . أما السنة فهي كالشمس في ضحاها واتباعها ونشرها أولى.
وننبه إلى أن بعض أهل العلم يرى إخراجها نقودا تغليبا لمصلحة الفقير .. فنقول وبالله نستعين:
1- ما جاء النص الشرعي بتحديده ، يصعب تجاوزه إلى غيره إلا بنص شرعي آخر . ولا يوجد نص شرعي ينقلنا عن القوت والصاع.
2- أخذ السادة الأحناف من حديث : (اغنوهم عن المسألة في هذا اليوم). فقالوا بجواز إخراج زكاة الفطر نقدا. فننبه الأفاضل بأنهم قالوا : جواز. أي أن الأصل القوت ولكن بعض الناس اعتمدوا الجواز وتناسوا الأصل الذي هو السنة.
ثم ننبه إلى أننا إذا عمدنا إلى الفقير لإعطائه زكاة الفطر نقدا -فقط- فليس بصحيح أن ذلك يكفي فقراءنا . لذا نخرج زكاة الفطر قوتا ويتفقد الميسورن إخوانهم الفقراء من باب الصدقات.
ثم .. يقول البعض : إن الفقير يبيع الأرز الذي يعطى له . فنقول: ليس بالضرورة ذلك ومن لا يعرف من يعطي فهناك الأفاضل الذين يمكن توكيلهم بذلك. ثم القوت يأخذه الفقير ليقتات به سنة كاملة والذي يبيع قوت!! عياله له كلام آخر.
3- من المفيد جدا أن نعرف أن زكاة الفطر ، يكون الصائم هو المعني بها قبل الفقير ، فما كان منه من لغو طوال الشهر فتأتي زكاة الفطر : (طهرة للصائم) وعندما كانت عبادة الصيام امتناع عن طعام فناسب أن يكون التطهير من جنسها فجاءت (طعمة للمساكين).
4- لا ينبغي أن يحصل خلاف حاد بين المسلمين بسبب هذا الأمر . ومما أعجب له أن البعض يقدم النقود على القوت وينافح وينازع في ذلك الأمر مع أن السنة في هذا أشهر من أن تشهر
5- هذه شعيرة من شعائر الإسلام فاننتبه إليها ، ولنكن على يقين بأن السنة مقدمة على العواطف الجياشة 66- من كان ميسورا لا يعرف الفقراء إلا في العيد فهذا جفاء وليتق الله ربه في نفسه إولا. ومن لم يكن من الميسورين (فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
وتقبل الله منا ومنكم الطاعات.