بوتفليقة يستفز الجزائريين بعبارة "طاب جناني"
جراءة نيوز - عمان : أضحت عبارة "طاب جناني"، وتعني باللهجة المحلية الجزائرية كلمة "تعبت" أو "هرمت"، واحدة من أشهر العبارات التي يتداولها الجزائريون منذ ظهورها لأول مرة في خطاب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بولاية سطيف قبيل الانتخابات، حيث قالها بوتفليقة في معرض حديثه عن التعب الذي يكون قد نال من جيل الثورة، لكن الانتخابات عكست مقولته وكرّست فوز الحزب الحاكم منذ الاستقلال، جبهة التحرير الوطني.
ولهذا السبب، انتشرت عبارة "طاب جناني" كالنار في الهشيم بين الجزائريين، وبقدر ما منحت عبارة "طاب جناني" الرنانة، التعاطف مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، خصوصاً أنه قالها في سياق رغبته في التنحي من الحكم، بقدر ما أطلقت سيولاً من التنكيت لدى فئات واسعة من الجزائريين تعبت منذ عقود في تحصيل حقوقها في مجالات السكن والعمل.
كلمات أغنية
وعلى شبكة الإنترنت وجدت العبارة الشهيرة "طاب جناني" رواجاً كبيراً، فأنشأ بعضهم صفحات تخلّد هذه العبارة، ومنها صفحة "طاب جناني والشعب يعاني".
وبلغ بأحدهم الإلهام حد تأليف كلمات أغنية ينتقد فيها التناقض الحاصل في السلطة بين الادعاء بالتعب منها وبين التشبث بالكرسي، ومن ذلك قوله:
طاب جناني طاب جناني
طاب جناني يا حناني
طاب جناني طاب جناني
طاب جناني والكرسي غواني
طاب جناني طاب جناني
طاب جناني وحب السلطة رشاني
طاب جناني طاب جناني
طاب جناني والشعب يعاني
وانتقلت عدوى عبارة "طاب جناني" من السياسة إلى الفن والثقافة، حيث اشتكت منتجة أفلام وبرامج تلفزيونية مما تعتبره تهميشاً مقصوداً من وزير الثقافة خليدة تومي.
وقالت المنتجة سميرة حاج جيلاني مثلاً في هذا السياق: "طاب جناني من الحقرة والتهميش، لقد وعدتنا الوزيرة بمنح فرص للعمل من أجل النهوض بالجزائر ولكننا مازلنا محرومين من فرص العمل والإبداع". وكانت المتحدثة تعلق على عدم حصولها على ترخيص لتصوير فيلم عن الشهيد العربي بن مهيدي.
"طاب جناني".. في السياسة
وفي الشارع الجزائري، الذي يشهد احتجاجات مستمرة منذ فترة طويلة، استعار النقابيون عبارة "طاب جناني" للتعبير عن حالة الإعياء الشديدة من الخروج في مسيرات تطالب بتحسين الأجور، كما هو حال فئة الأطباء الذين يخوضون حرباً ضد وزير القطاع جمال ولد عباس.
أما في السياسة، فكان لعبارة "طاب جناني" وقع خاص، في ظل النتائج المفاجئة التي حصل عليها الحزب الحاكم، جبهة التحرير الوطني. والتي تعاكس تماماً حديث بوتفليقة عن ضرورة تنحي جيل الثورة وتسليم الحكم للشباب.
وقال خصوم الأمين العام للحزب عبدالعزيز بلخادم إن حصول جبهة التحرير على 208 مقاعد من أصل 462 مقعداً في البرلمان، هي نتائج تكذب أن جيل الثورة "طاب جنانه".