عمال وافدون يجنون أرباحا من فرص عمل يعزف عنها أردنيون

عمل صعب، ولكنه يصبح اعتياديا، ويحقق دخلا كبيرا"، بهذه الكلمات بدأ ثلاثة وافدين مصريين في الأردن الحديث عن عملهم وأجرهم بمناسبة يوم العمال 
يقول هؤلاء العمال، إن الواحد منهم يحصل على 25 دينارا في اليوم الواحد وأن هذا العمل ليس الوحيد لهم، وإنما يعملون في أعمال أخرى عدة من بينها العمل على "الكمبريسات، والدهان، ومحطات المحروقات"، لأن هدفهم تحصيل أجر لهم يعينهم على العيش والحياة لأن الرزق لن يأتيهم وهم جالسون في بيوتهم.
ويعمل هؤلاء ستة أيام في الأسبوع، وقد يصل دخل الواحد منهم الى 600 دينار شهريا أو يزيد، موضحين بالقول "نبدأ عملنا اليومي عند الساعة السابعة والنصف صباحا، وقد نبدأ بعد الفجر؛ حيث إن بعض الأعمال تحتاج مباشرتها مبكرا جدا قبل حرارة الشمس"، مشيرين الى أنهم اعتادوا على هذا النمط من العمل خاصة مع عزوف بعض أبناء البلد الأصليين عن العمل في مثل هذه الأعمال.
"مسعود" أحد العمال يعمل في الزراعة، يتقاضى يوميا 20 دينارا في العمل في المزارع، ويحصل على دخل يومي يستطيع منه بناء مستقبله في مصر، وهي من الأعمال التي تشهد أيضا عزوفا لدى كثير من العاطلين عن العمل.
وتقول إحصائيات وزارة العمل "إن أكثر من 315 ألف عامل وافد يعملون في سوق العمل الأردني، وفي عمان وحدها هناك أكثر من 147 ألف عامل، وفي الزرقاء حوالي 33 ألفا، وفي المفرق 25 ألفا، وإربد نحو 42 ألف عامل".
وتبين أرقام مديرية المعلومات في الوزارة، أن نحو مائة ألف عامل وافد يعملون في النشاط الاقتصادي الخاص في الزراعة والحراجة وصيد الأسماك، وأكثر من 78 ألف عامل يعملون في الصناعة التحويلية، وأكثر من 63 ألفا يعملون في أنشطة الأسر المعيشية كصاحب عمل.
"لم أجد أحدا ليعمل الا العمالة الوافدة"، يقول أبو محمد صاحب عمل مؤقت، مبينا أن "لديه عملا في بنايته، ولم يجد سوى العمالة الوافدة للقيام بإنجازها؛ حيث إنهم وخلال 6 ساعات استطاعوا إنجاز العمل وتسلم كل واحد منهم 25 دينارا، إضافة الى وجبتي إفطار وغداء".
ويضيف، أن أعمال مزرعته يقوم بها عامل وافد ولديه ثلاثة متعطلين عن العمل يرفضون القيام بهذا العمل، حتى لو قرر منحهم أجرة أكثر من العامل الوافد، بانتظار أن يحصل أي منهم على وظيفة بشروطه، مع أن العمل متوفر بقطاعات متعددة جدا، موضحا "لدي عمال في المحطة يصل راتبهم الشهري الى أكثر من 600 دينار".
يقول أبو عبد الرزاق، مدير عام لشركة محروقات كبيرة،"إن العامل الوافد يعمل على تعبئة الوقود في محطات الوقود بشكل يومي ولمدة ثماني ساعات، ويحصل على دخل كبير، وهو الأمر الذي يشهد عزوفا أيضا من الشباب الأردنيين اليوم، فيما العامل في المحطة مؤمن بكل شيء، ويحصل على إكراميات، وبعضهم يعمل عملا آخر بعد الانتهاء من عمله لدي"، مشيرا الى أن قطاع المحروقات لا يحتاج الى قوة بدنية عالية، فقط يحتاج الى تقبل الواقع والعمل بأي مجال يحصل به على المال بدل أن يجلس في البيت.
يذكر أن وزارة العمل تقوم وبشكل منظم ودوري على عقد أسابيع وظيفية بالتعاون مع القطاع الخاص، لتوفير فرص عمل للأردنيين، وتوفير عمل قد يكون مؤقتا وقد يكون دائما يوفر دخلا جيدا ويقتل وقت الفراغ، وهي تجربة رائدة وغنية وناجحة