جهاد الدواعش ضد المحتلين جهاد مع إيقاف التنفيذ

الجهاد باب من ابواب الرحمة الالهية شرعته السماء لأهداف تدخل في دفع عجلة الاسلام إلى الامام و ليس لأغراض دنيوية رخيصة وكما في جهاد داعش فهم دائماً ما يدَّعون انهم في جهاد ضد اعداء الدين فيا ترى مَنْ هم اعداء الدين في نظر داعش ؟ فمنذ أن ظهرت داعش و القتل و سفك الدماء تتعرض له جميع الطوائف الدينية لكننا لم نسمع يوماً أن التنظيم تبنى عملية واحدة استهدفت جنود المحتل فأي جهاد هذا ؟ فجهادهم مع المسلمين وغير المسلمين بات يتخذ اشكالاً مختلفة و بدعاوى باطلة ، فمن اهم اجندات الجهاد الداعشي هو الاقرار بالتجسيم و التشبيه لله تعالى و القول بإمكانية رؤية الله عز و جل سواء في اليقظة او المنام بحسب توحيدهم وكل توحيد يخالف أفكارهم توحيدهم الضال فهو في خانة التكفير و الاشراك ولابد من الجهاد ضد كل مخالف فأين اصبحت حرية الرأي و الرأي الآخر؟ أين المجادلة بالحسنى مع المخالف فهل يسمى هذا جهاد ؟ فضلاً عن طمس معالم التراث الاسلامي العريق بذريعة أنها اصنام و اوثان وهو شرك في نظرهم فكان الجهاد خيارهم في هدم هذا التراث القديم ولنا في هدم و سرقة الآثار العراقية خير شاهد على همجية عناصر هذا التنظيم و مدى جهلهم بقيمة هذا التراث فهل يسمى هذا جهاد ؟ و أيضاً داعش يدَّعون انهم مسلمون و ملتزمون بتعاليم الاسلام التي نصت على عدم هتك الاعراض و حرمة الزنا و بيع العبيد من النساء فحرم نكاح غير المسلمة على المسلم فبأي وجه شرعي هتكوا الاعراض و شرعنوا الزنا و باعوا النساء في اسواقهم و حللوا نكاح ما حرمته السماء تحت مسمى نكاح الجهاد فهل يسمى هذا جهاد ؟ وقد كشف ابن الاثير في الكامل ( ج 10ص307) حقيقة الجهاد عند الدواعش المارقة ضد الفرنج المحتل فقال ابن الاثير ( و عاد الملك المعظم صاحب دمشق إلى الشام فخرب البيت المقدس ، فاما الملك الاشرف فزال الخلف من بلاده إلى سنة ثماني عشرة و ستمائة و الملك الكامل مقابل الفرنج ) فملوك داعش هم من اصل واحد و رحم واحد و عندما يستنجد الاخ بأخيه فانه لا يحصل على النجدة ولهذا نجد أن الملك الكامل بقي اربع سنوات ينتظر اخويه لنجدته فلم يحصل على جواب منهما رغم كثرة المراسلات التي ارسلها إليهما للجهاد ضد المحتل الفرنج لهذا نجد أن جهاد داعش و ملوكهم الخوارج ينتفي مع المحتلين و تثور ثائرته مع المسلمين و كأنهم هم اعداء الدين و ليسوا اهله و حملة لوائه وهذا ما تطرق إليه المحقق الاسلامي الصرخي الحسني قائلاً : (( جهاد مع إيقاف التنفيذ مؤجل و مرحل من سنة 614 هـ إلى سنة 618هــ إذن أين كان قبل اربع سنين لمَّا استنجده اخوه المعظم لنصرة الكامل في مصر و الجهاد جهاد )) مقتبس من المحاضرة (33) من بحث وقفات مع توحيد التيمي الجسمي الاسطوري بتاريخ 11/4/2017
فالجهاد يا أيها المارقة إنما لنصرة الدين و المستضعفين ، لنصرة المظلوم و رد الظالم ، الجهاد مفتاح الشهادة و طريق السلام النبيل و مداد الانسانية السامية و معانيها الخالدة و ليس لإقامة شريعة الغاب يا دواعش الاجرام و الارهاب .