قرار ‘‘التأديبية‘‘ بعدم تخسير الفيصلي أمام الوحدات عادل
كما جرت العادة، فإن قرارات اللجنة التأديبية باتحاد كرة القدم، حظيت بمساحة واسعة من المتابعة والتكهنات قبل صدورها، ومن ثم بكم وافر من الانتقادات من قبل جماهير الفريقين المتضررين منها على حد سواء.
وكما كان متوقعا، فإن حرمان جمهوري الفيصلي والوحدات كان طبيعيا، في ظل المخالفات التي ارتكباها في مباراة "ديربي" الكرة الأردنية التي جرت يوم السبت 8 نيسان (إبريل) الحالي على ستاد عمان، وانتهت الى فوز الفيصلي 2-1، وتصدره مع الجزيرة برصيد 36 نقطة وبفارق نقطتين عن الوحدات وثلاث نقاط عن المنشية الرابع.
وعليه فإن مباراة الوحدات وشباب الأردن المقررة اليوم على ستاد الملك عبدالله الثاني ضمن الجولة الـ19 من الدوري ستقام من دون جمهور، كما سيغيب جمهور الفيصلي عن المقاعد المخصصة له في مباراته أمام الصريح على ملعب الحسن يوم السبت المقبل.
وللمرة الأولى، سيغيب جمهور الرمثا عن الجزء المخصص له من مدرجات ستاد الملك عبدالله الثاني خلال مباراته أمام سحاب يوم السبت المقبل، كونه وصل الى الحد الأقصى من المخالفات حاله حال الفيصلي والوحدات، في موسم يتمنى الكثيرون أن يكون للنسيان من حيث الكم الكبير من المخالفات الجماهير والتي أعقبها عقوبات اتحادية.
ردود أفعال
بيد أن الجماهير رأت في بعض العقوبات ما يشبه "الظلم" أو "المحاباة" لطرف على حساب آخر، كما برزت عبارات تحتاج الى دراسة وإجراءات وقائية، قبل أن يصبح نزول الجماهير الى أرض الملعب "ذريعة" و"تقليعة" جديدة، قد تفضي الى نتائج وخيمة لا سمح الله، طبقا للمقولة السائدة "ليس في كل مرة تسلم الجرة".
وحتى نكون منصفين، فإن اللجنة التأديبية لم تتخذ أي قرار مخالف للنصوص الواردة في اللائحة التأديبية لهذا الموسم، لكنها لم تكن قادرة على إرضاء طرفي الخلاف، وتحديدا فيما يتعلق بالقرار المتوقع بشأن نزول جماهير الفيصلي الى أرض الملعب.
اللجنة التأديبية قررت تغريم النادي الفيصلي مبلغ (3000) دينار عملا بأحكام المادة (95/3 ، 175/أ)، لقيام جمهور النادي الفيصلي بالدخول الى أرض الملعب بعد نهاية المباراة.
النص القانوني
وحتى يعرف الجمهور فيما اذا كانت اللجنة التأديبية قد أصابت أو أخطأت في قرارها، فلا بد من العودة الى النص القانوني، الذي يفترض أنه اجتهد به، بما أن يفسر الحالة كما حدثت.
والمادة 95 تقول نصا:
1- في حال قيام جمهور النادي بالدخول الى أرض الملعب والتعدي بالضرب و/أو إثارة أي نوع من أنواع الشغب، من شأنه تعطيل اللعب و/أو احتمالية التأثير على سلامة أي من المذكورين في المادة 4 من اللائحة التأديبية، يغرم النادي بما لا يقل عن 2000 دينار.
2- في حالة أن ترتب على أي من الأفعال المذكورة في الفقرة 1 من هذه المادة إنهاء المباراة، تتخذ العقوبات الآتية:
أ- تخسير النادي للمباراة بنتيجة 0-3 ما لم تكن النتيجة أكبر من ذلك لصالح الفريق الآخر، فعندها يتم اعتماد النتيجة الفعلية.
ب- يحق للجنة فرض العقوبات التي تراها مناسبة.
3- في حال دخول الجمهور الى أرض الملعب بعد انتهاء المباراة، من دون أن يترتب عليه حدوث أي أعمال شغب، يغرم النادي مبلغ لا يقل عن 1000 دينار.
أما المادة 175: صلاحيات اللجنة بتشديد أو تخفيض العقوبة، فتقول نصا:
أ- يحق للجنة إصدار قرار بتشديد أي عقوبة و/أو أي غرامات مالية منصوص عليها في اللائحة التأديبية، وعلى أن يصدر هذا القرار بإجماع الحاضرين من أعضاء اللجنة.
ب- يحق للجنة إصدار قرار بتخفيض أي عقوبة و/أو أي غرامات مالية منصوص عليها في اللائحة التأديبية، وعلى أن يصدر هذا القرار بإجماع الحاضرين من أعضاء اللجنة.
اللجنة أصابت
وبالتالي فإن اللجنة التأديبية أصابت في قرارها للاعتبارات الآتية:
- دخول جماهير الفيصلي إلى أرض الملعب تم بعد أن أطلق الحكم الإماراتي عمار الجنيبي صافرة النهاية، ونزلت للاحتفال بطريقة غير مقبولة لكنها لم تتسبب بأي شغب أو اعتداء على الطرف الآخر أو أي من أركان اللعبة.
- هذا الأمر يعني تطبيق المادة 95/3: في حال دخول الجمهور الى أرض الملعب بعد انتهاء المباراة، من دون أن يترتب عليه حدوث أي أعمال شغب، يغرم النادي مبلغ لا يقل عن 1000 دينار.
- اللجنة التأديبية استندت الى المادة المادة 175- أ في العقوبة المالية، بحيث أنها لا تقل عن 1000 دينار حسب المادة 95-3، لكن هذه المادة تركت للجنة التأديبية الحرية في اتخاذ العقوبة المالية الأقصى استنادا للمادة 175-أ ولذلك أصبحت العقوبة المالية 3000 دينار وليس 1000 دينار.
- لو كان دخول الجماهير الى أرض الملعب خلال المباراة بقصد إثارة الشغب وإيذاء أي من أركان اللعبة، وقام الحكم بإنهاء المباراة، فهنا يكون القرار تخسير الفريق الذي دخل جمهوره أرض الملعب بنتيجة 0-3 بالإضافة الى الغرامة المالية المنصوص عليها، وهذا الأمر لم يحدث مطلقا في مباراة الفيصلي والوحدات.
عقوبات أخرى
كما قررت اللجنة التأديبية في اتحاد كرة القدم، تغريم النادي الفيصلي مبلغ (1500) دينار عملا بأحكام المادتين (94/1/ت، 175/أ)، لقيام الحكم بإيقاف المباراة خلال الشوط الأول أربع مرات لقيام جمهور النادي الفيصلي بإلقاء زجاجات المياه على أرض الملعب، علما بأنها المرة الثالثة. وتقرر تغريم نادي الوحدات مبلغ (1500) دينار عملا بأحكام المادتين (94/1/أ، 175/أ) لقيام الحكم بإيقاف المباراة خلال الشوط الأول أربع مرات لقيام جمهور نادي الوحدات بإلقاء زجاجات المياه على أرض الملعب علما بأنها المرة الأولى، وتغريم نادي الوحدات مبلغ (1000) دينار بالإضافة الى تضمينه قيمة الأضرار والتي يتم تقديرها من قبل إدارة الملعب عملا بأحكام المادتين (96، 175/أ)، لقيام جمهور نادي الوحدات بخلع الكراسي ورميها على أرض الملعب... قرارا قابل للاستئناف عملا بأحكام المادة (149).
النزول إلى أرض الملعب
مما سبق يتضح أن اللجنة لم تجامل أيا من الفيصلي والوحدات على حساب الآخر، واستندت الى مشاهدات عينية وواقع ثابت ونصوص قانونية لا اجتهاد فيها.
لكن البعض قارن بين تصرف رجال الدرك بين حالتين جرتا هذا الموسم؛ حيث تعرض جمهور الوحدات للضرب عند نزوله أرض الملعب بعد انتهاء مباراته أمام الرمثا بدرع الاتحاد، خوفا من الحجارة التي ألقيت آنذاك من خارج الملعب، وبين امتصاص حماس وفرحة جماهير الفيصلي بعد فوزها على الوحدات بمباراة في الدوري، وهنا لا بد من التأكيد أن الدرك تصرف بحكمة في مباراة الفيصلي والوحدات، لأن الاحتكاك مع الجمهور كان سيؤدي الى ضرر كبير، ولا يجوز المطالبة بتكرار الخطأ أو معالجة الخطأ بمثله، بل تجب المطالبة بالاستفادة من هذه الواقعة التي مرت بسلام بحمدالله، ولم تحدث أي حالات اعتداء على اللاعبين أو احتكاك جسدي بين الجماهير، بل اقتصر الأمر على إطلاق هتافات غير مقبولة باتت للأسف معتادة في مباريات الدوري، وعليه لا بد من التعلم جيدا من هذه الواقعة وعدم السماح لأي من جماهير الأندية بالنزول الى أرض الملعب تجنبا لحدوث كارثة لا سمح الله، وتوفير العدد الكافي من رجال الدرك لمثل هذه المباريات وإغلاق المنافذ جيدا بين المدرجات وأرض الملعب.
النقطة الأخيرة تتعلق بجماهير الفيصلي، التي لا يشكك أحد بمدى حبها لفريقها، لكن السؤال لماذا يصر البعض على الإضرار بفريقه ماديا وعنويا بهذا النحو، وماذا لو حدث شغب لا سمح الله وتسبب ذلك أيضا بخسارة الفريق، ماذا سيكون حال الجمهور بعد ذلك؟.
يجب على جماهير الأندية أن تدرك جيدا بأن الشغب غير مبرر وغير مقبول، وأن أي تصرفات تمس روح المنافسة الشريفة ومكارم الأخلاق ستكون مرفوضة من المجتمع، وتسبب الضرر لفريقها قبل غيره.