بالصور ... ناخبون يهاجمون شفيق بالأحذية أثناء الإدلاء بصوته

 

جراءة نيوز- عمان : تعرّض المرشح الرئاسي أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، لاعتداء بالأحذية أثناء الإدلاء بصوته في مقرّ اللجنة الانتخابية بمدرسة عنان الإعدادية في التجمع الخامس بمحافظة القاهرة.

وتجمّع عدد من المتظاهرين أمام اللجنة الانتخابية ورفعوا لافتات مكتوب عليها "يسقط الفلول"، ورددوا هتاف: "يسقط يسقط الفلول". وحاول رجال الأمن السيطرة على الموقف.

وفي وقت سابق، أكد مراسل "العربية"، أحمد عثمان، أن إحجام شفيق عن الإدلاء بصوته حتى وقت متأخر من اليوم قد تكون وراءه أسباب كثيرة، منها خشيته من احتكاكات مع العديد من أسر ضحايا الثورة المصرية، والذين كان الكثير منهم في انتظار وصوله للجنة.

وشهدت مؤتمرات انتخابية مؤخراً لشفيق اشتباكات بين أنصاره ومعارضيه وتعرّض لأكثر من اعتداء سابق بالأحذية، حيث يعتبر المرشح الذي يرفضه المعارضون بشدة، ويؤيده الموافقون بقوة أيضاً.

تمديد التصويت

وقرر المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، مد فترة التصويت للناخبين داخل اللجان الفرعية لمدة ساعة، بحيث يكون إغلاقها في الساعة التاسعة مساء بتوقيت القاهرة، وذلك نظراً لكثافة عدد الناخبين المشاركين في عمليات الاقتراع.

واحتشد آلاف المصريين، اليوم الأربعاء، أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في مختلف أنحاء الجمهورية لاختيار رئيس للجمهورية الثانية في حدث تاريخي غير مسبوق في الحياة السياسية المصرية.

 

وفي وقت لاحق، أكد رئيس اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية أنه تمت زيادة عدد الموظفين باللجان الانتخابية من القضاء والنيابة، بالإضافة إلى المدرسين، بجانب عدد 7 من المعاونين الإداريين، وذلك لإتمام إجراءات العملية الانتخابية.

وأشار سلطان إلى أن القانون نظّم عملية إعلان النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية، لأن اللجنة العليا هي المختص الوحيد بذلك دون غيرها، مضيفاً أن ذلك سابق لأوانه، ولم يتم اتخاذ الإجراءات الخاصة بذلك.

وعن إمكانية تصويت المحبوسين احتياطياً في بعض القضايا، أكد سلطان أنه في حال تلقيه أي طلبات برغبة المحبوسين بالمشاركة في عملية التصويت ستتم الموافقة عليها، طالما أن الحالة الأمنية تسمح بنقلهم إلى مقراتهم الانتخابية.

وشدّد رئيس اللجنة الرئاسية على عدم صدور قانون ينصّ على استبعاد أي من المرشحين في حال ارتكابه أي مخالفة، ولكن ذلك من اختصاص المحكمة إذا أثبتت تلك المخالفات.

طنطاوي يتفقد الانتخابات

وتفقد المشير محمد حسين طنطاوي، رئس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، اللجان الانتخابية بمدرسة القبة الخديوية ولجان مدارس الجمالية بالقاهرة، رافقه خلالها اللواء سيف الإسلام عبدالباري نائب المحافظ للمنطقة الغربية.

ومن ناحية أخرى، أدلى الدكتور عبدالقوي خليفة، محافظ القاهرة، بصوته في أول انتخابات رئاسية، حيث توجه اليوم الأربعاء إلى مدرسة أم كلثوم التجريبية بشارع متحف المطرية بحي عين شمس بالقاهرة للإدلاء بصوته في الانتخابات.

وأكد خليفة أن اللجنة تتولى التنسيق مع الأمن واللجنة العليا للانتخابات الرئاسية للتغلب على أي معوقات تعترض سير الانتخابات، وأنه تم ربطها بغرفة العمليات المركزية بوزارة التنمية المحلية.

وأشار محافظ القاهرة إلى أنه جارٍ متابعة سير الانتخابات الرئاسية بكافة المقار الانتخابية على مستوى القاهرة من خلال غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار 24 ساعة، برئاسة اللواء عادل طه سكرتير عام المحافظة، لتلقي أي بلاغات خاصة بالانتخابات والتحقق منها وإخطار الجهات المعنية لاتخاذ اللازم.

 

وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الثامنة صباحاً بتوقيت مصر أمام نحو 51 مليون مصري لاختيار رئيسهم الجديد، فيما تأخر فتح لجان الاقتراع في مركز الحوامدية بمحافظة الجيزة، بسبب تأخر وصول مشرفي اللجان.

وشهدت معظم مراكز الاقتراع إقبالاً كثيفاً من قبل الناخبين في محافظة القاهرة، وتحديداً مراكز مصر الجديدة ومدينة نصر، حيث امتدت الطوابير أمام اللجان لمسافات طويلة.

كما شهد كل من محافظة دمياط والشرقية إقبالاً كثيفاً ومشاركة نسائية واسعة النطاق.

وكان مراسل "العربية" أكد أن المواطنين الراغبين في التعبير عن رأيهم اصطفوا أمام اللجان الانتخابية قبل فتح أبوابها، فيما انتشر أفراد القوات المسلحة، لتأمين العملية الانتخابية، في الوقت الذي تستعد فيه منظمات المجتمع المدني لرصد ما قد يشوب الانتخابات من تجاوزات أو عوائق تحول دون إمكانية إدلاء الناخبين بأصواتهم، فيما بدأت غرف عمليات نادي القضاة عملها، لمتابعة فتح باب التصويت في كافة لجان الجمهورية.

 
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الثامنة صباحاً
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الثامنة صباحاً

ويتوزع الناخبون الذين لهم حق الانتخاب والبالغ عددهم 50 مليوناً و524 ألفاً و993 ناخباً، على 13 ألفاً و99 لجنة اقتراع فرعية، في الوقت الذي اعتمدت فيه لجنة الانتخابات الرئاسية مبدأ قاض لكل صندوق انتخابي، فيما يبلغ عدد اللجان الانتخابية العامة (المشرفة على لجان الاقتراع) 351 لجنة، ويبلغ إجمالي المراكز الانتخابية 9339 مركزاً.

ويشارك في الإشراف على العملية الانتخابية 14 ألفاً و509 قضاة من مختلف الهيئات القضائية، من بينهم حوالي 1200 قاضية من هيئتي قضايا الدولة والنيابة الإدارية.

ومن المقرر أن يتم فرز أصوات الناخبين داخل اللجان الفرعية بمعرفة القضاة وأمناء اللجان في ختام اليوم الثاني للاقتراع، الخميس، بعد غلق باب التصويت في الانتخابات، وذلك وسط حضور من جانب ممثلي منظمات المجتمع المدني ومندوبي الصحافة ووسائل الإعلام ومندوبي المرشحين.

أول انتخابات رئاسية تنافسية

في حدث تاريخي غير مسبوق في حياة مصر السياسية
في حدث تاريخي غير مسبوق في حياة مصر السياسية

ومن جانبه، أشار السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى إنها أول انتخابات رئاسية تنافسية بهذا الحجم بين 13 مرشحاً بعد استبعاد آخرين على اختلاف توجهاتهم بعد أن كانت الانتخابات منذ إعلان النظام الجمهوري في مصر عام 1952 تقتصر على مرشح واحد يستفتى عليه الشعب في اقتراع مباشر عدا انتخابات 2005.

وقد ساهم في توفير وتقرير هذا الحدث التاريخي ثورة 25 يناير 2011 وسط اهتمام عالمي واسع النطاق، حيث ينظر لمصر على أنها دولة مركزية هامة في منطقة الشرق الأوسط.

ويعود تاريخ الانتخابات في مصر إلى عام 1956 بعد إلغاء الملكية عندما تم انتخاب الرئيس جمال عبدالناصر كثاني رئيس للجمهورية في 23 يوليو 1956، وأول رئيس فعلي له سلطات بعد أن تم تعيين اللواء محمد نجيب كأول رئيس لمصر بعد ثورة 23 يوليو عام 1952، ومنذ ذلك الحين اتبعت مصر نظام الاستفتاء لاختيار رئيس الجمهورية من شخص واحد مرشح كان في الغالب هو الرئيس.

ويقوم هذا النظام على ترشيح عدد من أعضاء التنظيم السياسي الواحد في ذلك الوقت (الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي)، داخل البرلمان لشخص واحد، باعتباره مرشحا لرئاسة الجمهورية، يجري التصويت عليه داخل البرلمان بالموافقة، ثم يجري استفتاء شعبي عليه.

ومنذ بدء هذا النظام الاستفتائي لاختيار الرئيس عام 1952، جرت تسعة استفتاءات رئاسية، حكم فيها مصر فعليا 3 رؤساء فقط، هم: جمال عبدالناصر الذي جرى في عهده ثلاثة استفتاءات، وأنور السادات (استفتاءان)، وحسني مبارك (4 استفتاءات).

وبعد تعديل المادة 76 من الدستور المصري في (فبراير) 2005، وإقرار قانون جديد لانتخابات رئاسة الجمهورية في مصر ألغى الاستفتاء على شخص المرشح الواحد، وتم تغيير طريقة انتخاب رئيس الدولة من "الاستفتاء" إلى "الانتخاب الحر التعددي" بين أكثر من مرشح، ودخلت مصرفي مصاف الدول العربية التي يجري فيها انتخاب رئيس الدولة بالانتخاب الحر بين أكثر من مرشح.

يذكر أن هناك 7 دول عربية من أصل 22 دولة تتبع نظام الانتخاب المباشر لرئيس الجمهورية بين أكثر من مرشح.