الاردن وجهة مفضلة للسياحة الخليجية
يستعد القطريون حالهم كحال معظم مواطني دول مجلس التعاون الخليجي هذه الأيام لقضاء إجازاتهم السنوية، لكن الهروب من قيظ الصيف الملتهب سيكون مكلفا جدا، فضريبة الإجازة باهظة، خصوصا إذا ما كانت في ربوع أوروبا وأميركا بعيدا عن المنطقة العربية، وهو ما يستنزف أكثر من 600 مليون دولار من جيوب المواطنين، بحسب تقديرات رجال أعمال ومصرفيين قطريين.
علي الرشيدي وهو رجل أعمال ومستثمر قطري يقول، "ربما يتجاوز الإنفاق هذا المبلغ كثيرا خلال موسم الإجازات المقبلة بالنظر الى ارتفاع وزيادة تكاليف كثير من الخدمات عما كانت عليه من قبل".
لكن هذه الإجازات السنوية التي تعد متعة ومتنفسا تنتظره شريحة واسعة من القطريين، تعتبر بحد ذاتها مصدر ضغط على معدلات إنفاق بعض تلك الأسر، نظرا لأن نسبة كبيرة من المواطنين تلجأ للبنوك ومؤسسات تمويلية أخرى لاقتراض ما يسد نفقات سفرها وقضاء إجازاتها التي تتراوح ما بين 20 يوما الى شهرين.
ووفقا لإحصاءات رسمية يصدرها بشكل دوري مصرف قطر المركزي، قفز إجمالي القروض الاستهلاكية التي قدمتها البنوك القطرية حتى نهاية آذار الفائت الى نحو 120 مليار ريال (33 مليار دولار)، فيما قفز حجم القروض المتعثرة التي يسميها مصرف قطر المركزي في العادة بالقروض "المشكوك في تحصيلها" الى حوالي 3 بالمئة في المتوسط.
ويرى الرشيدي أن باريس ولندن تعتبران وجهتي السفر المفضلتين لدى القطريين وأغلب مواطني دول الخليج، فيما تأتي دبي في المرتبة الأولى على المستوى الخليجي، بيد أن الاردن ما زال الوجهة العربية المفضلة التي تستهوي القطريين والخليجيين على السواء، تليها المغرب ولبنان، غير أن أعدادا قليلة من الأسر القطرية والخليجية تتوجه الى بعض دول أميركا لتصطاف هناك، حيث ميزة انخفاض الأسعار مقابل دول أوروبا التي ترتفع تكاليف المعيشة فيها الى معدلات عالية.
ومع بدء العد التنازلي لموسم السفر والإجازات السنوية، أخذ السوق القطري يشهد حركة نشاط غير عادية وطلبا كبيرا على العملات الأجنبية والشيكات السياحية، توقع معها أحمد الصديقي وهو مستثمر قطري، أن تكون أعداد المسافرين القطريين والخليجيين بشكل عام الى الخارج كبيرة هذا الصيف، لافتا الى أن عدد المسافرين الى الولايات المتحدة الأميركية سيشهد انخفاضا ملحوظا خلال الموسم الحالي بالنظر الى الإجراءات المتشددة التي تضعها الإدارة الأميركية الجديدة على مواطني العديد من دول المنطقة، يتبعها انخفاض في المسافرين الى أوروبا ايضا.
وأوضح الصديقي أن كثيرا من رجال الأعمال والأسر القطرية والخليجية باتت تفضل بسبب تداعيات الأحداث قضاء إجازاتها الصيفية في دبي والأردن ولبنان.
الصديقي يعتقد أن الأسر الخليجية ستحقق هدفين من خلال السفر الى هذه الدول، أولهما يتمثل بخفض التكاليف والإنفاق خصوصا في ظل استمرار تداعيات الأزمة المالية العالمية وارتفاع الأسعار، وثانيهما أن هذه الأسر ستكون في أمان ولن تتعرض لأي إجراءات تفتيشية محتملة ومساءلات هي في غنى عنها خلال مرورها في المطارات خاصة بعد التشدد بالإجراءات الأمنية.
ويعتقد خالد المعاضيد وهو مدير إحدى شركات السياحة والسفر العاملة في السوق القطري، أن إنفاق الأسرة القطرية متوسطة الدخل يصل الى نحو 70 الف ريال (2ر19 الف دولار) ، بينما قد تنفق العائلة فوق متوسطة الدخل نحو 180 الف ريال (4ر49 الف دولار)، في حين يصل حجم إنفاق الأسر والعائلات الميسورة خلال إجازة الصيف الى أكثر من مليون ريال (7ر274 الف دولار).
ويشير المعاضيد الى أن لجوء نسبة كبيرة من المسافرين القطريين الى الاقتراض لتغطية نفقات الإجازة يؤثر سلبا على السوق المحلي، خصوصا وأن الأسرة القطرية تحتاج في المتوسط الى راتب ثلاثة أشهر لتغطية تكاليف السفر.
وفي سبيل تشجيع الأسر القطرية على قضاء إجازات الصيف داخل قطر وتحفيزهم على عدم السفر الى الخارج، من المنتظر أن تشهد الدوحة خلال الصيف المقبل مهرجانا سياحيا تسعى السلطات القطرية المختصة من خلاله الى المساهمة في تعزيز حركة السياحة الداخلية، وتوجيه إنفاق القطريين الى الداخل ليستفيد منه اقتصاد البلاد.
ويتوقع المعاضيد ان تنجح هذه الجهود في الحد من أعداد المسافرين، لكنها لن تؤدي بالطبع الى تقليصها بمعدلات كبيرة.-ش