التلفزيون الأردني يتفوق على نفسه..!!
ينفض الاعلام الرسمي الاردني الغبار عن نفسه وينتفض ليخرج تغطية متميزة بمناسبة استضافة القمة العربية في البحر الميت، ونبدأ نشاهد اعلاما رقميا وتحشيدا ومؤتمرات صحفية أكثر مما شهدناه خلال السنوات الخمس الأخيرة مجتمعة.
وهنا يبث التلفزيون الرسمي تقارير متعددة وتغطيات خاصة وبث مباشر وكل هذا يحصل بدقة واتقان كبيرين عمليا وتقنيا.
لا أحد يعرف متى وكيف تم التحضير لكل التفاصيل المذكورة، ولا أحد يعرف لماذا هنا استطاع التلفزيون الاردني ان يخرج منتجات محترفة ولم يستطع بمناسبات اخرى.
يرقص قلبي وأنا أشاهد الإعلام الرسمي الأردني يتفوق على كل وسائل الاعلام المحلية الاخرى في البث والتنسيق والنشرات والتقارير، وهنا تماما تظهر الكفاءات المخبأة والمكبلة في مؤسسة الاعلام الرسمي المحلية.
ليست لدي اي مشكلة في ان يبالغ الاعلام الرسمي في الاحتفاء والاحتفال، فهو ما عليه فعله عمليا كواحد من ادوات السلطة، ولكن مشكلتنا الابدية والازلية مع الشاشة كانت انها دوما متأخرة في كل المجالات.
صديقة مقرّبة ومطلة على المشهد تدافع بضراوة عن الشاشة الرسمية وتصرّ دوما ان ثنائية "التعليمات والمعلومات” ان وصلت للعاملين في الوقت المناسب فلا أحد يتأخر عن أداء مهامه، وان مُنح المبدعون في التلفزيون المحلي فضاءهم في العمل لن يوقفهم احد.
حتى اللحظة نشاهد اعلاما رسميا محترما ومهنيا يقوم على العمل على القمة العربية بكل الوسائل، ولم تسقط مقولة وزير الاعلام الاردني الدكتور محمد المومني عن كون القمة كاملة ستكون رقمية، لا بل وتثبتت هذه المقولة وترسخت، كما لحق التلفزيون الاردني الركب ببث مباشر ووسائل تواصل اجتماعي محترفة.
تلفزيوننا هذا دوره وهذه بوصلته، فلو تمسّك بكونه اداة السلطة بالدفاع عن اجنداتها وروايتها وتم العمل عليه فعلا باحترافية مماثلة دوما، لما شهدنا سقطات كبيرة سابقة، ولما كان لنا عليه الاف المآخذ، وهنا حصرا قد لا نحتاج لشاشة إضافية تزيد من أعباء الموازنة الاقتصادية.