"منسف ع الجاجْ ما ينفعْ أردنية" ..

جراءة نيوز - باسل الرفايعة


من حقّ الدجاج أنْ يكونَ له منسفٌ، كاملُ الصفاتِ والهيبةِ. ذلك لا يُقلِّلُ من أيّ مذاق أو حضور. الأمر يتعلقُ بالمكانة التي احتلها لحمُ الخرافِ والماعز في ثقافة الجوع، التي تحولت تالياً الى سلوكِ فخرٍ ومباهاة.

منسفُ الدجاج قائمٌ ومستقلّ ويستحقّ اسمه بامتياز، والنكهةُ مدهشة في اختلاطها باللبن، والتعبير عنه بوضوح دقيق.
التقليلُ من شأن الدجاج كذب وطنيٌّ أردنيّ، مثل سائر الأكاذيب التي يزخرُ بها الفولكلور الأردنيّ، وبعض أهازيجها التي تستعيرُ هنا تحديداً 'فشخرة' عمرو بن كلثوم.

حينما تطبخُ منسفاً بالدجاج، فرائحتهُ في البيت مختلفةٌ وعميقةٌ بالنكهات، وتستحثّ اللعابَ والشراهة، وحينما تعزلُ ذلك عن الوهم والأكاذيب، فأنت، دُونَ شك، ستلتهمُ طعاماً لذيذاً، لا يشكو من أيّ بؤس..

ذلك، لئلا يُغني المغني بحميّةٍ زائفة: 'منسف ع الجاجْ ما ينفعْ أردنية'..

(عن صفحته عالفيسبوك).