الخداع التسويقي واثاره

جراءة نيوز - يعرف الخداع التسويقي بأنه  "أي ممارسة تسويقية يترتب عليها تكوين انطباع أو اعتقاد أو تقدير (حكم) شخصي خاطئ لدى المستهلك (العميل) فيما يتعلق بالشيء موضع التسويق(المنتج) و/أو ما يرتبط له من عناصر الأخرى للمزيج التسويقي من سعر و ترويج ومكان (توزيع) .

ويعرف كذلك بأنه أي ممارسة أو تعامل تسويقي بين المسوق والمستهلك ينطوي عنه تكوين انطباع سلبي (حكم شخصي) لدى المستهلك (العميل) فيما يتعلق بالشئ موضع التسويق (المنتج) عند أو بعد التعامل، وغالبا ما يقترن ذلك بنية المسوق في الخداع والتضليل، بحيث ينتج عنه اتخاذ قرار شرائي غير سليم يلحق الضرر بالمستهلك.

وللأسف تمتد معاناة المستهلك من أساليب الخداع التسويقي منذ فترات طويلة وفي أزمنة مختلفة وهذا من خلال السلع والخدمات المقدمة له والتي تبدو في ظاهرها السعي نحو خدمته وإشباع حاجاته ورغباته , ولكن في حقيقتها كانت تهدف إلى استغلاله وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح. وقد استفحل هذا الأمر إلى درجة نبهت الكثير من الأفراد والجماعات والهيئات الرسمية وغير الرسمية إلى مايعانيه المستهلك من استغلال وخداع تسويقي كبير ومايترتب على ذلك من أضرار مادية ومعنوية. كما دفع ذلك المهتمين بالتسويق إلى لعب دور هام في هذا الشأن بما قدموه من توجيهات وتوصيات تكفل حماية المستهلك في تعامله مع منتجي وموزعي السلع والخدمات.

وتشير الإحصائيات العالمية أن الخداع التسويقي والغش في مبيعات الأدوية بلغ (37 مليار دولار) سنويا بنسبة (48%) من حجم المبيعات  كما بلغت خسائر الغش التجاري في السعودية (11 مليار دولار) أما الخسائر الخليجية المترتبة على هذه الممارسات فقد بلغت (18 مليار دولار). أما على مستوى الدول العربية فقد بلغت هذه الخسائر مايقارب (88 مليار دولار) . وعلى المستوى العالمي فقد وصلت هذه الخسائر (2200 مليار دولار).

 كما يضاف لهذه الخسائر المادية الأضرار التي تترتب عليها على مستوى المستهلك من خلال الآثار السلبية على السلامة العامة وأثرها على الاقتصاد المتمثل في خسائر الشركات التي تتعرض منتجاتها للغش والتقليد كما يترتب عليها إساءة إلى سمعة المنتج وقضائه على ثقة المستهلك في العلامة التجارية.

 لذا وقد تبين لنا هذا الحجم الكبير لنسب الغش والخداع العالمي كان من المهم إلقاء الضوء على الخداع التسويقي والكشف على أشكاله فضح ممارساته والتطرق إلى مسبباته ومن ثم طرق محاربته والحد منه.