توتر في عكار وهدوء في طرابلس

جراءة نيوز - عمان : تشهد مناطق عدة في قضاء عكار في شمال لبنان بعض التوتر وقطع الطرقات على خلفية اطلاق النار من قبل الجيش اللبناني على موكب للسيارات امتنع عن التوقف عند حاجز للجيش في بلدة الكويخات في عكار ما ادى الى مقتل الشيخ احمد عبد الواحد وأحد مرافقيه، بحسب ما افادت "الوكالة الوطنية للاعلام" في لبنان.


وذكرت الوكالة ان "الشيخ عبد الواحد وهو من بلدة البيرة العكارية كان متوجها بمواكبة مسلحة الى مدينة حلبا في قضاء عكار للمشاركة في الحفل الذي يقام هناك ضد النظام في سورية"، ولفتت الى انه "عند وصول موكب الشيخ عبد الواحد عند نقطة الحاجز طلب منه عناصر الجيش اللبناني التوقف ولكنه امتنع عن تنفيذ الاوامر ما دفع بالعناصر الى اطلاق النار ما ادى الى مقتل عبد الواحد ومرافقه محمد حسين مرعب".

 

وذكرت الوكالة ان اهالي منطقة القبة في طرابلس قطعوا الطرقات المؤدية الى الساحة في منطقتهم بالاطارات المشتعلة والعوائق الحديدية احتجاجا على مقتل الشيخ عبد الواحد"، واضافت ان "باقي طرقات المدينة سالكة بشكل طبيعي"، وتابعت ان "اهالي البداوي قطعوا الطريق الدولية بالاطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات احتجاجا على مقتل عبد الواحد ومرافقه".

 

وافادت معلومات صحافية ان "جنديا اصيب في الكويخات(شمال) باطلاق نار من سيارتي جيب فيهما 8 مسلحين كان بينهم الشيخ أحمد عبد الواحد وهو من انصار عضو كتلة المستقبل النيابية النائب خالد الضاهر"، واشارت الى ان "سيارتاه احتوتا على اسلحة متنوعة وان للشيخ سوابق في الاعتداء على الجيش"، واضافت ان "الاسلحة المضبوطة في سيارتي الشيخ عبد الواحد باتت في عهدة الجيش اللبناني".

 

وتابع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مع وزيري الدفاع الوطني فايز غصن والداخلية والبلديات مروان شربل ومع القيادات الأمنية تفاصيل الحادث الذي وقع الاحد في عكار وادى الى مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه وطلب تشكيل لجنة تحقيق في الحادث لكشف ملابساته، وتمنى على "الجميع المساهمة في تهدئة الأوضاع ومعالجة الأمور بحكمة وروية".


من جهتها أعلنت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه في بيان لها انه "قبل ظهر الاحد أدى حادث مؤسف بالقرب من حاجز تابع للجيش في بلدة الكويخات – عكار ادى الى اصابة كل من الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه بطلقات نارية ثم ما لبثا ان فارقا الحياة متأثرين بجروحهما"، وعبّرت عن "اسفها الشديد لسقوط الضحيتين"، وتوجّهت "بأحر مشاعر التضامن والتعازي الى ذويهما"، واشارت الى انها "بادرت على الفور الى تشكيل لجنة تحقيق من كبار ضباط الشرطة العسكرية وباشراف القضاء المختص".

 

واستنكر النائب سعد الدين الحريري ما اسماه "جريمة القتل التي تعرض لها الشيخ أحمد عبد الواحد والشيخ محمد حسين المرعب" على حاجز للجيش اللبناني في عكار، ودعا "أهل عكار إلى التزام الهدوء وعدم الإنجرار إلى فخ الفتنة"، واعتبر ان "هناك مخططا للنيل من مناطق لبنانية بعينها واستجرار الأحداث والمشاكل إليها خدمة للنظام السوري وأدواته".

 

ودعا رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب فؤاد السنيورة "اهالي عكار إلى حفظ الجيش من المؤامرة الهادفة إلى وضعهم في مواجهته"، واعرب عن "ثقته الكاملة بالمؤسسة العسكرية ودروها الحامي للبنان"، ودان "حادثة مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد"، مطالبا "بالكشف السريع عن ملابسات الحادث".

 

وحمّل النائب خالد الضاهر "مسؤولية مقتل الشيخ احمد عبد الواحد الى قيادة الجيش والحكومة ورئيسها لانهم لا يقومون بدورهم بحماية لبنان بل يمارسون انتقائية ويعاملون اللبنانيين كأنهم مع فريق ضد فريق آخر"، واكد انه "لن نسمح باستهدافنا بهذا الشكل".

وقد دعا عضو كتلة "المستقبل" النيابية في لبنان النائب خالد زهرمان "اهل عكار الى التهدئة وضبط النفس لان هناك من يريد زرع الفتنة بين الجيش وشعب عكار"، وطالب "الحكومة وقيادة الجيش الى تشكيل لجنة تحقيق بالحادث"، واضاف "لا نريد ان يحدث شرخ بين الجيش اللبناني وشعبه وكل شخص يتحمل مسؤولياته في الحادثة"، مشددا على "ضرورة التعامل بحكمة وحذر لان هناك مخططات تحاك لمنطقة عكار وطرابلس".


من جهة ثانية تعيش مدينةُ طرابلس في شمال لبنان حالا من الهدوء مع تسيير الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي دورياتٍ مؤللةً وتعزيزِ انتشارِه لا سيما في مناطقِ التوتر. هذا وقد عُقد في دارة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في طرابلس اجتماعٌ ضمَ عدداً من الوزراءِ والنوابِ والأمنيينَ تقررَ خلالَه ضرورةُ تشديدِ الإجراءاتِ الأمنيةِ بهدفِ ضبطِ الشارع .

 

وفي سياق منفصل اقام "الحزب السوري القومي الاجتماعي" في مدينة حلبا في قضاء عكاء احتفالا في ذكرى "مجزرة حلبا" في العام 2008 حيث تحدث بالمناسبة نائب رئيس الحزب توفيق مهنا مؤكدا ان "بوصلة صراعنا هي في اتجاه اسرائيل"، داعيا "الجميع الى ساحة الجهاد الحقيقية فلسطين"، مضيفا "نحن لا نستفز احدا ولا يستفزنا احد".

 
وقال مهنا "سقط ضحايانا بسلاح جريمة موصوفة وقد مُثل بأجسادهم وبعضهم كان يتشهد"، وسأل ان "من يقتل بإسم الدين اخاه في الوطن هل هو اكثر ايمانا ممن ينشد العدالة الاجتماعية"، وتابع "نحن طلاب عدالة لجأنا الى الدولة والقضاء والقانون ونسال القضاء لماذا هذا الصمت المطبق ونسال الاجهزة اين المتهمون يحاكمون".


هذا واشارت الدائرة الإعلامية في "الحزب السوري القومي الاجتماعي" في بيان لها الاحد الى ان "ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن تنظيم الجماعة الإسلامية لاحتفال ووضعه في مواجهة احتفال الحزب السوري القوي الاجتماعي بذكرى شهداء مجزرة حلبا لا أساس له من الصحة"، واضافت ان "الجماعة الاسلامية قد نفت هذا الأمر وكذلك ينفيه الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يؤكد على العلاقة الجيدة مع الجماعة الاسلامية".

 

بدورها أعلنت "الجماعة الاسلامية" في لبنان في بيان لها في وقت سابق الاحد انه "تعقيباً على ورد صباح اليوم في بعض وسائل الإعلام حول المسيرتين في مدينة حلبا في عكار وأن الجماعة مشاركة أو داعية لإحداهما نؤكد أنه لا علاقة للجماعة بهاتين المسيرتين لا من قريب ولا من بعيد ونستغرب الزج باسم الجماعة في هذا الموضوع"، وتمنّت على "كافة الوسائل الإعلامية التحلّي بالموضوعية والدقة في نقل الأخبار واستقاء المعلومات من مصادرها".

 

علما ان النائب خالد الضاهر سبق ان دعا لاقامة تظاهرة مقابلة للاحتفال الذي يقيمه الحزب القومي في ذكرى مجزرة حلبا.