تعهد الاوبك بخفض الانتاج يرفع اسعار البترول

عوض النفط الخسائر التي تكبدها في التعاملات المبكرة أمس في الوقت الذي بات فيه المستثمرون واثقين من التزام أوبك الصارم بتعهداتها بخفض الإنتاج رغم مؤشرات على أن زيادة الإنتاج الأميركي تكبح المكاسب.
وأظهر مسح أجرته رويترز أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خفضت إنتاجها النفطي للشهر الثاني في شباط (فبراير) لتعزز أوبك معدل التزامها المرتفع بالفعل إلى نحو 94 %.
وأسهمت تخفيضات ضخمة قامت بها السعودية وأنجولا في تعويض التزام أقل من قبل الأعضاء الآخرين الذين وافقوا على تقييد إنتاجهم.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أيار (مايو) 27 سنتا إلى 56.78 دولارا للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم نيسان (أبريل) 18 سنتا إلى 54.19 دولارا للبرميل.
وأسعار النفط مرتفعة 23 % مقارنة مع مستواها في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) حين أعلنت أوبك عن اتفاق خفض الإنتاج لكن هذا الارتفاع شجع على زيادة الإنتاج الأميركي.
وقال وزير النفط النيجيري ايمانويل ايبي كاتشيكو إن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يجب أن يخفضوا تكاليف الإنتاج للتنافس مع منتجي النفط الصخري.
كما قال كاتشيكو في مقابلة مع تلفزيون سي.إن.بي.سي افريقيا إنه واثق من أن اتفاق خفض الإنتاج الذي تم التوصل إليه في نوفمبر تشرين الثاني سيؤدي إلى تماسك أسعار النفط.
وانكمش اقتصاد نيجيريا التي تعتمد على بيع الخام في توليد ثلثي إيرادات الحكومة 1.5 في المائة في 2016 -وهو أول انكماش سنوي في 25 عاما- لأسباب على رأسها انخفاض عائدات النفط.
واتفق 11 عضوا في أوبك من بين أعضائها الثلاثة عشر إلى جانب 11 دولة من خارج أوبك على خفض الإنتاج في النصف الأول من 2017 رغم إعفاء نيجيريا وليبيا العضوين في أوبك من الخفض في ظل انتكاسات الإنتاج التي تعرضا لها العام الماضي.
ونقلت قناة سي.إن.بي.سي افريقيا عن كاتشيكو قوله في تغريدة نشرتها على حسابها بموقع "تويتر": "يجب على أعضاء أوبك أن يخفضوا تكاليف الإنتاج من أجل تنافس أفضل مع منتجي النفط الصخري".
وقال كاتشيكو، إنه سعيد بما قامت به أوبك وإنه "واثق من أن الأسعار سوف تتماسك"، لكنه أضاف أن "ما هو أكثر أهمية ما بمقدور دول أوبك أن يقوموا به لأنفسهم من حيث التكاليف والتنويع".
ودفع اتفاق خفض الإنتاج الذي أبرم في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) أسعار النفط للارتفاع عشرة دولارات للبرميل وإن كانت الأسعار تحركت في نطاق ضيق يبلغ ثلاثة دولارات خلال الأسابيع القليلة الماضية.
لكن محللين يقولون إن من المرجح أن يكبح انتعاش في إنتاج النفط الصخري الأميركي أي ارتفاع كبير في سعر النفط الخام.
الى ذلك، ارتفع الدولار لأعلى مستوى له في سبعة أسابيع أمس حيث طغت إشارات من اثنين من كبار صناع السياسات بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) عن احتمال رفع أسعار الفائدة هذا الشهر على أول خطاب للرئيس دونالد ترامب أمام الكونجرس.
وقال وليام دادلي رئيس بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي وأحد المصوتين الدائمين في لجنة السوق المفتوحة بالمركزي الأميركي والحليف المقرب من رئيسة مجلس الاحتياطي جانيت يلين إن الحاجة إلى تشديد السياسة النقدية "أصبحت أكثر إلحاحا".
وقال جون وليامز رئيس بنك سان فرانسيسكو الاحتياطي الاتحادي إن النظر في زيادة أسعار الفائدة كأحد الاحتمالات الواردة بات أمرا جديا في اجتماع مارس آذار في ظل التوظيف الكامل والتضخم المتسارع.
وأصيبت التوقعات التي سادت يوم الثلاثاء بأن ترامب سيعلن عن تفاصيل بشأن خطته لتحفيز الاقتصاد والتي دفعت الدولار لتسجيل مكاسب ضخمة في نوفمبر تشرين الثاني بخيبة أمل إلى حد كبير.
وفي خطاب يتناقض مع لهجته المتشددة خلال حملته الانتخابية قال ترامب إنه منفتح على إصلاح نظام الهجرة في الولايات المتحدة وتعهد بتخفيضات ضريبية هائلة لصالح الطبقة المتوسطة لكنه لم يذكر المزيد.
وانخفض اليوان الصيني الذي ارتفع في الشهرين الماضيين مع توقف صعود الدولار 0.2 %.
ولم يتأثر البيزو المكسيكي الذي ينظر إليه على أنه الأكثر انكشافا على سياسات الحماية التجارية التي يتبناها ترامب بالخطاب. ولم يشهد البيزو تغيرا يذكر عند مستوى 20.0666 للدولار.
وارتفع الدولار الأميركي في أحدث التعاملات 0.7 % إلى 113.60 ينا. وزاد أمام اليورو 0.3 % إلى 1.0544 دولارا مما نتج عنه ارتفاع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية نحو 0.5 %.
وتراجع الجنيه الاسترليني بعد بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع عن قطاع الصناعات التحويلية. ونزلت العملة البريطانية من 1.2386 دولارا قبل إعلان الأرقام إلى 1.2366 دولارا بعدها في حين ظلت مرتفعة بمقدار ربع % مقابل اليورو عند 85.20 بنس.