يعقوب شاهين يثير الجدل وهذا ما بحث عنه متصفّحو "غوغل"

على الرغم من مرور أكثر من يومين على تتويجه بلقب محبوب العرب في الموسم الرابع من برنامج "أراب أيدول"، لا يزال يعقوب شاهين يثير ضجّة بعد أن أحدث فوزه مفاجأة مدوية، وجاء ليردّ على المشككين بنتائج البرنامج، عبر تأكيدهم منذ بداية الموسم أن اللقب سيكون يمنياً هذا العام، وأن لقب محبوب العرب محجوز للمشترك عمار محمد، وأنّ المنافسة على اللقب أُفرغت من مضمونها وباتت مجرّد تقليد معتمد لنتائج محسومة سلفاً.

 فقد وقعت أكثر من وسيلة إعلام عربية في الفخ، من خلال التأكيد أن اللقب يوزّع مداورة على المشتركين بحسب بلدانهم، وأن حظوظ فلسطين تبدو شبه معدومة هذا الموسم بسبب فوز ابنها محمد عساف في الموسم الثاني من البرنامج، والبعض روّج لأسباب سياسية تدعم تصوراته، في حين أكّد كثيرون أن معلومات وصلتهم من أروقة المحطة تؤكد أنّ عمار هو حامل اللقب.

 

وكان مطلقو هذه الشائعة أمام خيارين، إمّا أن تطابق النتيجة المعلنة توقعاتهم فيهللوا لصحّة مصادرهم إن وجدت، على اعتبار أنّ كل ما سيق بخصوص النتيجة لم يخرج عن إطار تحليلات ادّعى مطلقوها أنها معلومات مؤكّدة، وإمّا أن تأتي النتيجة مخالفة لتوقعاتهم، فيقولون إنّ المحطّة اضطرت إلى تغيير اسم الفائز لأن اللعبة باتت مكشوفة، وهذا بالفعل ما حصل، إذ روّج كثيرون لهذه النظرية، رغم أنّ اللعبة باتت مكشوفة، ومعتمدة في كل البرامج التي تعتمد على التصويت.

 

فوز يعقوب لم يثر التساؤلات من هذه الناحية فحسب، بل أثيرت تساؤلات حول ديانة المشترك الفلسطيني، حتى أن البحث عن ديانة يعقوب لا يزال الأكثر تداولاً على غوغل منذ مساء السبت الماضي في أكثر من بلد عربي، دون أن يشير ذلك إلى أن الباحثين عن هذه المعلومة يعترضون على انتماء المشترك الديني أو يرحّبون به، بل كان مستغرباً هذا البحث، خصوصاً أن الجمهور المتابع لبرامج الهواة اعتاد على الاختلاط الديني كما اعتاد اختلاط الجنسيات في البرامج المشابهة، ولم يكن الموضوع الديني يوماً عاملاً مثيراً للفضول، أقله عبر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو إن أشار فيشير إلى أن جمهور اليوم لم يعد كما كان قبل سنوات، وأن الحروب التي ضربت المنطقة أدّت إلى تغيير العقليات بسرعة قياسية، برزت في الحروب الطاحنة التي باتت تخاص باسم البلد والطائفة على مواقع التواصل في كل مرّة يعرض فيها برنامج للهواة.

 

أيام قليلة وينطلق عرض برنامج "أرابز غوت تالنت"، ليكون منصّة جديدة لحروب صغيرة يقحم فيها البعض القبيلة والبلد والطائفة، ليذكرنا أنّ أحداً لم يسأل يوماً عن ديانة فيروز وأم كلثوم، ولا عن بلديهما، على أمل ألا يصبح ذكر الطائفة سابقاً لاسم المشترك على غرار جنسيته، لتوفّر البرامج على متابعيها عناء البحث عن معلومات عن المشترك قد تصبح فيما بعد ضرورية ليقرّروا ما إذا كان سينال شرف صوتهم أم لا.