داخل الصف الدراسي لم يكن ذلك الطفل الذي يهتم بأي شيء سوى بأن يخرج ما بداخله، يلهو ويغني ويطرب الأصدقاء، وعين معلمته تراقبه وكأنها تشعر أن ابن الخامسة يملك في جعبته الكثير.

في بيت لحم ترعرع الفلسطيني يعقوب شاهين، موهبته في الغناء لم تكن تختلف عن موهبة والده، لكن الأخير لم يجد من يدعمه وظل يحلم أن يكون الصغير له مستقبل مغاير.

غناء يعقوب وسط زملائه دفع معلمته في الصف الدراسي إلى الانتباه لتلك الموهبة، وبالفعل التحق يعقوب بمعهد "ادوارد سعيد" للموسيقى، وتعلم العزف على آلة العود، إلا أنه ترك المعهد من أجل التركيز في دراسته، وإن كانت الموهبة هي من نجحت في النهاية وسيطرت على الشاب.

مهرجانات غنائية شارك فيها الطفل أثناء دراسته، وكانت موهبته تفرض نفسها على المتابعين، وكان حلمه الذي يكبر يوما بعد يوم هو أن يعرفه الوطن العربي.

مساء السبت تحقق الحلم بعدما توج يعقوب شاهين ابن الـ 23 عاما كمحبوب للعرب بعدما حصل على لقب الموسم الرابع من برنامج "Arab Idol" عقب منافسة قوية مع مواطنه أمير دندن واليمني عمار محمد .

رحلة طويلة قضاها يعقوب قبل أن يصل إلى تلك المرحلة، ففي الموسم الثاني من البرنامج شاهد يعقوب تتويج مواطنه محمد عساف باللقب، وفي الموسم الثالث قال إنه قرر ألا يتقدم للاختبارات، ليظل الأمر متأرجحا بالنسبة له قبل انطلاق الموسم الرابع حتى قرر الذهاب لاختبارات الصوت.

رقم متأخر حصل عليه يعقوب شاهين بين المتقدمين، وكان عليه أن ينتظر طويلا قبل أن يلتقي باللجنة، وهو ما زاد من صعوبة الأمر، خاصة أن الضغوط زادت عليه بشكل أكبر حينما التقى بأربعة نجوم هم قوام لجنة التحكيم، ولكنه في النهاية تجاوز الأمر وحصل على موافقة اللجنة بأكملها وسجل الخطوة الأولى في مشواره الطويل.

يعقوب اشتهر وسط زملائه بكلمة "تسلم" التي صار يرددها كثيرا، بعدما خرجت نتيجة محادثة له مع زميله في البرنامج شادي دكور، وإلى جوار هذه الكلمة اشتهر يعقوب شاهين بالقميص الأبيض الذي يرتديه كثيرا، وأكد أنه يمتلك 30 قميصا باللون الأبيض حيث يرتاح إلى اللون نفسيا.

بعيدا عن الغناء يمتلك يعقوب شاهين هواية السباحة، كما أن نجمه المفضل هو موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وعلى صعيد شخصيته فهو متفائل ومثابر وصبور.