مَنْ سمع عن كاريكما كروسّ؟

نفرح ونعتز حين ينضم لمسيرة الكفاح الفلسطيني شخصيات او جماعات من جنسيات او أديان مختلفه وقد كان آخرها ما حدث في الشهر الماضي حين حاول اكثر من ألف من الناشطين العالميين للمشاركة في حملة «اهلاً في فلسطينS لفضح الاحتلال الاسرائيلي وحصار غزه وذلك بالتوجه الى بيت لحم لكن نسبة كبيرة منهم لم يتمكنوا من الوصول الى مطار بن غوريون بسبب تدخل الدبلوماسية الاسرائيلية لدى حكوماتهم لمنعهم من السفر، كما فعلت الحكومة الاسرائيلية نفس الشيء مع مواطنيها المناصرين للحملة فاعتقلتهم الشرطة وهم متوجهون الى المطار لاستقبال الناشطين العالميين الذين نجحوا في الوصول، وحتى هؤلاء بعد ان ذهبوا الى تل أبيب وأعلنوا هناك عن نيتهم السفر الى بيت لحم تم احتجاز عدد منهم في السجن لمدة اربعة أيام ثم جرى ترحيلهم الى الخارج!
إن تدخل «الدبلوماسية» الإسرائيلية لدى الحكومات التي تعمل فيها ليس طارئا بل هو مألوف ومعروف وفي مجالات لا تخطر على بال، لا للدفاع عن سياسة حكومتها فحسب بل لمنع أي نشاط ينتقد هذه السياسة بحجة أنه معاد للسامية!
ومن الامثلة على ذلك أن المجلس البلدي لمدينة ايرلندية صغيرة اسمها كاريكما كروسّ قرر قبل اربع سنوات شطب صفحة من سجل الزوار كان السفير الاسرائيلي زايون ايفروني قد وضع توقيعه عليها عندما زار دار البلدية وقد جاء في حيثيات القرار حسب 2.4.2008 BB News «أنه تعبير بسيط عن غضب اهالي البلدة على سياسة حكومة اسرائيل التي تتحدى المنظمات الدولية وترفض كل القرارات الصادرة عنها بشأن حقوق الفلسطينيين» وهنا تحركت الدبلوماسية الاسرائيلية محتجة لدى حكومة ايرلندا، مما اضطر وزير خارجيتها أن يعلن عن استيائه من ذلك المجلس البلدي لأن «الممثلين الدبلوماسيين يجب أن يعاملوا دائماً بالاحترام»! وقد رد عليه احد أعضاء المجلس بكبرياء المواطن الايرلندي قائلاً: لقد قمنا بما تمليه علينا مسؤوليتنا الاخلاقية واتخذنا قرارناً الحر الذي يمثل رأي كاريكما كروسّ كرسالة واضحة المعنى موجهة لبلد لا يحترم القانون الدولي ولا يضيرنا أن حكومتنا مقصرة في القيام بهذا الواجب!
وبعد.. بالله عليكم، كم مرة شاركتْ مجموعات من المناضلين (!) العرب شعوبا أخرى في مسيراتها او اعتصاماتها؟.. وكم مرة فكرنا -مجرد التفكير- أن نرسل سفينة او قاربا صغيراً لكسر الحصار المفروض على كوبا منذ خمسين عاماً؟ وبالمقابل نذكر بالخجل اولئك الذين هرولوا خفاقاً الى افغانستان تحت جناح الـ CIA أو ذهبوا الى كوسوفو تحت راية الحلف الاطلسي!