خبراء يدعون الى النهوض بجودة التعليم بما يتواءم ومتطلبات المرحلة

أكد خبراء ضرورة ان تكفل الخطط التنفيذية تطبيق «استراتيجية تنمية الموارد البشرية» على ارض الواقع للنهوض بجودة التعليم بما يتواءم ومتطلبات المرحلة ضمن ادوات عصرية تواكب مستجداته وتحقق طفرة نوعية في التعليم مستقبلا.

ودعوا في تصريحات  صحفية الى تكاتف جميع الاذرع التعليمية والعمل بروح الفريق لترسيخ نهج الاستراتيجية وتطبيقها لدى مختلف الادارات التربوية انطلاقا من بنودها القائمة على الوطنية والمنبثقة من روح الدستور.

وزير التربية والتعليم الاسبق الدكتور محمد الوحش شدد على ضرورة العمل بروح الفريق لتحقيق بنود هذه الاستراتيجية التي تتطلب وعيا تاما بجميع جوانبها نظرا لاهمية ومحورية قطاع التعليم الذي يشكل الحجر الاساس والانطلاقة الجادة لجيل قادر على الاستجابة لمتغيرات العصر.

ودعا الوحش الى اهمية اعادة الهيبة للمعلم من خلال تقديم حوافز مادية ومعنوية حيث يجب اختيار المهنة عن رغبة جادة لا ان تكون مهنة التعليم مهنة للجميع وان يخضع طالبها للكثير من الاختبارات والتدريبات لتمكنه من صقل شخصيته وقدراته ومعارفه.

وطالب الوحش بان يتم التركيز على المراحل الاساسية من مرحلة التعليم التي تتطلب كفاءة عالية عند اختيارهم لا ان تكون بطريقة عشوائية غير منتظمة وان تكون من خيرة المدرسين واصحاب ذوي الخبرة.

وفيما يخص المناهج الدراسية اكد الوحش ان المناهج يجب ان تخضع للتطوير بشكل مستمر لا ان تقف عند حد معين وان تسمح بتقبل كل ماهو جديد لكن وفق المنظومة القيمية السائدة وان تشرف عليها جهات رقابية تتحلى بالدافعية والتميز وقبول الاخر وبعيدة عن الفردية في الايدولوجية واتخاذ القرار.

واوضح ان قانون التربية والتعليم شدد على ضرورة ايلاء التعليم المبكر دورا رياديا في تاسيس المراحل العمرية دون السادسة لتتمكن من غرس المبادئ الاساسية لعملية التعليم والتي يجب ان تبدأ منذ الصغر.

الى ذلك قال وزير التربية والتعليم الاسبق الدكتور ابراهيم بدران يتطلب تنفيذ استراتيجية تنمية الموارد البشرية وضع برامج تنفيذية خاصة بالبنود الواردة في الاستراتيجية والتي تتمحور بشكل اساسي في التعليم العام والجامعي والمهني والتكنولوجي.

واضاف بدران ان كل جزء من اجزائها يجب ان يخصص له الموارد اللازمة ومنح الفترة الكافية لتنفيذها بغض النظر عن تغيير الادارات والوزارات لكونها استراتيجية ودولة يستند لها الجميع وتكون مرجعية اساسية لتطوير جودة التعليم.

ولفت بدران الى دور التعليم الاساسي الذي يتطلب بناؤه اربعة محاور اساسية تحتاج الى برامج خاصة وتتلخص في المعلم والبيئة المدرسية والمنهاج والطالب الذي نريد، الامر الذي يستدعي بداية قوية تأهل المعلمين وتمنحهم الفرصة الكافية لاكتساب الخبرات المهنية اللازمة للتعليم، التي يجب ان تنطلق من خلال مراكز معتمدة لكل مديرية من مديريات التربية والتعليم خاصة لتاهيل المعلمين ولتكن البداية من خلال المعلمين المستجدين في المهنة.

واكد بدران ان تطوير الكادر التعليمي يجب ان يستنبط من خلال المعلمين ذوي الخبرة والانجازات في المجال التربوي ليكونوا مشرفين ومدربين، بالاضافة الى الاستعانة بالخبراء من مختلف المؤسسات التعليمية والاستفادة من خبرات الدول المختلفة في تاهيل وتدريب المعلمين.

وفيما يخص الطالب شدد بدران على ضرورة ايلائه اهمية قصوى ليكون بصفات شخصية متماسكة ووطنية قادرة على التفكير النقدي والتميز والتركيب وحل المشكلات والتعاون والتفاعل مع الاخرين والقدرة على التعلم الذاتي.

مبينا ان هذه الصفات يجب ان تصاغ ضمن مناهج ونشاطات وعمليات التربية في المدرسة ومخصصة لهذه الغاية.

واشار الى اهمية تفعيل البيئة الصفية بكل مايلزم من ادوات للتاهيل بالادوات المدرسية وخلق اجواء ايجابية وخاصة في مدارس القرى والارياف والمناطق النائية لتصبح بيئة محفزة للطلبة والمعلمين على حد سواء.

وتطرق بدران الى محورية التعليم المهني والتكنولوجي الذي يتطلب دراسات مستمرة لحاجة سوق العمل وتحويل نتائج تلك الدراسات الى لجان المناهج كي ترتقي المناهج المهنية لتصبح ذات مدخلات تكنولوجية عالية يقبل عليها الطالب برغبة.

والتفت بدران ان عملية التطوير ليست بـ»السحرية» -حسب وصفه- بل هي بحاجة الى الوقت الكافي لتطبق على ان يخصص لها الميزانية المالية الكافية، مؤكدا ان جميع بنود الاستراتيجية تشكل مدخلا لبرامج طويلة الامد والتي نرصد ملامح نتائجها بعد سنوات من العمل والاجتهاد، مشددا ان ماينطبق على التعليم الاساسي ينطبق على التعليم العالي والذي هو ايضا بحاجة الى تطوير ومراجعة لشخصية الطالب والاستاذ الجامعي وتأهيله تربويا واكاديميا.

واكدت المتخصصة في اصول التربية الدكتورة صفاء شويحات من الجامعة الالمانية ان عملية التطوير عملية تراكمية بحاجة الى ربط مدخلات التعليم بمخرجاته الامر الذي يعتمد بالدرجة الاولى على الية تطوير المناهج والتركيز على الجهات المشرفة عليها.

وقالت شويحات يعتمد التطوير على كيفية اختيار خبراء في اصول التربية وعلم النفس التربوي الذين يحددون الية تطوير المناهج بوسائل وسبل تطوير المناهج ضمن مواصفات دولية مدروسة وتتبنى رسالة صريحة نحو وضع منهاج يركز على الانشطة بطريقة عصرية تتواءم واحتياجات الحياة اليومية.

وحددت شويحات ابرز معالم الية التطوير والتي تتأتى من خلال معلم يتصف بالمهارات الكافية لمختلف انواع المعرفة والمامه بكل مستجدات عملية التعليم ليتمكن من استقطاب الطلبة وزرع الثقة والعلم.

وطالبت شويحات بضرورة اعادة العمل بتخصص معلم المجال الذي تم ايقافه منذ زمن نظرا لما يقدمه هذا التخصص من معلومات في كيفية ادارة الشعبة الصفية وتكوين شخصية المعلم ويرتقي بالتقنيات التي تؤهله للقيام بهذه المهمة، بالاضافة الى ادماجه ضمن دورات تدريبية تحفزه على استخدام تقنيات التكلنولوجيا وتوظيفها في عملية التعليم.

وقدمت شويحات سبلا لتوفير التعليم المبكر من خلال انشاء مدارس لرياض الاطفال خصوصا وان في الاردن مايقارب المليون طفل مادون السادسة حسب - محاضرة القيت في الجمعية الاردنية للبحث العلمي-، ونظرا لاهمية هذه المرحلة العمرية وبحسب دور علم النفس التربوي فان شخصية الطفل تتكون بهذه المرحلة العمرية وتوفر الكثير من الوقت لمعرفة ميول الطالب واتجاهاته.

وطالبت بان تقدم تسهيلات للراغبين بفتح مدارس تعنى برياض الاطفال من خلال القروض الميسرة او المشاريع الصغيرة اسهاما منهم بتوفير بيئة تعليمية سليمة منذ الصغر.