الغارديان مهتمة بتحقيق "المعوقين"

جراءة نيوز - عمان : تطرقت صحيفة "الغارديان" البريطانية لقضية التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرض له أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في عمان، بعد بث قناة الـ "بي بي سي" بالعربية برنامجا يثبت تعرضهم للإساءة.

ومضت الصحيفة في عددها الصادر الاربعاء تناقش صدى التحقيق السري الذي أجري في عدد من تلك الدور حيث أصدر الملك عبد الله الثاني أوامره "بالتحقيق الفوري بمزاعم تتعلق بسوء معاملة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في دور الرعاية".

وأضافت أن البرنامج الذب بثّ على مرأى العالم، كشف وجود اعتداءات وإساءة معاملة تجاه أطفال مصابين بإعاقات عقلية وجسدية لم يتجاوز بعضهم سن 7- 8 سنوات، وتضمنت تلك الاعتداءات "ضربا وإهانات وشتائم"، فضلا عن "اعتداءات جنسية".

وحسبما ذكرت "الغارديان" إن كثيرا من الآباء والأمهات من مختلف مناطق الشرق الأوسط يقومون بإرسال أبنائهم للأردن لتلقي العلاج اللازم، لكن برنامج الـ "لبي بي سي" وجد أن 8 من أصل 54 منزلا لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة تواجه إجراءات عقابية بسبب سوء معاملة الأطفال"، فهل سيغير ذلك شيئا؟

وتقدمت مراسلة التحقيق السري حنان خندقجي نفسها كموظفة متطوعة في دور رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وحسبما ذكرت خندقجي للغارديان "إن الظروف التي رأيتها هناك مروعة للغاية لأن الأطفال لا يستطيعون أن يخبروا عما يفعل بهم وما الذي يحدث حولهم، فهم يعاملون كما لو لم يكونوا بشرا".

وأضافت الغارديان لقد تجاوب الملك عبد الله الثاني مع ذلك التحقيق من خلال إصدار أوامره بإجراء تحقيق فوري حول الموضوع وتكون نتائجه متوفرة في غضون أسبوعين. وفي رسالته التي وجهها لرئيس الوزراء قال الملك "يجب معاقبة أولئك الذين أدينوا على هذه الأعمال المشينة." وأضاف "لقد أصدرت توجيهاتي للحكومة لبدء التفتيش وتكثيف المتابعة لجميع المراكز العامة والخاصة التي تخدم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن تفتيش المراكز الأخرى التي تقدم خدمات اجتماعية."

من جهته يرى نصار شرامين، وفق الغارديان، بأنه يجب اتخاذ الإجراءات القانونية "ضد مركز الهلال في العاصمة عمان وذلك لادعائه بأن ابنه تعرض للاعتداء هناك". ويقول خلال التحقيق الذي بثه القسم العربي في الـ"بي بي سي" بأنه طلب منه عدم زيارة ابنه أحمد ( 15 عاما) والذي يعاني من إعاقة عقلية وجسدية متوسطة، لمدة شهر كامل حتى يعتاد على الوضع في المركز.

لكن شرامين قام بزيارة مفاجئة بناء على طلب ابنه ليصدم من حالة أحمد "لقد كسروا ذراعه وإصبعه وكان أنفه وذقنه وأذنه مغطى بالدم. إلا أن المركز يقول بأن أحمد وصلهم وهو يعاني مشاكل سلوكية وقالوا بأنه رمى نفسه عمدا من على خزانة الملابس".

أما خالد يوسف أبو دقة فقام بإحضار ابنه يوسف (12 عاما) من الإمارات إلى مركز المدينة العربية في عمان والذي عثر عليه بعد عملية بحث عبر شبكة الإنترنت. لكن أبو دقة يدعي بحسب ما ذكرت "الغارديان"، بأنه اكتشف في وقت لاحق وجود ابنه في المستشفى لأكثر من أسبوعين بسبب حروق خطيرة شملت نصف جسده، لكن المركز ينفي حدوث أي إساءة من قبل العاملين به.

كما كشف التحقيق أيضا مزاعم حول وجود اعتداءات جنسية في أحد دور رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.