الغزل بين الإسلاميين والصحافة ... إلى أين ؟

جراءة نيوز - عمان : وضعت قيادة حزب جبهة العمل الإسلامي تساؤلات راهنة ملحة متعلقة باشتباك ومراوحة المشهد الإصلاحي السياسي في البلاد على طاولة حوارية سعت من خلالها للتأكيد على تمسكها بمطالبها في الإصلاح، جنبا إلى جنب مع مكاشفة صريحة لتوقعات ما سيجري على الساحة الداخلية سياسيا.
وجاءت جلسة العصف الذهني المشتركة لقيادات المكتب التنفيذي في لقاء موسع هو الثاني من نوعه دعت إليه كتابا صحفيين وإعلاميين مساء الثلاثاء في مقر الحزب في تلاع العلي، كتقييم متبادل لحالة المراوحة السياسية الرسمية من جهة، ومدى تأثير أدوات الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ميدانيا.
وشكلت طروحات الإعلاميين الحاضرين في اللقاء، مثار اهتمام من قيادة الحزب، خاصة تلك الانتقادات الصحفية العاتبة، التي تجسدت في نقاط رئيسية، من أبرزها ضرورة إطلاق مبادرة وطنية للإصلاح ليست حزبية لكن بدعم من الحركة الإسلامية، وتسجيل ملاحظات بأن الملف السوري ألقى بظلاله على وتيرة الحراك سلبا.
وبوضوح أيضا، اعتبر مشاركون في اللقاء، أن الحركة الإسلامية أغفلت توطيد التحامها مع العشائر كثقل سياسي واجتماعي للدفع بعملية الإصلاح، فيما احتلت العلاقة الجدلية التي جمعت الإسلاميين ورئيس الحكومة السابقة عون الخصاونة حيزا من المناقشات. 
ووقفت بعض الطروحات أيضا على أسباب حملة تقودها بعض القوى السياسية في البلاد للتجييش ضد الاسلاميين، فيما رأى صحفيون أن خطاب الحركة الإسلامية لم يستطع إلى حد ما أن يقنع الرأي العام بأن وصولهم المحتمل إلى السلطة سيحمل معه خطابا دينيا لا سياسيا.
في الأثناء، لم تخف قيادات المكتب التنفيذي تخوفاتها من فرملة عملية الإصلاح السياسي، ونشوب حالة من الفوضى الاجتماعية والسياسية، بيد أنها تمسكت بمطالبها الرئيسية المتمثلة باستكمال الإصلاحات الدستورية ومحاربة الفساد ومعالجة الأزمة الاقتصادية.
وأكدت قيادات الجبهة بالمجمل على تمسك الحركة الإسلامية بمنهجها السلمي في المطالبة بالإصلاح، فيما شددت على أن قرار مشاركتها في الانتخابات سواء البلدية منها أو النيابية لم يحسم وسيكون من خلال مؤسسات الجماعة، رغم أن المؤشرات الأولية لا تحفز على المشاركة.
وذهب الأمين العام لحزب العمل الإسلامي حمزة منصور بالتأكيد على ضرورة توحيد الحراك في الشارع، مشيرا إلى أن العمل جار لتفعيل الحراك مجددا وتطويره.
وعزا منصور ضعف الحراك مؤخرا، إلى قوى الشد العكسي التي عملت على إثارة بعض النعرات المتعلقة بجدل الهوية والأصول والمنابت.
أما فيما يتعلق بعلاقة الإسلاميين مع الخصاونة، والغزل المتبادل في عهده، شدد منصور على أن الحزب دعم التوجه الإصلاحي لحكومة الخصاونة، إلا أنه أيضا ساءله عن ولايته العامة عقب أحداث المفرق والدوار الرابع، فيما رأى أن حكومة الخصاونة حوربت نتيجة توجهها الإصلاحي.
وحضر اللقاء من قيادات الحزب إلى جانب منصور، كل من المهندس مراد العضايلة، وموسى الوحش، والدكتور عبدالله فرج الله، وصالح الغزاوي ومحمد البزور.