ماذا يفعل السفير الأمريكي في مخيمات "اللاجئين السوريين" !

جراءة نيوز - عمان - موفق كمال : كشفت مصادر عن قيام السفير الأميركي في عمان ستيوارت جونز ظهر أمس، بزيارة لسكن اللاجئين السوريين قرب مدينة الرمثا "سايبر ستي"، والتقى عددا منهم، ومن بينهم حملة وثائق فلسطينية.
وبينت مصادر من داخل السكن أن السفير الأميركي اطمأن على حالة اللاجئين بعد جولة قام بها داخل السكن.
وجاءت زيارة السفير الأميركي، بعد مرور أقل من 24 ساعة على تردد أنباء صحفية حول "إبعاد 48 لاجئا سوريا" من سكن "العزاب" في المدينة الرياضية بالرمثا الى بلادهم، بعد إضراب نفذه لاجئون، بسبب ما وصفوه بـ"سوء" أوضاعهم.
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية في عمان كال سفورد، إن السفير جونز زار محافظة المفرق، ومتصرفية لواء الرمثا أمس، معلنا عن تقديم منحة قدرها 60 الف دولار لدعم مشاريع ذات أثر سريع على ظروف اللاجئين في المحافظتين.
وأوضح سفورد أن هذا المبلغ يعتبر جزءا متبقيا من المبلغ الذي أعلن عن تقديمه الأسبوع الماضي، والبالغ 7 ملايين دولار، كمساعدات جديدة مخصصة لتداعيات الأزمة السورية، من قبل مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشر.
وتبلغ المساعدات الأميركية التي أعلن عن تقديمها للاجئين السوريين المتضررين من الأزمة، 40 مليون دولار. وفيما ترددت أنباء عن أن سبب إعادة اللاجئين المذكورين إلى بلادهم هو الإضراب الذي نفذوه، أكد محافظ إربد غالب الشمايلة، أن "هؤلاء تمت إعادتهم بناء على طلبهم، ولم يتم إبعادهم".
وقال الشمايلة إن "هؤلاء تقدموا بطلبات لمتصرفية الرمثا، تسمى طلبات (عودة طوعية)، أي ان العودة الى بلادهم تمت بمحض إرادتهم، من خلال طلبات خطية موجودة في متصرفية الرمثا، وموقعة من قبل طالب العودة الطوعية، وبتوقيع اثنين من الشهود".
وبين أن طلب العودة الطوعية يتم بشكل طبيعي، وهو موجود منذ بداية الأزمة السورية، وهناك العديد من السوريين، سواء الذين دخلوا عبر المنفذ الحدودي أو بطريقة غير مشروعة، طلبوا خيار العودة الطوعية، لافتا الى أنه يتم الاستفسار من طالب العودة عن سبب الطلب لمعرفة ما إذا كان تعرض لإكراه أو سوء معاملة دفعته لطلب العودة الطوعية.
وأشار المحافظ الى أن المتصرفية تحاول تقديم أي مساعدة للاجئين ضمن إطار القانون، وخلال ذلك تتم إعادتهم "بنفس الطريقة التي عبروا بها إلى البلاد، وعلى مسؤولياتهم".
يشار إلى أنه يوجد داخل سكن "سايبر ستي"، نحو ألف لاجئ، من بينهم 130 فلسطينيا من حملة الوثائق السورية، يتوزعون على 25 عائلة.
بدوره، تحول سكن البشابشة الى سكن مؤقت لأفواج اللاجئين القادمين من سورية، حيث يتم لاحقا توزيعهم إما على سكن "سايبر ستي" أو سكن (العزاب).
وكانت الجهات المختصة المسؤولة عن السكن ألغت قبل يومين كفالة عائلة فلسطينية من حملة الوثائق السورية، وأعادتها الى السكن، في الوقت الذي وافقت فيه على إخلاء سبيل الأردني زياد الداود بالكفالة، والذي نشرت "الغد" قضيته قبل نحو أسبوعين بعنوان: "أردني لاجئ في وطنه".
إلى ذلك، يقيم في سكن "سايبر ستي" الفنان السوري رامي العاشق، وهو أحد اللاجئين الفلسطينيين من حملة الوثائق السورية، الذي أصبح ملاحقا من قوات النظام السوري بسبب الأغنية التي كتبها للمطربة أصالة نصري: "لو هالكرسي بيحكي"، وكذلك لمشاركته في حراك الثورة السورية، على حد قوله.
وأكد العاشق، أمس، أن قوات النظام السوري قتلت منذ بداية الثورة 130 فلسطينيا من حملة الوثائق، الذين "امتزجت دماؤهم بدماء إخوتهم السوريين"، على حد تعبيره.
وقال إن "لاجئين فلسطينيين من حملة الوثائق السورية، هربوا من بطش النظام كحال اللاجئين السوريين بحثا عن ملاذ آمن، غير أنهم فوجئوا بأنهم أصبحوا مسلوبي الحرية داخل سكن اللاجئين".
وتخضع كل من سكنات "البشابشة، و"العزاب" و"سايبر ستي" لحراسات أمنية مشددة، لكنها تشهد بين الفينة والأخرى حالات فرار، بسبب سوء ظروف المعيشة، وشعور اللاجئين أنهم فاقدون لحريتهم.
وأشار مصدر من داخل السكن، إلى وقوع عدة حالات فرار، كان آخرها قبل نحو أسبوع، عندما هرب شاب سعودي الجنسية، يدعى "سعود" ووالدته الفلسطينية من حملة الوثائق السورية، حيث سبق لـ "الغد" أن أشارت إلى قضيته، ومحاولاته الانتحار، بسبب وجوده داخل السكن، وعدم تكفيله، مع أمه وشقيقه الصغير.
ويتواجد حاليا في الاردن زهاء 110 آلاف مواطن سوري، حضروا الى الاردن، هربا من آلة العنف والمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري، من قبل قوات النظام.