فلسطينيو 48 يصعدون ردا على جرائم تدمير منازلهم

ردا على جرائم تدمير البيوت العربية، التي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية بأوامر مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفي محاولة إلى وضع قضيتهم على وسائل الإعلام الصهيونية، رد الفلسطينيون على سياسة هدم بيوتهم ، بتسيير قافلات السيارات من الجليل والمثلث والنقب باتجاه الكنيست.
ونجحت لجنة المتابعة العليا لقضايا فلسطينيي 48 ،التي اطلقت عددا من قوافل السيارات، بشوارع إسرائيل، في خلق اختناقات مرورية شديدة جدا على مدى ساعات، في أكبر الشوارع المركزية ، والمؤدية إلى القدس المحتلة منذ العام 1948..
وحسب التقديرات، شارك في القوافل أكثر من 300 سيارة، انطلقت من مدينة قلنسوة، التي شهدت جريمة تدمير 11 بيتا قبل أسبوعين، وصحراء النقب، التي تشهد يوميا جرائم تدمير بيوت، آخرها في قرية أم الحيران قبل أسبوع، والتي ارتقى فيها الشهيد يعقوب أبو القيعان.
وسارت السيارات ببطء شديد بداية في الشارع الأكبر المسمى "شارع عابر إسرائيل"، وخلق اختناقات مرورية، ثم بدأت الاختناقات في الشارع المركزي المؤدي إلى القدس الغربية، بعد أن تم الالتقاء مع السيارات الوافدة من النقب جنوبا. وسيطر الحدث الذي استمر على مدى خمس ساعات، على جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية بمختلف اشكالها، والتي يطغى عليها الطابع العنصري بتجاهل قضايا فلسطينيي 48 الناجمة عن سياسة التمييز العنصري الرسمية.
واختتمت القافلة، عند مقر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) إذ تظاهر هناك المئات ضد جرائم الحكومة الإسرائيلية. وحاولت الشرطة الإسرائيلية تعطيل قافلة السيارات مرارا، وعملت على استفزاز المشاركين، وحررت مخالفات، واعتقلت أحد المحامين العرب، الذي اقترب من الشرطة بحكم مهنته، حينما كانت الشرطة تحتجز بعض السائقين. ولم تنجح هذه الممارسات في تعطيل القافلة، التي واصلت طريقها حتى هدفها.
من جهته قال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، إن قافلة السيارات نجحت في فرض قضيتنا على وسائل الإعلام الإسرائيلية وبالتالي على الرأي العام، ونحن سنواصل معركتنا بتصعيد، من أجل الارض والمأوى، معلنا عن مظاهرة ضخمة قريبة ستكون في وسط تل أبيب. واضاف، إننا لا نملك طائرات ولا آليات، بل نملك ما هو أقوى، نملك إرادة هذا الشعب البطل، الذي يصر على أن يبني حياته وبيته ومستقبله على أرض وطنه، ولن يكون من يستطيع أن يكسر هذه الإرادة.
وقال عضو الكنيست جمال زحالقة من القائمة المشتركة، 'نحن في حالة تصعيد للنضال ردا على التصعيد الحكومي بهدم بيوتنا. نقول بوضوح، لن نرفع الراية البيضاء، مستمرون بالنضال حتى تتوقف اوامر الهدم، حتى نحصل على حقنا في المسكن وحتى تكون لبلداتنا خرائط هيكلية ملائمة. فهذه الدولة تبني لليهود، تهدم للعرب وتدعي الديمقراطية".
وقال النائب د. يوسف جبارين من القائمة المشتركة، إن "مسيرة السيارات بحد ذاتها رسالة للمجتمع الإسرائيلي أن حياتهم لا يمكن أن تكون عادية طالما نحن نعاني وتُهدم بيوتنا وتُزهق ارواحنا".
وقال النائب أسامة سعدي من القائمة المشتركة، إنهم يتفنون في الظلم فنبدع نحن في النضال، هذه هي المعادلة من اليوم فصاعدا، إن من يظن أن هدم البيت وسلب الأرض سيمر مرور الكرام فهو واهم. إن قافلة السيارات تهدف لرفع صوت جماهيرنا عاليا تنديدا بسياسات الحكومة وقراراتها الغاشمة بحق المواطنين العرب والتحريض وعلى راسها هدم البيوت والمطالبة بتسليم جثمان الشهيد فورا".