أنقرة تتعهد بسحب جنودها من بعشيقة بعد مصالحة عراقية تركية
عقد رئيسا وزراء العراق وتركيا محادثات أمس السبت في بغداد، واشارا إلى تحقيق تقدم في حل ملف وجود قوات تركية في معسكر بعشيقة في شمال العراق.
وقال حيدر العبادي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي بن علي يلديريم ان هذه القضية "ستحل قريبا".
وقال العبادي إن يلديريم والوفد المرافق له "أكدوا ان هذا الموضوع سيحل بشكل صحيح خلال فترة قريبة، وأنا اشكرهم على هذا".
ودعت بغداد أنقرة مرارا إلى سحب قواتها المتواجدة في معسكر بعشيقة الواقع شمال شرق الموصل، المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية منذ أكثر من عامين، والتي تدور معارك ضارية حاليا في شوارعها لاخراج التنظيم الجهادي منها.
وتفيد وسائل الإعلام التركية ان نحو الفي جندي تركي ينتشرون في العراق بينهم 500 في بعشيقة حيث يدربون متطوعين عراقيين سنة للمشاركة في معركة استعادة الموصل.
وتتهم بغداد جارتها بخرق سيادتها، إلا أن تركيا تشدد بالمقابل على ضرورة وقف أي نشاط لحزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من شمال العراق قاعدة له.
وقال يلديريم أمس ان العبادي اعطاه ضمانات بهذا الصدد.
وقال يلديريم في المؤتمر "هذا موضوع مهم بالنسبة الينا، نحن مسرورن بهذا الامر".
ويسيطر حزب العمال الكردستاني الذي ينشط في جنوب شرق تركيا، مع حلفائه المحليين في العراق على مناطق مهمة في سنجار، التي تقع بين مدينة الموصل والحدود السورية.
وتتهم انقرة حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء عدد من الهجمات الدامية التي وقعت في تركيا، والمحت بانها لن تتردد بعبور الحدود العراقية لملاحقة الانفصاليين الاكراد.
واوضح العبادي انه اتفق مع حكومة اقليم كردستان العراق على أن تخضع سنجار لسيطرة حكومة الاقليم بالتعاون مع الجيش العراقي.
وقال العبادي بهذا الصدد "من الناحية الواقعية لم تصل القوات العراقية الى سنجار، وهناك اتفاق بين البشمركة والجيش العراقي لفرض السيطرة على سنجار" مشددا "يجب ان تكون تحت سيطرة القوات العراقية بالكامل، ولا يسمح لاي قوة خارج الاطار الرسمي ان تسيطر على هذه المنطقة، وهذا اتفاق نهائي".
وقال يلديريم ان حكومته ملتزمة باحترام ودعم سيادة العراق. وقال بعد لقائه بالعبادي "سيادة العراق شيء مهم جدا بالنسبة لنا".
وتخوض القوات العراقية حاليا معارك شرسة ضد تنظيم الدولة الاسلامية لاستعادة مدينة الموصل (شمال) في عملية انطلقت في 17 تشرين الاول(اكتوبر) استعادت خلالها مساحات كبيرة حول المدينة التي تمكنت من الدخول الى عدد من احيائها الواقعة على الجهة الشرقية لنهر دجلة.
وشدد يلديريم على ان تركيا ستسحب قواتها من بعشيقة بعد انتهاء معركة الموصل.
وكان العبادي أشار إلى أن القضاء على الجهاديين في الموصل قد يستغرق ثلاثة اشهر، فيما رأى مراقبون ان هذه الفترة قد لا تكون كافية.
ولا تخفي تركيا مخاوفها من مشاركة قوات الحشد الشعبي التي تضم مقاتلين شيعة في معركة استعادة الموصل الى جانب القوات العراقية.
قال مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، إن تركيا تعهدت بسحب قواتها من الأراضي العراقية تزامنا مع تحرير مدينة الموصل.
وقال سعد الحديثي، الناطق باسم مكتب العبادي، في تصريح تلفزيوني، إن زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إلى العراق اليوم "تصب في هذا المحور".
وبين أن احترام السيادة العراقية والتنسيق بين البلدين من الجانب الاستخباري وضبط الحدود سيكون من المواضيع المطروحة للمناقشة، مشيرًا إلى أن العبادي سيؤكد مبادئ احترام الجانب التركي للسيادة العراقية ونجاح الزيارة.
وختم أن لدى العراق رغبة بإزالة المشكلة العالقة بين البلدين، وأن هذا الأمر يتعلق بالجانب التركي باعتباره "الطرف المبادر".
وجاءت تصريحات الحديثي بالتزامن مع وصول يلدريم إلى بغداد، السبت، في أول زيارة لمسؤول تركي رفيع منذ النزاع الدبلوماسي بشأن وجود القوات التركية في شمال العراق.
وقال حساب السفير التركي لدى بغداد، فاروق كايماكتشي، على موقع تويتر "نأمل أن تفتح هذه الزيارة فصلا جديدا في العلاقات التركية العراقية"، وفق ما نقلت "أسوشيتد برس".
وأثار وجود نحو 500 جندي تركي في منطقة بعشيقة شمال شرق الموصل، توترات مع بغداد منذ أواخر العام الماضي.
ويقول العراق إن هؤلاء الجنود ينتهكون بشكل صارخ السيادة العراقية ويطالب بانسحابهم.
غير أن تركيا تقول إن جنودها "مدعوين" من قبل القوات العراقية وتجاهلت سابقا طلبات الانسحاب.
وفي محافظة نينوى، اقتربت القوات الخاصة العراقية امس السبت من نهر دجلة الذي يمر وسط الموصل لتحرز تقدما بالتزامن مع قوات أخرى مما أجبر تنظيم داعش على التقهقر في آخر معقل كبير للتنظيم في البلاد.
وتقدمت القوات العراقية اليوم السبت لتصبح على بعد بضع مئات من الأمتار من نهر دجلة. كما شهدت الأيام الماضية تطورات منها هجوم ليلي غير مسبوق نفذته القوات الخاصة حيث تمكنت من طرد المتشددين من عدة مناطق شرقي النهر في الموصل.
وقد بدأت العملية المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة المدينة قبل ثلاثة شهور تقريبا. وتسارعت وتيرة تقدم الجيش بعد أن تعثرت لأسابيع بسبب مقاومة مقاتلي الدولة الإسلامية ووجود عدد كبير من المدنيين.
وقال متحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي إن القوات باتت في أقرب نقطة بلغتها على الإطلاق من نهر دجلة في الموصل وتقترب من جسر استراتيجي مدعومة بتكتيكات جديدة وتنسيق أفضل.
وقال المتحدث صباح النعمان للصحفيين في شرق الموصل "باتت قوات جهاز مكافحة الإرهاب قيادة العمليات الخاصة أو الرتل الجنوبي على بعد 500 متر تقريبا من الجسر الرابع وهو أول جسر على نهر دجلة."
وأضاف أن جهاز مكافحة الإرهاب سيطر على حي الغفران (حي البعث سابقا) ودخل حي الوحدة المجاور.
وقال بيان منفصل للجيش إن الشرطة العراقية استعادت السيطرة على مجمع طبي في حي الوحدة بجنوب شرق الموصل في تحول مهم بعد اضطرار وحدات الجيش للانسحاب من الموقع في الشهر الماضي.
وقال النعمان إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية "تسير بالموازنة في كل المحورين" في جنوب شرق الموصل.
وقال "نحن نسير جنيا إلى جنب بتوقيت زمني والمسافة في نفس المستوى. وهذا حقيقة عامل مهم لم يستطع التنظيم من خلاله أن يقوم بعمليات مناورة لنقل مقاتليه وإسناد محور على حساب محور آخر."
وأضاف "استنزفنا التنظيم الإرهابي في هذا النوع من التقدم."
وقال المتحدث إن العملية التي جرت مساء الجمعة بعد تخطيط على مدى أسبوع كانت ناجحة جدا.
وأشار إلى أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب استخدمت معدات الرؤية الليلية لعبور نهر الخوصر -وهو أحد روافد دجلة ويمر عبر شرق الموصل- وذلك على جسور متنقلة بعدما دمر تنظيم الدولة الإسلامية الجسور الدائمة.
وساهمت الضربات الجوية التي نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة في تسريع وتيرة دخول القوات لحي المثنى.
وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية جزء من قوة عراقية قوامها 100 ألف فرد تضم قوات من الجيش ومقاتلين أكرادا ومقاتلين شيعة وتدعمها قوة جوية بقيادة الولايات المتحدة.
وتلقى مسلمون من السنة ووحدات البشمركة الكردية تدريبات على أيدي قوات تركية متمركزة في معسكر بعشيقة شمال شرقي الموصل.
وأغضب الوجود العسكري التركي في شمال العراق -قبل بدء الحملة على الموصل- الحكومة العراقية وتبادلت بغداد وأنقرة انتقادات لاذعة لهذا السبب خلال شهر أكتوبر تشرين الأول قبل بدء الحملة بوقت