غور الصافي : حياة مليئة بالفقر والضنك وغياب الاهتمام الرسمي

 

جراءة نيوز - عمان - محمد العشيبات : وسط حجارة جمعتها سيول الأمطار في منطقة غور الصافي بلواء الأغوار الجنوبية، تضطر عشرات الأسر الفقيرة إلى بناء منازل من غرفة واحدة بجانبها خيمة من القش والصفيح، بعد رفض سلطة وادي الأردن تخصيص وحدات سكنية لهم.


عاطف الخليفات يقطن وأسرته التي تتكون من 10 أفراد في غرفتين تم بناؤهما على مجاري السيول، بعد أن أنفق كامل "تحويشته" عبر سنوات جمعها من العمل في المزارع لتأمين مسكن ملائم لأسرته تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، في منطقة تتقاضى فيها نحو 1550 أسرة معونة من صندوق المعونة الوطنية، وتصل فيها نسبة الفقر إلى 37 % وفق دراسات حكومية.

ويقول الخليفات إنه تقدم منذ ستة أعوام بطلب لسلطة وادي الأردن للحصول على وحدة سكنية بدون جدوى، مقرا باضطراره الاعتداء على وحدة سكنية تقع على الجبل الشمالي في منطقة غور الصافي رغم خطورتها لمعاناته من عدم إيجاد منزل يقطنه وأسرته.

ويضيف الخليفات أن أغلب الأسر التي تقطن في الوحدات المعتدى عليها يخلون المنطقة أثناء هطول الأمطار، خوفا من الانهيارات الترابية والسيول الجارفة، مبينا أن أطفاله يعانون من خطورة تعرضهم للدغ العقارب والأفاعي التي تتواجد في تلك السيول والأودية.

ويؤكد مواطنون أن ازدياد ظاهرة الاعتداء العشوائي على أراض تقع بين الأودية ومجاري السيول ينذر بكارثة تهدد حياتهم، كون المنطقة تواجه سيولا جارفة خلال هطول الأمطار على المنطقة، محملين سلطة وادي الأردن مسؤولية الاعتداء على مجاري السيول والأودية لعدم تنظيمها أي وحدات سكنية جديدة للأسر في المنطقة منذ أعوام طويلة.

ويقدر عدد الوحدات السكنية التي تم الاعتداء عليها في منطقة غور الصافي بـ100 وحدة تفتقر إلى خدمات الكهرباء والمياه والشوارع، كونها خارج التنظيم. وتطالب أم أحمد بلدية الأغوار الجنوبية بتوفير الخدمات من شوارع وكهرباء ومياه للمناطق التي تعرضت للاعتداء، كونها أصبحت أمرا مفروضا على البلدية، مشيرة إلى أنها باعت كافة ما تملكه لبناء غرفة تقيها حرارة الشمس وبرد الشتاء، بعد أن كانت تسكن في عريشة من القش في إحدى المزارع في المنطقة. 

رئيس لجنة بلدية الأغوار الجنوبية المهندس ماهر العكشة، يشير إلى أن البلدية تواجه تحديا حقيقيا في إمكانية تنظيم وإيصال الخدمات والبنية التحتية للمناطق التي تم الاعتداء عليها من قبل المواطنين على مجاري السيول والأودية التي تشكل خطرا على أرواح قاطنيها.

بدوره، قال مصدر في سلطة وادي الأردن، فضل عدم ذكر اسمه، إن الرقابة على الاعتداءات على الوحدات السكنية من صلاحية بلدية الأغوار الجنوبية التي تساهلت مع حجم الاعتداءات العشوائية على الأراضي الواقعة بين الأودية ومجاري السيول.