ايها الملك، لا تحزن ولا تتألم

سيدنا أيها الملك، لا تحزن لأننا لن نكون كتلك الدول التي ضعُفت قوانينها ودساتيرها فجاءتها الويلات من حيث لا تدري ولا تحتسب، دولٌ فوتت أنظمتها وقوانينها في حين لم نفوت نحن سوى بعض التفاصيل التي نعود لها اليوم في مؤتمرنا مؤتمر الممر الآمن الذي ينطلق من كل رؤاك وتوجهاتك لنرمم ما تريد لنا أنت أن نرممه.

لا تحزن لأن فينا عدالة نسبية صُنِعت على مدار سنواتنا وعقودنا الهاشمية في أرض الأردنيين أرضك وأرض أجدادك ، و سنطوق كل مسببات الألم والحزن ولن نسمح بعد اليوم لعدالتنا أن يمسها الضر وأنت حامي حماها، فلئن كانت مشاكل الدول الأخرى في قوانينها فإن مشكلتنا كانت في عدالتنا النسبية التي لن نتساهل فيها بعد اليوم لأي سبب كان.
.

سيدنا أيها الملك، لا تتألم على كل ضحايا الخارجين على القانون من مطلقي الأعيرة النارية و المتهورين على الطرقات لمجرد أن متهوراً لم يعرف أن لهذا الوطن ضوابطه ومرتكزاته التي لن يُسمح لأحد أن يتجاوزها حتى لو لم يعرف أن القانون هو الوريث الشرعي الوحيد للدولة الأردنية المدنية التي تريدها، وما عزاؤنا من كل ضحايانا الأبرياء إلا أنهم أيقضوا فينا حاجتنا الملحة لمراجعة بعض أوراقنا وأنتجنا من خلال تضحياتهم ورقتنا النقاشية الملكية السادسة بهدف انصافهم واحقاق الحق لهم ولنا جميعاً.

ولا تغضب سيدنا لأننا جميعاً في حزب الرسالة وجمعية وطن لحقوق الانسان قد أخذنا على عاتقنا ومن خلال أعمال مؤتمرنا الذي ذكرناه آنفاً _ مدعومين من كل هذا العدد الهائل من الداعمين والمتحمسين والمشاركين لفكرتنا _ نشر فكر العدالة كثقافة قانونية تُحتَرم أكثر من مجرد مواد قانونية تولت أمرها اللجنة الملكية التي أمرتم بتشكيلها لهذا الأمر والتي نأمل أن يُكتب لها النجاح و التوفيق بإذن الله.

سيدنا أيها الملك، لقد التقطنا فلسفة الورقة النقاشية الملكية السادسة فقررنا أن يكون عملنا عليها منبثقاً من اعتبار العدالة نهج حياة اكثر منها نهج محاكم ومؤسسات قانونية، لتصبح _ أي العدالة _ ثقافة متجذرة فينا كشعب اختار أن تكون دولته دولة مدنية مكتملة لشروط بقائها ونهضتها، فما عصفت الأزمات بدول العالم اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً إلا لخلل واضح في بنية العدالة لديها وإن كانت قد قطعت شوطاً طويلاً في قوانينها وأنظمتها.

سيدنا أيها الملك، إننا نأمل أن يكون مؤتمر الممر الآمن الذي تصبوا أمانينا لأن يكون ملكياً عند حسن ظنكم بنا نحن أبناء شعبك وجنودك المدنيين الذين اختاروا أن يكونوا في الشق التنموي والتوعوي والنهضوي لورقتكم النقاشية السادسة.
واقبلوا ولاءنا لجلالتكم وانتماءنا لوطننا الكبير

جمعية وطن لحقوق الانسان
لورنس عواد