دار يا دار

دار يا دار

وأخيرا تزوج آخر العنقود من أولاد الحجة عمشه أم فلاح ،طبعاً أم فلاح عندها خمس أولاد وأربع بنات والحمد لله انه الكل تزوج وقاعد بداره بعد ما تعبت وبلشت فيهم وبتربيتهم لأنه أبو فلاح مات وهم صغار .

أم فلاح كانت قاعدة مع آخر العنقود بالدار القديمة اللي بناها أبو فلاح (الله يرحمه).

وبعد ما تزوج الولد الأخير قعدوا الشباب مع بعضهم واتفقوا على انه تقعد الحجة عند كل واحد من أولادها شهر ،خاصة بعد ما تغيرت معاملة ابنها آخر العنقود معها من ورا زوجته اللئيمة.

ودرجت الحياة ومشت وصارت أم فلاح تتنقل من دار لدار .

 وطبعاً أم فلاح ما شاء الله عليها ما بدها بلشه ولا بتغلب حدا.

 بتمشي وبتروح وبتيجي و خادمه حالها بحالها.

ويوم من الأيام صفن فلاح شوي (لما كانت أمه قاعدة عنده) وحك رأسه وفكر يطلع لأمه راتب من صندوق المعونة (الشؤون) .

وفعلاً جَهّز أوراق الحجة واستغل وجودها عنده وبَصّم الحجة عليهن وكل هذا الشيء دون علم إخوانه.

 حتى أمه مش عارفه على شو بصمت ، وفعلاً طلع للحجة راتب من المعونة حوالي ثمنين دينار .

وكان فلاح كل آخر الشهر يروح يستلم راتب الحجة ويحكي لصندوق المعونة بأن الحجة عاجزة وباركة بالدار وما بتقدر تمشي ، وبعض الأيام بوخذها بالسيارة معه وبطلع موظف البريد يفرجيه إياها .

وظل فلاح يُهبشّ راتب الحجة لسنوات عديدة ( ولا عند قريع خبر) ولا حدا داري عنه .


وبعد أكم سنة توفت الحجة عمشه أم فلاح.

ومع هذا ضل فلاح مخبي خبر وفاتها على صندوق المعونة وما قطع للحجة شهادة وفاة مشان يضل يستلم الثمانين دينار .

 لكن مع الأيام اقتنع فلاح يقطع للحجة شهادة وفاة مشان يعملوا حصر إرث بعد ما سمع انه في باسم الحجة أكم دونم أرض.

والمشكلة انه فلاح بسابق المصلين على الصف الأول بالمسجد.

فهذه القصة (أم فلاح ) قصة حقيقية بأسماء وهمية وهي جزء بسيط مما يرتكبه بعض البشر الذي يملأ قلوبهم الجشع والطمع وأكل الحرام حتى على حساب أقرب الناس لهم .

ونقول لهؤلاء الفئة المتوحشة وأمثالهم لا تفرحوا كثيراً لأن بر الوالدين ليس مناوبات وظيفية بينك وبين إخوتك ، بل منافسة معهم على أبواب الجنة .

فكما تدين تدان.

 وأعلم بأن السقوط من أعالي الجبال أسهل بكثير من السقوط من عيون الرجال...