كاميرات المراقبة في الجامعة الاردنية التقطت صوراً لـ20 شخصاً شاركوا في المشاجرة و سلمتهم للأمن
اجتاحت موجة تنديد على مواقع التواصل الاجتماعي غالبيتها من طلبة الجامعة حيال ما جرى في الجامعة الأردنية من مشاجرات وسلوكيات وعنف لا تليق بطلبة على مقاعد الدراسة الجامعية.
وركزت غالبية التعليقات ان «الجامعات هي منارات للعلم والمعرفة وليست ساحات وحلبات للمشاجرات والعنف.
وطالب المغردون بعقوبات رادعة بحق مثيري الشغب والعنف في الجامعات وتطبيق القانون بحزم ودون تردد بحقهم.
وقال مصدر في الجامعة الأردنية ان كاميرات المراقبة المنتشرة في ساعات الجامعة واروقتها سجلت جميع احداث العنف التي وقعت منذ يوم الثلاثاء الماضي وحتى عصر الخميس مؤكدا ان عناصر الامن الجامعي وادارة الجامعة بدأت تفحص صور الكاميرات للتعرف على جميع الذين شاركوا بالعنف والمشاجرة لاتخاذ العقوبات التي يستحقونها وفق نظام الجامعة وتحويل المشاركين بالمشاجرة للذين من خارجها الى الامن العام.
وقال ان الكاميرات حددت على الاقل 20 طالبا في المرحلة الاولى من المشاركين والمحرضين على العنف تم ضبطهم وتسليمهم للامن.
ووفق الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية ان اسباب العنف الجامعي كثيرة منها التعصب القرابي والعشائرية والخلافات الشخصية ومعاكسة الطالبات وانتخابات مجالس الطلبة.
واشار الى دراسة نفذها خبراء في علم الاجتماع وعلم النفس في الجامعة الأردنية شملت 394 طالبا وطالبة من الجامعة بعنوان «ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات» بينت ان هناك أسبابا أخرى للمشاجرات الطلابية تتمثل في قلة الوعي والتربية غير السليمة والاستعراض وحب الظهور والفراغ وقلة الدراسة.
وكشفت الدراسة ان العنف الطلابي لا يمثل مشكلة كبيرة في الجامعة فعدد المخالفات المسلكية للطلبة يعتبر عددا محدودا وان مشكلة المشاجرات الطلابية تتركز في الكليات الإنسانية وخاصة في كلية العلوم الاجتماعية والحقوق وكلية العلوم التربوية وتمثل هذه المشاجرات جزءا من خبرة أعداد كبيرة من الطلبة الذين لم يشاركوا فيها ولكنهم شاهدوها مرة او مرتين.
وأظهرت الدراسة الى أن الطلبة المشاركين في هذه المشاجرات جميعهم من الذكور واغلبهم من ذوي المعدلات المنخفضة او المتوسطة في امتحان شهادة الدراسة الثانوية واغلبهم من ذوي المعدلات التراكمية الجامعية المنخفضة او المتوسطة.
وتوصلت الدراسة الى ان الطلبة يقفون موقفا سلبيا من هذه المشاجرات ويعتبرونها مظهرا غير حضاريا لا يليق بطلبة الجامعة ويسيء إليهم والى سمعة الجامعة ويعتبر الطلبة هذه المشاجرات أعمالا صبيانية تعكس التسرع وعدم تقدير العواقب ويرى بعضهم أنها انعكاس لقلة الوعي ومحدودية التفكير والتعصب القرابي والعشائري.
وبحسب نتائج الدراسة يقترح الطلبة مجموعة من الإجراءات لمنع المشاجرات تتمثل في توعية الطلبة من خلال عقد الندوات والمحاضرات التثقيفية وتشديد العقوبات على المشاركين في المشاجرات.
واشارت الدراسة الى ان المؤسسات الأكاديمية تتحمل جزءأ كبيرا من مسؤولية المستوى العلمي الذي يصل اليه خريجوها وان جزءأ من النمو الشخصي يقع عليها.
وقال الدكتور حسين الخزاعي ان للضبط الاجتماعي غير الرسمي وسائله المتعددة وهو ضرورة لا غنى عنها للمجتمع، لأن ممارسة الضبط على أفراد المجتمع تحفظهم من استخدام العنف والانحراف، وتحافظ على نظم المجتمع وقواعد السلوك والتعامل بين الأفراد مشيرا ان هذه الوسائل بدأت تفقد وجودها وتاثيرها في المجتمع الاردني بسبب تداخل العوامل الاجتماعية والاقتصادية وتغير نمط الاسرة في المجتمع.
وقال ان الأسرة تعتبر أهم مصادر الضبط الاجتماعي، نظراً لما تقوم به من أدوار متباينة تجاه أفرادها وتجاه المجتمع، لأن الأسرة الركيزة الأولى التي يتلقى فيها الفرد خبرات الحياة، ونماذج السلوك الاجتماعي، ويتعلم فيها أنماط السلوك والتصرف، ويكتسب القيم والمعايير، وتدرب أفرادها على الضبط الذاتي .