هل سيستفيد الأردن من فوز ترامب؟

أجمع محللون على أن العلاقات الأردنية الأمريكية لن تتراجع في أعقاب فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، متوقعين زيادة المساعدات خاصة العسكرية للمملكة خلال الفترات المقبلة.
وفيما يرى مراقبون أن ترامب سيتخذ خطوات أكثر جدية وأسرع في ملف الحرب على الإرهاب من الرئيس الديمقراطي باراك اوباما، قال آخرون إن الأردن لن يكون ساحة لتكثيف الحرب على الإرهاب وسيكتفي بالدور الذي يقوم به مع تغيرات غير كبيرة حال اقتضى الأمر.
ويلتمس وزير الإعلام والناطق باسم الحكومة الأسبق، سميح المعايطة، مؤشرات إيجابية تهم الأردن من تصريحات الرئيس ترامب حول موضوع الإرهاب ومصلحة الولايات المتحدة من القضاء على تنظيم داعش بشكل سريع.
وقال المعايطة: إن "التنبؤ بتصرفات الإدارة الأمريكية الجديدة أمر صعب لكن هناك مؤشرات إيجابية تتعلق بملف الحرب على الإرهاب وهذا الأمر يتفق مع مصالح المملكة خاصة إذا تم تصعيد الحرب وأخذ الامريكان منحنى أكثر جدية ضد التطرف".
وأضاف الوزير الأسبق أن :"الأردن معني بخطوات أسرع وأكثر جدية فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب التي يواجه بسببها ضغوطا كبيرة لقرب هذه التنظيمات من حدوده مع سوريا والعراق، وهو ما يكلف المملكة مزيدا من الأعباء الأمنية والاقتصادية".
ولفت المعايطة إلى ان علاقات جلالة الملك عبدالله الثاني التي بناها مع مختلف المؤسسات الأمريكية تبقي على استقرار العلاقات والمصالح المشتركة حتى وإن تبدلت القيادة بين الديمقراطيين والجمهوريين.
من جهته، يرى عميد بيت الحكمة للعلوم السياسية في جامعة آل البيت، الدكتور محمد مقدادي، أن الأردن سيستفيد من مساعدات عسكرية قد تكون أفضل على الصعيد النوعي وبكمية أكثر من المساعدات التي حصل عليها في فترة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.
وقال مقدادي إن ترامب من خلال خطاباته السابقة أكد أنه سيميل للقوة الخشنة ضد تنظيم داعش، مما يعني أن الأمور لن تبقى على ضربات جوية غير منتظمة ضد التنظيم المتطرف، مشيرا إلى ان ترامب قد يكثف الضربات الجوية.
وفي حال تكثيف الحرب على التنظيم في سوريا والعراق، فإن الولايات المتحدة معنية بزيادة الحماية لحدود الأردن بشكل أكبر وتقديم المزيد من المساعدات سيما العسكرية لتخفيف الضغوط الأمنية، كما يرى استاذ العلوم السياسية.
ولا يعتقد المقدادي، أن تتراجع العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة بمجرد تغيير الحزب الحاكم لأسباب متعددة، على رأسها أن الولايات المتحدة تحكم بواسطة نظام مؤسسي منذ استقلالها، اضافة إلى كون الأردن حليفا استراتيجيا مهما لواشنطن ويقدم خطابا سياسيا معتدلا ومتطابقا مع السلوك.
المحلل الاستراتيجي والعسكري، فايز دويري، قال إنه لا يمكن التنبؤ بما قد تؤول إليه الأمور في هذا الوقت، خصوصا أن الرئيس الجديد لن يدخل البيت الأبيض قبل أواخر شهر يناير المقبل، علاوة على أنه بحاجة لأشهر للتأقلم مع الأوضاع واتخاذ القرارات.
وأشار الدويري إلى أنه في حال تصعيد الحرب على الإرهاب من الأردن، فإن قضية المساعدات العسكرية ليست مهمة اذا تم مقارنتها بالخطورة التي قد تنجم عن التورط بهذا الملف.
وعن احتمالية ازدياد المساعدات العسكرية، أوضح الدويري أن هذه المسألة تعتمد على الرؤية المستقبلية لهذه الدولة والدور والفائدة الذي يمكن أن تقدمه للولايات المتحدة.
وكانت سفيرة واشنطن لدى المملكة أليس ويلز، استبقت نتائج الإنتخابات الأمريكية بالتأكيد على التزام بلادها تجاه الأردن بصرف النظر عن الرئيس الجديد للبيت الأبيض، قائلة "إن هذا الأمر لا يخضع للنقاش".