تعرف على قصة المعلم الذي وفر على وزارة التربية اموالاً كثيرة؟
سطر المهندس مصطفى الدسوقي المعلم في مدرسة الشاملة الثانوية في الزرقاء قصة نجاح متميزة، وذلك من خلال اطلاقه لمبادرة 'مدرستي مسؤوليتي' الهادفة الى تصليح واعادة تأهيل المقاعد الدراسية المعدة للاتلاف واعادة استخدامها من قبل الطلاب .
ويبين أستاذ علم الصناعة والرسم الصناعي الحاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة والتصميم الداخلي والدبلوم العالي في الادارة المدرسية اليوم الاحد ان الدافع وراء مبادرته هو الشكاوى الدائمة والمتكررة التي تستمر على مدار العام الدراسي والمتعلقة بالمقاعد الدراسية، الأمر الذي يؤرق الطالب وولي الأمر والمعلم والمدير على حد سواء .
ويوضح ان المقعد يتعرض لسوء استخدام من قبل الطالب، حيث ان آلية العمل في المدارس تقوم على اخبار المعلم لمدير المدرسة بأن المقعد أصبح غير صالح للاستخدام، فيعمد المدير الى ارساله الى المستودع ، اذ تتكرر هذه الحالات حتى يمتلىء المستودع بالمقاعد غير الصالحة لتبدأ المخاطبات الرسمية بين المدير ومديرية التربية لاتلافها ومخاطبات رسمية أخرى لتزويد المدرسة بمقاعد جديدة ، وكذلك نوافذ وأبوب الغرفة الصفية .
ويشير الى ان مبادرته تهدف الى سد النقص في المقاعد الدراسية ومتابعة الغرف الصفية (الأبواب والشبابيك) والاهتمام بالناحية الجمالية في الغرف الصفية والممرات والساحة، اذ تعتمد مبادرته على اجراء الصيانة الدورية للمقاعد داخل المدرسة نفسها، حيث ان العديد منها يحتاج الى صيانة بسيطة ليصبح بعدها قابلا للاستخدام.
وتكمن أهمية المبادرة في التوفير المالي واختصار الوقت والجهد والمخاطبات الرسمية المتعلقة بأهمية توفير المقاعد الدراسية، اذ ان تكلفة صيانة المقعد الواحد في السوق المحلي تتراوح بين 5 الى 6 دنانير مع المواد، بينما تبلغ تكلفة صيانة المقعد داخل المدرسة بين 120 الى 190 قرشا فقط، ما يوفر على وزارة التربية والتعليم بما نسبته 80 بالمئة، حيث ان متوسط سعر المقعد الواحد يقدر بـ 31 دينارا .
ويقول الدسوقي ان المبادرة عبارة عن خمس مراحل تشمل عمل دورات تثقيفية للطلاب تبين لهم قيمة أثاث المدرسة والبناء والغرف الصفية والمقاعد والنوافذ والأبواب ووحدات الانارة وأهمية الحفاظ عليها، ثم الصيانة الدورية للمبنى المدرسي من أبواب ونوافذ ومقاعد وكبسات الانارة والستائر والألواح والدورات الصحية ومشارب المياه، ومتابعة المعلمين لشؤون الطلبة في المحافظة على الأثاث المدرسي، اضافة الى الاهتمام بالجانب الزراعي في المدرسة لما له من مردود مالي وجمالي وتعليمي واستغلال للمساحات المهملة في المدارس، وتنظيم اللقاءات الدورية مع معلمي التربية المهنية واستغلال الحصص العلمية للتربية المهنية.
ويوضح انه يتطلع الى توسيع مبادرته وتعميمها وتوثيق ما يتم صيانته من المقاعد والأثاث المدرسي بسجلات رسمية من أجل تحديد المسؤوليات وضبط العملية، اذ انه قام منذ بدء العام الدراسي، وبمساعدة طلبة القسم المهني بصيانة نحو 1500 مقعد في جميع مدارس مديرية تربية الزرقاء الأولى، مشيدا بمدير مدرسته فالح المومني، ومدير التربية الدكتور خليل القيسي، اللذين وفرا له كل الدعم الذي يحتاجه لتنفيذ مبادرته على أرض الواقع .
ويفكر الدسوقي كذلك بتأمين مكان (هنجر) في أي مدرسة صناعية كون المساحة والأماكن متوفرة، من أجل تجميع المقاعد التي تحتاج لصيانة وعمل الصيانة اللازمة لها من قبل المهنيين المختصين، اضافة الى عمل جدول زمني على مدار العام الدراسي وبرنامج محدد من أجل زيارة المدارس وتحديد المشكلة والوقت وتكلفة الصيانة للمقاعد .