لهذا السبب الأردنيون نباتيون

يحتفل العالم في السادس عشر من تشرين الأول من كل عام بيوم الغذاء العالمي لتسليط الضوء على المشكلات المتعلقة بالغذاء، ولقد وقع الاختيار على شعار 'الحماية الاجتماعية والزراعة: كسر حلقة الفقر في المناطق الريفية' عنواناً عريضاً ليوم الأغذية العالمي لعام 2015، للإعلاء من شأن الزراعة الأسرية والمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة.

ويعتبر الأمن الغذائي أحد أكبر المشكلات والتحديات التي تواجه العالم مما حدا بالحكومات لوضع سياسات زراعية وغذائية لمواجهة نقص الغذاء والتوازن في المحتوى الغذائي. ويعكس الأمن الغذائي قدرة الدولة بمواردها الطبيعية والمالية على تأمين الاحتياجات الغذائية الكمية والنوعية لمواطنيها، وإيصالها لهم في الوقت المناسب وفي أماكن تواجدهم مهما كانت أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، أي وصولها حتى للفقراء وتمكينهم من الحصول على احتياجاتهم الغذائية. ويمثل الأمن الغذائي تهديداً من ناحية توفير الكميات الغذائية اللازمة، بالإضافة إلى نوعية الغذاء الملائم لتلافي الأخطار وضرورة الموازنة في استهلاك الغذاء للحصول على توازن في العناصر الغذائية اللازمة للاستهلاك، وتساهم دائرة الإحصاءات العامة في توفير البيانات وقياس مستوى الأمن الغذائي في المملكة.

وقد أظهرت البيانات الأولية الصادرة عن الدائرة، لعام 2015 هيمنة المنتجات النباتية على نمط الاستهلاك الغذائي للفرد الأردني، حيث شكلت المنتجات النباتية مصدراً لحوالي 87% من النصيب اليومي للفرد من السعرات الحرارية الكلية، وبلغ النصيب اليومي للفرد 2542.0 سعراً حرارياً من المنتجات النباتية، و365.5 سعراً حرارياً من المنتجات الحيوانية.

وينعكس التوازن في استهلاك الغذاء من حيث الكمية والنوعيه على صحة الإنسان، وبالتالي على مستوى المشكلات الغذائية، وقد أظهرت البيانات بأن مجموعة الحبوب هي المصدر الأساسي للسعرات الحرارية المتحصل عليها من استهلاك الغذاء، حيث بلغ النصيب اليومي للفرد من السعرات الحرارية المتحصل عليها في عام 2015 من استهلاك الحبوب ومنتجاتها 1294.7 سعراً حرارياً وبما نسبته 44.5% من إجمالي السعرات الحرارية الكلية.

كما أظهرت البيانات أن مجموعتي الخضراوات والفاكهة اللتين تعتبران من أهم مصادر الغذاء المزود للجسم بالعناصر الغذائية وخاصة الفيتامينات والمعادن، قد شكلت ما نسبته 3.7% و2% على التوالي من السعرات الحرارية الكلية.

وأظهرت البيانات أن مجموعة 'لحوم الحيوانات' هي الأهم نسبياً من بين المجموعات الغذائية ذات المصدر الحيواني في معدل نصيب الفرد اليومي من السعرات الحرارية وشكلت ما نسبته 10.8% من السعرات الحرارية الكلية.

وتشير البيانات الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة إلى أن الأردن حقق الاكتفاء الذاتي في عدد من السلع الغذائية الرئيسية، وفي نفس الوقت استمر وجود فجوة غذائية في بعض المواد الغذائية الأساسية كمادة القمح التي لا يكفي الانتاج المحلي منها الاحتياجات الاستهلاكية. ويبين الجدول التالي نسب الاكتفاء الذاتي لأهم المنتجات النباتية والحيوانية في الأردن لعام 2015.