الاحتلال يحوّل القدس لثكنة عسكرية لحماية المستوطنين
حوّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس المحتلة، أمس، إلى "ثكنة عسكرية مسّلحة"، لتأمين حماية المستوطنين عند اقتحامهم المسجد الأقصى المبارك، اليوم، وذلك عشية ما يسمى "عيد الغفران" اليهودي.
وزادت قوات الاحتلال من نشر عديد عناصرها ونصب الحواجز العسكرية والدوريات الأمنية في أحياء المدينة والبلدة القديمة، فضلا عن إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية لها، ضمن سلسلة الإجراءات التي اتخذتها في القدس المحتلة.
وقالت الأنباء الفلسطينية إن "قوات الاحتلال قامت بنشر عناصرها وقوات "حرس الحدود" التابعة للجيش، إضافة إلى المتطوعين المسلحين، في القدس المحتلة، لتأمين حماية المستوطنين عند تأديتهم طقوسهم التلمودية في حائط البراق خلال الاحتفاء بمزاعم ما يسمونه "ليلة الكيبور".
ووفقا للصحف الإسرائيلية، نقلا عن بيان شرطة الاحتلال، فإن قوات الاحتلال "عملت على نشر عناصرها ضمن سلسلة الإجراءات التي اتخذتها مع حلول (ما يسمى) العيد اليهودي "الكيبور - الغفران" والذي يمتد على مدار اليوم وغدا".
وأعلنت أن "قواتها ستقوم بإغلاق الطريق المؤدي إلى البلدة القديمة من "باب الخليل" أمام المركبات الخاصة، ونصب حواجز (عسكرية) على الطرق الرئيسية، لمنع وصول المركبات من أحياء شرقي القدس باتجاه غربي المدينة".
ولفتت إلى أن "القوات ستنتشر في ضواحي المدينة ونقاط الاحتكاك لمنع ما وصفته بأعمال إخلال بالنظام"، وفق مزاعمها.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، "أنهم يتوقعون الأسوأ من الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية القدس"، أول أمس.
وقال الشيخ صبري، في تصريح أصدره أمس، "علينا أن نتوقع الأسوأ، لأن التصريحات الحاقدة التي صدرت عن المسؤولين الإسرائيليين تُشير إلى ذلك".
وأضاف إن "الإجراءات الإسرائيلية مستمرة في التضييق على المقدسيين ولم تتوقف للحظة واحدة، بما يدُل على الارتباك والفشل والتخبط في إدارة الاحتلال لمدينة القدس المُحتلة".
وأكد أن "تلك الإجراءات لم ولن تُعطي الاحتلال أي شرعية في هذه المدينة، لأنها مدينة محتلة، ولا بد من زوال الاحتلال عنها".
وقال إن "على أهل القدس الاهتمام بأنفسهم والاعتماد عليها، في تمسكهم بحقوقهم الشرعية، والالتزام بالحفاظ على منازلهم ومقدساتهم وعلى رأسها المسجد الأقصى المُبارك".
وكانت قوات الاحتلال قد قامت بإغلاق كامل لمدينة القدس المحتلة، ونصب الحواجز العسكرية وشّن حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات، عقب تنفيذ الشاب الفلسطيني، مصباح أبو صبيح، عملية إطلاق نار أدت إلى استشهاده وقتل إسرائيليين اثنين وإصابة ستة آخرين.
بدورها، دعت حركة "حماس" "المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى الاستعداد لمرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال".
وقال الناطق باسم الحركة، حسام بدران، في تصريح أصدره أمس، إن "كل محاولة للمساس بالأقصى ومرابطيه سيكون لها رد من المقاومين".
وأضاف أن عملية أول من أمس "أوصلت رسالة قوية من مقاومة الضفة للاحتلال بأن انتفاضة القدس ماضية"، مشددا على "فشل محاولات إيقافها مهما بلغت التضحيات".
ولفت إلى أن "مبررات استمرار الانتفاضة والمقاومة ما تزال قائمة"، معتبراً أن "الانتهاكات والاقتحامات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال ضدّ الشعب الفلسطيني، تستدعي من المقاومين الرد الموجع عليها"، بحسبه.
وفي الأثناء؛ واصلت قوات الاحتلال عدوانها في الأراضي المحتلة، حيث هدمت، أمس، منشأتين زراعيتين وأخطرت بهدم أخرى سكنية في منطقة "الديرات" قرب يطا جنوبي مدينة الخليل.
فيما أصيب فتى فلسطيني، لم يتجاوز السادسة عشرة ربيعا، برصاص قوات الاحتلال في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، أثناء محاولته الوصول لمكان عمله"، بحسب جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني".
وبالتزامن مع ذلك؛ قامت قوات الاحتلال بشّن حملة واسعة من الاعتقالات في عموم الأراضي المحتلة، عقب مداهمة منازل المواطنين والاعتداء على أصحابها وتخريب محتوياتها.