من هو رئيس مجلس النواب القادم : الدغمي ام الطراونة أو القاضي .. العكايلة ام القضاة ؟!
بدأت حمى انتخابات رئاسة مجلس النواب تشتد بعد أيام معدودة من إعلان نتائج الانتخابات النيابية، خاصة أنه من أبرز الاستحقاقات التي سيتعامل معها المجلس الجديد عند انعقاده أول دوراته العادية التي من المرجح أن تكون في بداية الشهر المقبل.
المنافسة حول رئاسة النواب ستكون حامية الوطيس، سيما مع إبداء عدد من النواب الفائزين رغبتهم دخول الماراثون الانتخابي.
من المتوقع أن يخوض انتخابات الرئاسة رؤساء سابقون ونواب مخضرمون، إضافة إلى وجود رغبة لدى بعض النواب الجدد خوض التجربة للمرة الأولى.
ووفق مصادر بدأت معركة انتخابات رئاسة مجلس النواب تشهد منافسة شديدة بين أقطاب برلمانيين نجحوا، حيث يتوقع أن تضم بورصة المتنافسين على موقع الرئيس 8 نواب، والعدد مرشح للزيادة او الانخفاض مع تصاعد الاستحقاق النيابي الذي سيدق الأبواب مع توالي كواليس الاجتماعات بين المتنافسين في فلل الحلفاء، وإبرام الصفقات قبل الوصول إلى الصناديق الانتخابية البرلمانية في العبدلي.
وفي قراءة تحليلية غلف طامحون في رئاسة مجلس النواب تحركاتهم بغلاف من الحذر والسرية دون الإعلان الرسمي.
ومن أبرز الأسماء التي يتوقع أن تنافس على الرئاسة عاطف الطراونة، عبد الكريم الدغمي، مصلح الطراونة، يحيى السعود أحمد الصفدي، خليل عطية، عبد الله العكايلة، محمد نوح القضاة ومازن القاضي، أحمد الصفدي وغيرهم.
ويأتي اشتداد المنافسة في ظل تعديلات أن رئيس مجلس النواب الجديد سيحتفظ بموقعه لمدة عامين وفقا للتعديلات الدستورية الأخيرة، فيما يتوجب تعديل النظام الداخلي للنواب لتمديد رئاسة اللجان النيابية الدائمة لتصبح عامين بدلا من عام.
يؤكد سياسي مطلع أنّ العقدة ليست فقط في خشبة الرئاسة الواقفة بين حديّ مرشحين من الخندق ذاته، وإنما أيضاً في موقف القوى السياسية من مسألة رئاسة مجلس النواب والفيصل هي تقاسم كعكة المناصب والامتيازات في سدة الرئاسة.
وتتحدث مصادر مطلعة أن الطامحين في رئاسة المجلس عليهم الانتظار حتى بلورة تشكل الكتل النيابية بصورة أولية لتبدأ مرحلة المفاوضات الجماعية الجدية، خاصة ان مرحلة الاستكشاف بدأت لاستطلاع توجهات النواب الجُدد الذين بلغ عدهم(74) نائبا، وهم متحمسون وقادمون للتغير، وعائدون من معارك مع القواعد الشعبية الصاخبة وهم يحرصون على عقد صفقات متكاملة في رئاسة لجان أو لجان صداقة أو المكتب الدائم.
فالطامحون بالظفر بكرسي الرئاسة دشنوا مرحلة لجسّ نبض زملائهم تجاه خوض معركة انتخابات رئاسة البرلمان المتوقعة في شهر تشرين الأول المقبل في حال بدأت الدورة البرلمانية العادية في موعدها الدستوري وفي انتظار تبلور خريطة التحالفات.
في الجانب الآخر هناك عشرون سيدة فائزة 15 منهن بمقاعد الكوتا النسائية، تمكنت خمس سيدات من الفوز بمقاعد بالتنافس، وهو رقم قياسي يشكل ما نسبته 16% من مجموع عدد أعضاء المجلس الـ 130
ووفق مراقبين بدأت التحالفات الهشة بين النخب لتوزيع كعكة المجلس لتشكيل خريطة لتقاسم كعكة مناصب المكتب الدائم لمجلس النواب ورئاسة لجانه الدائمة وسط تنافس حاد سيزداد مستقبلا في صفقات مرئية ولامرئية.
في المقابل إن السيناريوهات الغير متوقعة ربما تظهر بمثابة الجوكر في آخر لحظة حيث إن 'الهزات الارتدادية' ستظهر في تبلور صور جديدة في شكل رئيس المجلس القادم، فقواعد اللعبة تغيرت إمام الطراونة وخارطة الطريق غير واضحة المعالم مع وجود النواب الجدد والطراونة يواجه منافسة من الأقطاب الدغمي والقاضي والعكايلة.
آراء اخرى تقول إن المطبخ السياسي يقف طويلا امام سيناريوهات متعددة ومع وجود قوى معارضة متحمسة جاءت من قواعد شعبية منهكة تحاول مخاطبتها ودغدغة مشاعرها في خطابات شعبوية تحت القبة، وبين الأحلام والوقائع مسافة كبيرة في ظل استحقاقات مع البنك الدولي وبعض الدول واتفاقيات مهمة؛ مما يحتم السير على خيط رفيع بين الانتقاد والواقع؛
لهذا فان الخيار الأفضل إيجاد رئيس مجلس نواب قوى يكبح الاندفاعات من النواب الجدد، لهذا الخيارات بين الطراونة القاضي الدغمي العكايلة، وحيث ان كل واحد له ميزته النسبية في التعامل مع حساسية المرحلة، وقياس ردود الفعل، تتفاوت التقديرات السريعة في سباق مع الزمن، لحسم الكفة او إن يكون الخيار دعم خفي لاحدهم ضمن استمرار نهج عدم التدخل في لانتخابات النيابية
وسط كل ذلك ربما يرفع الحظر الشكلي عن الدغمي الذي يجد صدى معقولا لدى النواب الجدد وتجربة مجلس النواب في الربيع العربي ماثلة إمام الجميع، وعبورة في ظل تحقيقات وملفات الفساد أو الاعتماد على عاطف الطراونة نظرا لخبرتة الذي يجعله خيارا او إعطاء فرصة في ادارة المجلس ضمن نهج التغير أو دعم المعارضة في ترأس وزير التربية والنائي المخضرم عبدالله العكايلة مثل تجربة عبداللطيف عربيات في مجلس 1989 ويكون لها صدى كبير أمام مختلف الجهات والمنظمات الدولية.
او ملاقاة الشارع أو استمرار نهج التغير في تولي المحامي مصلح الطراونة الرئاسة عن النواب الجدد الرئاسة لاحداث تغيرات دراماتيكية توازن التغيرات في الشارع والتصويت لنواب جدد والإطاحة بأسماء معروفة.
ومصلح يجري مشاورات ولقاءات مع النواب، ويتحدث معهم بما يتعلق بكل القضايا المتعلقة بالمجلس النيابي.
وفي السياق ذاته رُصدت بلورة تجمعات نيابية لبرلمانيين يحملون التوجهات عينها، وبدأت خطوط التواصل بين النواب أصحاب التوجه الواحد، تأخذ مداها لجهة تشكيل كتل نيابية داخل المجلس.
الى ذلك وأبقت الرسائل المشفرة الباب موارباً أمام كل الاحتمالات؛ إذ حرص مرسلوها أن تكون 'حمالة أوجه'، وأن تبقى في إطار التكهنات والتوقعات وعلى العموم، لا أحد يعرف حتى الآن، كيف سيكون شكل انتخاب رئيس مجلس النواب القادم، مع افتتاح الدورة العادية في بداية تشرين الأول.
وعلى العموم إن المأزق قائم ومرشّح للاتساع، والطبقة السياسية تدور في حلقة مفرغة، وفوق ذلك كله قد تكون الرئاسة في مهب البحث عن توافق سياسي مفقود، وعلى طريقة أنّ التنازل اليوم أفضل من انتظار المجهول، وهنا يحاول البعض تمرير انتخابات الرئاسة بأقل الأكلاف الممكنة، لأنه مقتنع أنّه مع الوقت قد يضطر للدفع أكثر.