المشوخي.. شاب غِزّي يتحدى واقع القطاع بأغانيه الساخرة
يحصد الشاب عادل المشوخي نجاحا كبيرا بصفوف الشباب في غزة بأغانيه الساخرة التي تتحدى الواقع الصعب في القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس.
والمشوخي ( 32 عاما) هو من سكان مخيم رفح للاجئين، وبدأ مشواره الفني قبل سبع سنوات، وذاع صيته بعد أغنية "يا قطة اوعي تخافي مني" الشهر الماضي.
وباتت هذه الأغنية واسعة الانتشار، وتتردد في الحفلات والأعراس، وسمعت أكثر من مليون مرة عبر الإنترنت.
يعمل المشوخي موظفا في جهاز الأمن العام التابع لحماس، منذ سيطرتها على القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ عشر سنوات.
تعرض المشوخي للتوقيف ثماني مرات لدى شرطة حماس، كان آخرها قبل أسابيع بتهمة "إهانة هيبة الوظيفة العسكرية" في أغانيه، كما يقول.
وظهر المشوخي في فيديو مسجل بث على موقع "يوتيوب" وهو يصرخ بصوت عال رافعا يديه للسماء "10 سنوات ضايعين، احمل المسؤولية لحماس كاملة عن ضياع الشعب" ويتابع "تنحي يا حماس عن الحكومة".
ويضيف المشوخي "رجعتينا 300 سنة، لا كهرباء ولا مياه ولا شغل ولا معابر".
أما أغنية القطة، فيقول المشوخي إنه استوحى كلماتها عندما كان عائدا ليلا إلى منزله وعثر على قطة صغيرة سوداء تعبر الطريق المظلم في ظل انقطاع الكهرباء.
ويقول "لا أريد صراعا مع أحد، لا أحد يريد أن يسمعنا، لذلك أتكلم مع القطط لأنها غير مؤذية".
ويضيف "مللت السياسة والحروب، نريد أن نضحك الناس، الناس تحتاج تغير مزاجها إلى الفرح".
والمشوخي ابن عائلة أصلها من مصر، وكانت تقيم في مدينة الاسكندرية. وهو يستخدم اللهجة المصرية في أغنيته التي يقول فيها "اوعي يا قطة تخافي مني، اوعي تهربي مني (...) أنا إنسان.. أنا غلبان".
واستخدم المشوخي هاتفا نقالا في تسجيل أغنيته التي يظهر فيها وهو يرتدي قميصا أحمر وسروال جينز، ويمشي قرب الحدود بين القطاع ومصر في رفح.
ويعاني المشوخي من جروح في ساقه برصاصة أطلقها عليه زميله عن غير عمد قبل عامين.
و يبرر عمله في حكومة حماس قائلا "لأجل الراتب، بدنا نعيش" واصفا القطاع بأنه "علبة سردين"، قائلا "أغني لتنسى الناس همومها".
شارك المشوخي في أعمال مسرحية وأفلام كوميدية عديدة كانت قضايا الشباب الغزي الذي يعاني أكثر من 50 % منه من البطالة، حاضرة فيها مثل "فيلم المدمن" وفيلم يعالج صراع "حماس وفتح" وبثت بعضها على قناة "الأقصى" الإذاعية والتلفزيونية المحسوبة على حماس.
في الآونة الأخيرة، انتشرت بشكل لافت على مواقع التواصل أغنيته الجديدة "البنطلون"، التي يتكلم فيها عن حرية الشباب.
ويقول الممثل الفلسطيني صالح المغير إن سر شهرة المشوخي أنه "يغني ما يشبع رغبة الشباب ولا يخاف من أحد".
يرى المتخصص في الطب النفسي سمير زقوت أن أغاني المشوخي "لا تحمل أي رسالة أو هدف، رغم ذلك استطاع في مدة قصيرة حصد أعلى مشاهدات على مستوى فلسطين"، مفسرا ذلك لحالة "الإحباط والاكتئاب واليأس التي يشعر بها الشباب في غزة والضفة الغربية نتيجة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية".
ويغلب الطابع المحافظ على القطاع الفقير الذي يسكنه نحو 1,9 مليون نسمة غالبيتهم من اللاجئين.
يزين المشوخي جدران غرفته الصغيرة المفروشة بالحصير بكتابات لعبارات يؤلفها، ويحرص دائما على تدوين "المشاكل والهموم والأزمات" في دفتر ملاحظات أثناء لقاءاته المتكررة بالشباب لتضمينها في أغانيه "لعلها تدفع المسؤولين إلى ايجاد الحلول" كما يقول.-