مادبا .. دخلت لتنجب طفلاً وخرجت جثه هامده ..
توفيت يوم الخميس الماضي في مستشفى المدينة الطبية السيدة 'بيان احمد فلاح الشقور' عن عمر يناهز 28 عاما اثر عملية ولادة اجريت في احدى المستشفيات الخاصة في مادبا (منطقة سكن المرحومة).
ليتم بعدها نقلها الي المدينة الطبية لاستكمال علاجها بعد الحالة الحرجة التي وصلت اليها وابلاغ ذوي المرحومة من قبل الاطباء المشرفين وادارة المستشفى الخاص بان المريضة (آنذاك) تحتاج الى اجهزة تناسب حالتها لا تتوفر في هذا المستشفى.
وبالفعل تم نقلها الى المدينة الطبية وحاول الاطباء هناك اسعافها الا انها كانت تصارع الموت وتوفيت بعد ايام وكانت في هذه الاثناء تحت الاجهزة لا تأتي باي حركة تدل على ا نها ما زالت على قيد الحياة.
خطأ طبي:
الزميل يونس ابو صليح الاعلامي في مدينة مادبا كتب عبر موقعه عن الحالة وعلى لسان زوج المرحومة الذي حضر الى مكتبه قبل وفاتها بايام وكان باديا عليه علامات الغضب والتوتر وعندما هدأ بدأ يسرد قصة دخول زوجته الى مستشفى خاص بمادبا قبل ايام.
وقال انه تم دخول زوجته البالغة من العمر28 عاما الى غرفة العمليات لاجراء ولادة قيصرية وبعد ثلاث ساعات خرجت من الغرفة ،وتفاجأنا ان قوة دمها ثمانية وانه حدث معها نزيف داخلي دون متابعة او مراقبة من الكادر الطبي .
يضيف الزوج بعدها قمنا بالصراخ على ادارة المستشفى وحضر الاطباء المختصون وادخلت المرحومة بيان الي غرفة العمليات وطلب منا توفير دم وبالفعل تم تأمين (45) وحدة دم الا ان الطبيب قال انه من الضروري ازالة الرحم لانقاذ المريضة وغير ذلك هي معرضة للوفاة .
وبعد مشاورات مع ذوي المرحومة وافقت كزوجها على الازالة الا ان حالة المريضة استمرت من سيء الى اسوأ وبقيت في غيبوبة الى ان قمنا بنقلها الى المدينة الطبية وكانت المفاجأة انه لا علاقة لازالة الرحم بعملية الولادة وانه حدث خطأ طبي يتحمله المستشفى وقمنا بتوكيل محامي ورفعنا شكوى على المستشفى والطبيب المشرف على العملية.
والد المرحومة:
والد المرحومة 'بيان' السيد' احمد فلاح الشقور' روى تفاصيل ما حدث مع ابنته وقال ان بيان 'ام لطفلة صغيرة دون الثالثة من عمرها' و'الطفل الذي ولد اثناء العملية'، وبدأ والحزن يكتنفه يروي ما حدث لابنته التي شعرت فجأة بحالة الولادة مما اضطرهم الى نقلها الى المستشفى الخاص الذي جريت فيه العملية (لان مستشفى النديم الحكومي الوحيد في مادبا مكتظ ولا يستوعب كل الحالات التي ترده).
وبعدها استقبلتها الطبيبة المشرفة والتي تعمل في هذا المستشفى منذ زمن طويل واجرت اكثر من عملية ولادة، وقامت بادخالها الى غرفة العمليات واجراء عملية ولادة قيصرية واخراج الجنين لتخبرنا بعدها ان المرحومة حدث معها نزيف حاد اثناء عملية الولادة وان حياتها مهددة بالخطر اذا لم يتم ازالة الرحم واخبرتني بذلك الطبيبة المشرفة.
واحد الاطباء المساعد وقالوا لي انه يجب الموافقة سريعا علي ذلك للحفاظ علي حياة ابنتي وانا وافقت وزوجها على ذلك املا في انقاذ ابنتي من موت محقق وبعد ازالة الرحم استمر النزيف ولم يتوقف وبدأ الاطباء يطلبون منا احضار وحدات دم وبالفعل احضرنا اكثر من (40) وحدة دم من مستشفى النديم وايضا ست وحدات صفائح دم من مستشفى البشير.
لكن النزيف مستمر وبقيت المرحومة بيان في هذا المستشفى الخاص خمسة ايام والنزيف مستمر ولم تجد كل حالات تزويدها بالدم نفعا وكنا نطلب منهم ان نخرجها الى مستشفى اخر لكن الاطباء كانوا يؤكدون ان حالتها جيدة ومستقرة ولكن النزيف مستمر وبدأ جسمها ينتفخ ونحن نطلب من الاطباء ان يشرحوا لنا السبب او يسمحوا لنا بنقلها الى مستشفى الجامعة او المدينة الطبية الا انهم كانوا يؤكدون ان الحالة مستقرة.
وفي اليوم الخامس اخبرنا الاطباء المشرفون انه من الضروري نقلها الى المدينة الطبية لانه لا يوجد لديهم اجهزة متطورة كما هو في المدينة الطبية وبالفعل تم نقلها الى المدينة الطبية يرافقها الكادر الطبي المشرف عليها بالمستشفى الخاص بعد اتصال مع اطباء في المدينة الطبية.
واضاف يقول والد المرحومة بيان للشاهد ان الغريب في الامر ان الطاقم الطبي المشرف من المستشفى الخاص وعندما ادخلت المرحومة الي المدينة الطبية عادوا ادراجهم بسرعة دون حتى ان يخبروا الاطباء عن حالتها بالضبط وعندما حضر الطبيب المشرف تفاجأ بالامر لكنهم استقبلوا الحالة وحاولوا اسعافها لايام لكنها كانت تعيش علي الاجهزة وامكانية انقاذها اصبحت مستحيلة .
وتساءل والد المرحومة عن الاسباب التي دفعت الكادر الطبي في المستشفى الخاص الى التعتيم على حالة ابنته وعدم شرحهم كافة التفاصيل التي كانت تعاني منها المرحومة وقال : ان كل ما حدث معها هو نتيجة خطأ طبي اصاب الرحم ودفع الطبيب المشرف الى استئصاله حتى ينقذ الموقف لكن اجراء العملية في البداية واصابة الرحم اثناء ذلك ادت الي كل هذه المضاعفات ولم يعد بالامكان تصحيح ماحدث مهما كان ، وعندما ذهبت المريضة الى المدينة الطبية كانت الحالة صعبة جدا وامكانية الانقاذ مستحيلة.
وفي النهاية حمل والد المرحومة بيان المستشفى والطبيب المشرف المسؤولية كاملة، وقام مستشفى المدينة الطبية بتشكيل لجنة لدراسة واقع الحالة بكل تفاصيلها بطلب من المدعي العام الذي قدمت له الشكوى من قبل ذوي المرحومة وبعد ان كان المستشفى الخاص قد اشتكى عليهم متهما اياهم بتهديد الكادر الطبي والان القضية امام القضاء، وقد اعطى والد المرحومة واشقائها معلومات كثيرة حول هذه القضية لكننا نتجنب ذكرها حفاظا على سمعة الاخرين ومكانتهم لكننا نتمنى من القضاء ان يأخذها بعين الاعتبار عند متابعة القضية.