قيادات في الحركة الاسلامية تدعو لإعادة النظر بمقاطعة الحكومة الأمريكية

وكاله جراءة نيوز - عمان - بقيت علاقة الحركة الإسلامية في الأردن، بشقيها جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي، مع الجانب الأمريكي الرسمي تراوح مكانها في القطيعة منذ العام 2003 حين تم غزو العراق، إلا في حالات استثنائية كلقاءات مع مراكز الأبحاث والدراسات.

وعلى الرغم من ذلك، فإن تطورات عدة قد تعيد العلاقة ما بين الطرفين إلى حوار قادم بدت معالمه من الزيارة التي قام بها عضو المكتب السياسي للجماعة الدكتور نبيل الكوفحي للولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا للمشاركة في ندوة نظمها معهد «كارنجي» حول البرامج السياسية والاقتصادية للإسلاميين بمشاركة مجموعة واسعة من الباحثين والأكاديميين الأمريكيين وطلبة الدراسات العليا.

وسبق هذه الندوة فتح حوار معمق أجرته الحركة الإسلامية مع عدد من ممثلي الدول الأوروبية كان آخرها لقاء جمع الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور بالسفير البريطاني في منزله رافقه فيه عدد من قيادات الحزب من بينهم القياديان نمر العساف وعبدالله فرج الله، ما يفتح باب التساؤلات على مصراعيه عن سر القطيعة المعلنة مع الأمريكان بسبب غزوهم العراق، في حين لم يجد الإسلاميون حرجاً في الحوار مع البريطانيين، وهم الدولة الوحيدة التي كانت شريكاً للولايات المتحدة في غزو العراق في حالة تآلف تجسدت بين بوش الابن ورئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير.

كذلك، يمكن لدى البحث الالتفات الى وجود مؤشرات لتطور في العلاقة بين الجانبين لجهة التغيرات التي عصفت بالمنطقة العربية وخلخلت أنظمة عربية في تونس ومصر وليبيا، والمفارقة أن جميع تلك الدول استحوذت على زمام أمورها وسلطتها حكومات وسلطات إسلامية، ما يمكن أن يحفز إسلاميي الأردن على اخذ دور تقاربي أكبر مع الجانب الرسمي الغربي والأمريكي على السواء للترويج لبرنامجهم الإصلاحي وتقديم نموذج الدولة المدنية غير الإقصائية القادرة على إدارة شؤون الدولة عبر حكومة منتخبة أو تشاركية في الحكم.

وهنا يؤكد الكوفحي أن الأجواء تغيرت وأصبحت أكثر إيجابية من قبل بخاصة مع انتهاء مرحلة ما سمي بـ»الحرب على الإرهاب»، تلك التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإسلاميين بالتشارك مع عديد الأنظمة العربية، مؤكداً أن قرار الحركة الإسلامية الرسمي ما زال يتمثل بالمقاطعة، إلا أن تغيرات قد تحصل بحيث توجد نية لرفع مقترحات تجاه إعادة النظر فيها، منوهاً الى أن مقترحاً قدمه عدد من القيادات نهاية العام الماضي إلا أنه قوبل بالرفض من قِبل المكتب التنفيذي.

ويشير الى أن زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية خلت من لقاء مع أي مسؤول رسمي، مؤكداً أنه تلقى دعوة من مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية «وليام بيرنز» إلا أنه قام برفضها التزاماً منه بموقف الجماعة.

وأضاف أن وجهة نظر الأمريكان عن الحركة الإسلامية في الأردن أنها لا تقل عن مثيلاتها في البلدان العربية، وأن هناك شعوراً بالخطأ جراء حالة الحرب على الإرهاب وما رافقها من ظلم وتجن على الإسلاميين.

وأشار الكوفحي الى أنه لم يذهب للولايات المتحدة ممثلا عن الحركة الإسلامية، إلا أنه دُعي كقيادي في الحركة الإسلامية، مؤكدا أنه أبلغ عددا من قيادات الحركة بزيارته الأخيرة.

المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ سالم الفلاحات يؤكد أن قرار الجماعة لم يتغير بمقاطعة الجانب الأمريكي بعد غزوه للعراق، مشدداً على أن هذا القرار غير قابل للاختراق، وأشار إلى أن بعض القيادات تطرح مسألة إعادة النظر في هذا التوجه.

وأكد الفلاحات أن الحركة الإسلامية تؤمن بالحوار مع الجميع باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، مضيفاً أنه ليس ممنوعاً أن يعاد النظر ببحث الموقف من جديد بعد 10 سنوات من القطيعة.

وفيما رفض رئيس المكتب السياسي لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس زكي بني ارشيد التعليق على الموضوع بالقول «ليس لدي رغبة بالحديث عن هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات»، يؤكد الناطق الرسمي باسم الجماعة وأمين سرها الشيخ جميل أبو بكر أن الكوفحي لم يذهب للولايات المتحدة ممثلاً عن الحركة الإسلامية، وأن لا جديد تجاه العلاقة مع «الرسمي الأمريكي».